جائزة نوبل التي ضاعت وجائزة شرم الشيخ

الكاتب: رأي المسار
غداً الاثنين سيزف الرئيس الأمريكي دونالد ترب كعريسٍ يُحتفى به في إسرائيل، حيث زيارة الساعات الثلاث والدقائق الأربعين، وسيصفق له وقوفاً في الكنيست بما يذكر بالتصفيق القديم لنتنياهو في الكونجرس.
وكان أمس حصل على هتافاتٍ شقّت عنان السماء باسمه حين وقف صهره ومبعوثه أمام الجمهور العريض في إسرائيل الذي أدّى في نفس الوقت تظاهرة إهانةٍ لنتنياهو، بما يعني تحميله مسؤولية تأخير عودة المحتجزين وتعريض حياتهم للخطر.
الرئيس ترمب يحصل في الشرق الأوسط على ما لم يستطع الحصول عليه في أي مكانٍ من العالم، وحتى في أمريكا ذاتها فكل الأبواب مفتوحةً أمامه، وكل الآمال معلقةً عليه!، مع أنه حتى الآن لم ينجز سوى خطواتٍ قليلة على طريق الألف ميل، الذي يتعين عليه قطعه حتى نهايته ليحظى بلقب بطل السلام الذي كان مستحيلاً على غيره.
الحفاوة بترمب بفتح أبواب الشرق الأوسط أمامه، ليست مكافأة له على ما فعل، وإنما تشجيعاً له على ما ينبغي أن يفعل، ونظراً لتجربة أمريكا في الشرق الأوسط في عهود الإدارات التي سبقت إدارته، فمن المفترض أن تكون الأمور واضحةً بعد كل الذي حدث.
عملية السلام القديمة بدأت من فلسطين، وعملية السلام إن تجددت، فلا أمل لها بالنجاح إلا بفلسطين، وإذا ما أدرك الرئيس ترمب هذه الحقيقة، فما عليه إلا أن يؤدي وهو رئيس الدولة الأعظم عمله في مسألة السلام، من موقعٍ أكثر توازناً وعدلاً ومنطقية، أمّا إذا استمر في المرور عبر بوابة نتنياهو باعتبار أنه المرجعية لإدارته في الشرق الأوسط، ففي هذه الحالة لن يضيع فقط جائزة نوبل وإنما سوف يمحو من التاريخ وصفه كصانع معجزة السلام في الشرق الأوسط والعالم.