مستقبل الحل في غزة يجب ألا يُختزل في تفاهمات أمنية ومقايضات بين أطراف إقليمية ودولية

الكاتب: د. دلال عريقات
تؤكد د. دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات في الجامعة العربية الأمريكية، على ضرورة التعامل بحذر مع ما يُسرب من أنباء حول قرب التوصل إلى اتفاق لوقف الإبادة في غزة وتبادل الأسرى، مشددة على أن التجربة أثبتت أن التفاصيل الدقيقة هي التي تصنع الفارق في مثل هذه القضايا الحساسة.
وتوضح عريقات أن أي اتفاق يجب أن ينطلق أولاً من وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف الإبادة الجماعية المستمرة بحق المدنيين، معتبرة أن التقدم في ملف الأسرى لا يمكن عزله عن وقف شامل لإطلاق النار وضمان الحماية الكاملة للمدنيين.
وتؤكد عريقات أن ما يحتاجه الفلسطينيون ليس مجرد تسويات مؤقتة أو تهدئة مرحلية، بل حلاً سياسيًا جذريًا يعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية المشروعة، ويضع نهاية حقيقية للاحتلال الإسرائيلي المستمر.
وفيما يتعلق بالأبعاد الإقليمية والدولية أو إن كان ذلك الاتفاق ذو علاقة بما يروج له من اتفاق مع إيران، تشير عريقات إلى تعقيد المشهد الإقليمي، الذي تتشابك فيه المصالح بين عدة قوى، ولا سيما في ظل العلاقة الثنائية المعقدة بين إيران والولايات المتحدة.
وتلفت عريقات إلى وجود عدة ملفات استراتيجية على طاولة التفاوض بين الطرفين، من بينها البرنامج النووي الإيراني والنفوذ الإقليمي، مع احتمال أن تكون القضية الفلسطينية، وملف غزة تحديدًا، إحدى الأوراق المستخدمة في هذا السياق التفاوضي.
وتعبر عريقات عن أسفها لأن معاناة الشعب الفلسطيني تُختزل أحيانًا في حسابات لا تعنيه مباشرة، وتُستغل كورقة ضغط بين القوى الكبرى.
وتوضح عريقات أن إسرائيل نفسها تحوّلت إلى ورقة تستخدمها الإدارة الأمريكية بما يخدم مصالحها الاستراتيجية أو الانتخابية.
وتشير عريقات إلى التحرك المصري الأخير بإعلان تشكيل لجنة إسناد لإدارة غزة بشكل مؤقت لمدة ستة أشهر، ضمن تصور مرحلي يهدف إلى إعادة تمكين السلطة الفلسطينية، حيث أن هذه الخطوة، على الرغم من أهميتها، لن تنجح إذا لم تُدعَم برؤية فلسطينية سياسية موحدة، وإرادة دولية جادة تسعى لإنهاء الاحتلال لا مجرد إدارة الأزمة.
وتؤكد عريقات أن مستقبل الحل في غزة يجب أن يكون جزءًا من مسار سياسي شامل يعيد للفلسطينيين حقوقهم ويضمن العدالة والكرامة، لا أن يُختزل في تفاهمات أمنية ومقايضات بين أطراف إقليمية ودولية.