إغلاق الجسر... لماذا؟
الكاتب: رأي مسار
أمر نتنياهو بإغلاق المعبر حتى إشعارٍ آخر، بتزامنٍ أثار جدلاً حول صلة قراره بالمشهد العالمي الذي شهدته الأمم المتحدة، تتويجاً لتسونامي الاعترافات.
المشهد عدداً ونوعاً أفقد نتنياهو صوابه، والأهم من العدد والنوع خطابات زعماء العالم، التي أدانت سياسة إسرائيل في أحكامٍ توازي أحكام محكمتي العدل الدولية والجنايات.
لم يجد نتنياهو قبل حصوله على إذنٍ من ترمب ليتخذ قراراتٍ توّعد بها بمستوى الضم ومضاعفة الاستيطان وتوسيع المجازر في غزة، لم يجد سوى إغلاق الجسر الذي ينطوي على إلحاق أذىً مباشر بالمواطنين الفلسطينيين وبالدولة الأردنية التي يعيش على أرضها مئات الألوف منهم بحيث نصف حياتهم في الضفة الغربية والنصف الآخر في الشرقية.
نتنياهو المضروب على رأسه حد فقدان التوازن، يظن أن الجهد العربي والدولي سوف ينصرف نحو فتح الجسر بحيث يبدو التراجع عن إغلاقه إن حدث كما لو أنه تنازلٌ إسرائيلي يستحق قبض ثمنٍ سياسيٍ عليه.
إن إغلاق الجسر بأوامر من نتنياهو مؤشرٌ على مأزقه السياسي وقلة حيلته في وقف تسونامي الاعترافات بالدولة الفلسطينية.
الفلسطينيون يتعاملون مع إغلاق الجسر، وغيره من المضايقات الإسرائيلية المدروسة والمستمرة والشاملة، على أنها إجراءاتٌ احتلالية لابد من احتواءها وعدم تمكين نتنياهو من حصد مزايا سياسية جرّاءها، فالإغلاق الإسرائيلي ليس على الجسر وحده، بل على كل جوانب الحياة الفلسطينية، وهذا ليس بالأمر الجديد بل هو من طبيعة الاحتلال وافرازاته الكريهة.
لقد مرّ على الفلسطينيين أحداثٌ أكبر وأفدح من إغلاق الجسر، ووجدوا الوسائل الفعّالة لمواجهتها وعدم الخضوع لها، وهذا ما سيفعلونه سواءٌ ظل الجسر مغلقاً أو أعيد فتحه.
