الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:16 PM
العشاء 8:36 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الدول المارقة حتماً تتفكك وتندثر

الكاتب: د. محمد عوده

أولها الامبراطورية الامريكية التي أقيمت على اشلاء قبائل الاوننداجو، الموهاك، بيبلو، كوماتش، بيمان، الاباتشي، باوهاتان والشروكي، ورغم اجرام المستعمر الاوروبي الذي اباد ملايين الهنود الحمر بالحروب والامراض حيث جلب الأوربيون معهم الأمراض كوسيلة حرب بيولوجية كالجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفويد والدفتيريا والسعال الديكي والملاريا وبقية الأوبئة التي كانت تحصد السكان الأصليين. وكانت السلطات البريطانية توزع عليهم الألحفة (الأغطية) الحاملة للأمراض عمداً بهدف نشر الأمراض بينهم. ورغم كل ما تعرضوا له لا زال من بقي منهم ويقدر عددهم ب ثلاثة ملايين انسان يتحدثون ما يزيد على 150 لغة محلية منها اليوبيك وداكوتا.

اما الإمبراطورية الأخرى فهي الامبراطورية الصهيونية ،فمنذ ما يزيد على 76 عام والاستعمار الاوروبي ذاته وعبر اداته الصهيونية العالمية يريد استنساخ جربة امريكا الشمالية ونقلها الى فلسطين، فالقادم لقتل وتهجير الفلسطينيين لا يختلف عن ذلك الذي ذهب الى امريكا الشمالية، تقتيل وتهجير ومع ذلك لم يفلحوا ولن يفلحوا، فلسطين ستبقى للفلسطينيين، سيسهم كل من ترامب وبن صهيون ميليكوفسكي (نتنياهو) في اندثار دولتيهما لمارقتين، حيث اداهما الداخلي والخارجي يصب في هذا الاتجاه.

ففي اعقاب اعلان دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية على دول كثيرة، وصلت في بعض الأحيان الى أكثر من 60% مما دفع العديد من هذه الدول الى فرض ضرائب على البضائع الامريكية، لم يقتصر رد الدول المتضررة على التعامل بالمثل بل ذهبت العديد من تلك الدول الى ابعد من ذلك عبر تطوير التجارة البينية لهذه الدول على حساب المنتجات الامريكية.

معروف ان فرض رسوم جمركية على البضائع المستوردة يعزز مكانة الصناعات المحلية مما سيزيد من الطلب عليها وبالتالي سيؤدي الى ارتفاع أسعار الصناعات المحلية في أمريكا حسب قانون العرض والطلب من جهة وسيقلص الصادرات الامريكية الى العديد من دول العالم،  وضمن هذه المعادلة سيكون المتضرر الأول المواطن الأمريكي من الطبقات العادية والكاسب نسبيا هم أصحاب رؤوس الأموال على المدى القصير ، اما على المدى الطويل فالكل في أمريكا سيدفع ثمن هذه الرسوم خاصة  في حال إصرار الصين والاتحاد الأوروبي والكثير من دول العالم على التعامل بالمثل.

رغم ردود الفعل من قبل الدول المتضررة الا ان الأخطر هو ما يدور في داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها، مئات المظاهرات ضد سياسات ترامب الاقتصادية خاصة في الولايات الزرقاء وعددها 18 عشرة ولاية تتزعمها كاليفورنيا التي أعلنت التمرد على قرارات ترامب إضافة الى الولايات السبع المتأرجحة (أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا، وكارولاينا الشمالية، وبنسلفانيا، وويسكونسن)، مما يهدد وحدة الولايات على المدى الطويل.

لم يكتفي ترامب بالحرب الاقتصادية على الدول المصنفة خصوم ومنافسين بل تعدى ذلك الى استهداف الدول الصديقة والحليفة (بريطانيا، الاتحاد الأوروبي، كوريا، اليابان، المكسيك كندا وبنما، والعديد من دول أمريكا اللاتينية إضافة الى فتح جبهات جوهرها تجاري وظاهرها سياسي مع كل من فلسطين، سوريا، اليمن والدنمارك والحبل على الجرار).

في حال إصرار ترامب على موقفه سواء الاقتصادي المحض او الاقتصادي المغلف بالسياسي ام كليهما فان الصراع سيتعدى كثيرا الحدود التي نظمتها المعاهدات الدولية خاصة معاهدة التجارة فان ذلك سيؤدي بالتأكيد الى عزلة تجارية غير مسبوقة مما سيفضي الى انهيار الدولار وبالتالي تجريد الولايات المتحدة من اهم سلاح استخدمته طيلة عقود للهيمنة على العالم ونعني الدولار.

لقد عمل ترامب منذ اليوم الأول على إعادة رسم خريطة المؤسسات الدولية من خلال هدم الكثير من تلك المؤسسات عبر الانسحاب منها كخطوة على طريق إعادة هيكلتها بما يضمن هيمنة أمريكية مطلقة على تلك المؤسسات والذي أشرنا له في مقال سابق بتعبير أمركة العالم بعيدا عن الشراكة.

خلاصة القول ان العالم على مفترق طرق فإما ينجح العالم في كبح جماح ترامب مما سيفضي الى صياغة عالم جديد على أسس اقل هيمنة وأكثر انسانية مما هو قائم، في هذه الحالة يصار الى تراجع الهيمنة الامريكية الى درجة التلاشي ولكيلا ادخل في أحلام يقظة، اعتقد جازما ان تراجع المشروع الاستعماري الأمريكي وفي المقدمة مشروع الحركة الصهيونية القاضي بشرق أوسط جديد تحت الهيمنة الصهيو أمريكية قادم لا محالة، وفي ذلك فرصة لتمكين الشعب العربي الفلسطيني من حقة في تقرير مصيره.

ومن اجل ان لا نكون قد دخلنا في حقل التمنيات واحلام اليقظة مطلوب وحدة صف عالمية لإرغام لقطاء العالم على التسليم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتخلي عن فكرة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض، بالضرورة ان يقرأ الساسة في إسرائيل ابداعات جدعون ليفي، إسرائيل شاحاك، ايلان بابيه وليس اخرهم شلومو ساند وتحفته اختراع الشعب اليهودي، عندها بالإمكان استيعاب إقامة الدولة الديمقراطية العلمانية يتعايش فيها اتباع الديانات السماوية وتكون خالية من كل اشكال الاستعمار.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...