ملامح اتفاق جديد يتبلور

الكاتب: عمر حلمي الغول
في اعقاب زيارة بنيامين نتنياهو لواشنطن الاثنين الماضي 7 نيسان / ابريل، وعشية عيد الفصح اليهودي، أحد الأعياد اليهودية الرئيسية، والذي بدأ أمس السبت 12 نيسان / ابريل الحالي، ومع اقتراب زيارة الرئيس دونالد ترمب الى المنطقة مطلع أيار / مايو القادم، يبدو ان هناك انفراج نسبي في إمكانية الوصول لإبرام اتفاق جديد إسرائيلي فلسطيني عبر الوسطاء العرب برعاية أميركية، نتيجة ضغوط الإدارة الأميركية على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكان الرئيس ال47 طالبه اثناء اللقاء المشترك بضرورة الخروج من متاهة الإبادة خلال أسبوعين او ثلاثة بحد اقصى، والأفراج عن الرهائن بأسرع وقت، وهو ما تم إبلاغه لعائلات الرهائن الإسرائيليين والأميركيين.
وهذا ما صرح به مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف مساء الخميس 11 ابريل الحالي، بالقول ان "هناك صفقة جدية للغاية تتبلور، والأمر مسألة أيام فقط"، وهو ما ابلغه لعائلات الرهائن الإسرائيليين، حسب صحيفة "يديعوت احرونوت" بذات التاريخ. وأشارت الصحيفة، أن مسؤولين أميركيين أبلغوا نظرائهم الإسرائيليين خلال الأيام الماضية، بأن ترمب بدأ يفقد صبره، وأتاح لرئيس الائتلاف الإسرائيلي الحاكم مزيدا من الوقت لمواصلة العمليات العسكرية، لكن لفترة محدودة لا تتجاوز أسبوعين الى ثلاثة أسابيع. والعمل على صياغة صفقة تبادل جديدة تشمل إطلاق الاسرى وانهاء العدوان على غزة، كجزء من خطة أميركية أوسع للشرق الأوسط تهدف في نهايتها الى تحقيق اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. وهذا ما يطمح له الرئيس ترمب، بهدف الحصول على جائزة نوبل للسلام، وهو طموح لا يفارقه ابدا، ولهذا نراه في كل تصريحاته المختلفة والمتعاقبة يؤكد على رغبته بتحقيق السلام!؟
وأفادت وسائل اعلام إسرائيلية الجمعة 11 ابريل، بأن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الاسرى والمحتجزين. وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن المقترح المصري ينص على إطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء و8 جثث مقابل هدنة تتراوح ما بين 40 و70 يوما، وإطلاق سراح عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين، يتجاوز عددهم 550 أسيرا من الاحكام المختلفة بالإضافة لعدد من الاسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد 7 تشرين اول / أكتوبر 2023. ونقلت قناة "أي 24" الإسرائيلية عن مصدر سياسي اسرائيلي، أن هناك تقدما نحو التوصل الى صفقة بشأن غزة. وذكرت هيئة البث العامة "كان"، أن نتنياهو أجرى تقييما للوضع مع فريق التفاوض ومسؤولين من المؤسسة الأمنية مساء الخميس الماضي، على خلفية الخطة المصرية الجديدة.
كما ان رئيس الوزراء الإسرائيلي تعهد بإعادة المحتجزين من غزة، وقال في رسالة بمناسبة عيد الفصح اليهودي "ستكون هناك مقاعد فارغة للعيد من العائلات. معا سنعيد رهائننا، ومعا سنهزم اعداءنا، ومعا سنحتضن جرحانا، ومعا سنحني رؤوسنا إجلالا لذكرى ضحايانا. وفي سياق متصل، قالت القناة "13" الإسرائيلية، أنه تم إبلاغ وزراء المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) من قبل نتنياهو والوزير دريمر، بأن هناك مؤشرات على تغير في موقف حماس، وذلك للإيحاء بأن عودته للابادة الجماعية حققت بعض إنجازاتها، وأن الوسطاء يعملون على صياغة مقترح جديد وجدي. وأوضحت القناة، وجود مقترحات متقدمة يتم التفاوض عليها حاليا بين الإدارة الأميركية ومصر، تقترب من شروط يمكن لإسرائيل أن توافق عليها سواء من ناحية عدد الاسرى الاسرائيليين الأحياء المتوقع الأفراج عنهم، أو عدد الاسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وكل هذه المؤشرات تبعث على التفاؤل بإمكانية الوصول الى صفقة تبادل جديدة للأسرى من الجانبين، ووقف إطلاق النار لفترة زمنية مقبولة من الطرفين، أو أُرغموا عليها، مرتبطة بالعودة للتفاوض بشأن الدخول للمرحلة الثانية، وخروج عدد من قيادات وكوادر حماس للخارج بعد تسليم السلاح المتبقي، وتنحي حماس عن المشهد السياسي، وإدخال المساعدات الإنسانية بكافة مشتقاتها للقطاع، والانسحاب الإسرائيلي من المواقع التي سيطر عليها الجيش بعد 18 اذار / مارس الماضي، كمقدمة للانسحاب الكامل من القطاع، وتولي اللجنة الفلسطينية المؤقتة مسؤولياتها لحين نشر قوات الامن الفلسطينية الرسمية، وعودة الدولة الفلسطينية وحكومتها لولايتها الكاملة السياسية والقانونية على القطاع، والشروع بتنفيذ خطة إعادة الاعمار بعد عقد مؤتمر المانحين، والتمهيد للذهاب الى مؤتمر السلام، وخلق الشروط الملائمة لاستقلال دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967. وأن غدٍ لناظره قريب.