غزة والدولة الفلسطينية تعمّقان عزلة أمريكا

الكاتب: رأي مسار

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس ترمب، اختلافه مع رئيس الوزراء البريطاني ستارمر حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كان مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن، يرفع إشارة الفيتو ضد مشروع قرار بوقف الحرب على غزة.

بلغ عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية 147 دولة، أمّا قائدة الحملة ضد الاعتراف "أمريكا"، فقد أحرزت ثمانية أصوات، منها أصوات دولٍ تكاد لا تُرى على الخريطة مثل ميكرونيزيا التي تبدو كما لو أنها وجدت لمجرد التصويت مع أمريكا وبصورةٍ تلقائية.

في ذات الوقت ومن لندن، تجسدت عزلة نوعية ذات دلالة وهذه المرة من قلب أوروبا، الحليف الأكثر قدماً وانقياداً لأمريكا، حيث الاعترافات الثمينة، التي رجّحت كفة الميزان الدولي لصالح قيام الدولة الفلسطينية، وأفرغت حملة ترمب المحمومة ضد الاعتراف من جدواها، لتنتج عزلتين عددية ونوعية، أربكتا أمريكا وأفقدتا إسرائيل صوابها.

الانقياد الأمريكي الأعمى وراء إسرائيل سواءً من خلال الخروج عن الإجماع الدولي تجاه فلسطين، والاجماع الدولي في مجلس الأمن تجاه وقف الحرب على غزة، رتّب على أمريكا دفع أثمانٍ باهظةٍ ومتزايدة، ليس على الصعيد المادي فقط وإنما على صعيد الصورة الأخلاقية والعزلة السياسية.

بميزان الربح والخسارة فعداد الخسارة المادية والمعنوية في تصاعدٍ مستمر، وهذا النزف سوف يتواصل وبسرعة أشد ما دامت العربة الأمريكية العملاقة مجرورة وراء نتنياهو ونزواته المريضة والمكلفة.