لو لم تكن إيران موجودة... لاخترعها نتنياهو
رأي مسار
إيران.. الدولة الإقليمية الكبرى، والتي تفاوض على مشروعها النووي، ودورها الإقليمي والدولي، وثرواتها الطبيعية وأسواقها وكل شيء فيها، تظل بكل المقاييس دولة كبيرة لها ما لها وعليها ما عليها، إلا أنها بالنسبة لبنيامين نتنياهو مشروع استثماري، ينفع بل وضروري لتخويف المجتمع الإسرائيلي منها، وكذلك لتبرير كل مجازفاته الجنونية بأنها لحماية إسرائيل من التهديد الدائم بتدميرها، ولكن الأهم من ذلك كله، استثمارها كذريعة دائمة لرفض قيام الدولة الفلسطينية، التي يصورها نتنياهو على أنها في حال قيامها ستكون ذراعاً إيرانياً إرهابياً.. إلخ.
نتنياهو يعرف عدم صدقية ادعاءه لأنه يعرف أن القضية الفلسطينية وكفاح شعبها من أجل الحرية والاستقلال نشأت وتكرّست قبل ولادته، وقبل ولادة الجمهورية الإيرانية بعقود، وللتذكير كانت الثورة الفلسطينية في أوجها حين كانت إيران الشاه الحليف الاستراتيجي الرئيس لإسرائيل في المنطقة.
إن نتنياهو وهو المحاصر بالتبني الدولي المتزايد لقيام الدولة الفلسطينية، يحاول تغطية شمس الحقيقة الساطعة بغربال.
إن الدولة الفلسطينية التي يتنامى التأييد الدولي لقيامها كأساس لتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة، والتي يتوالى انضمام دول كبرى ووازنة ومنها فرنسا ليس فقط لمبدأ قيامها بل ولقيامها بالفعل على أرضها، تظل الحقيقة التي تؤرق نتنياهو وتقض مضاجع من هم على شاكلته. وإذا ما توخينا الدقة في وصف حالته إزاء الدولة الفلسطينية، فهو من يعمل على إعاقة مسار التاريخ بالادعاء والتلفيق، وليس موقفه من إيران إلا في هذا السياق غير المنطقي الذي اختاره لنفسه ولأمثاله من الإسرائيليين.
