الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:27 AM
الظهر 12:36 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:23 PM
العشاء 8:46 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

العدوان على فلسطين حلقة من حلقات العدوان على الامة

الكاتب: د. محمد عودة

الكثيرين من أنصار ترسيم العلاقات بين الدول العربية والإسلامية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى كانوا يروجون للتطبيع على اعتبار انه سيسلح الدول المطبعة بورقة يمكن استخدامها لإجبار إسرائيل على حل القضية الفلسطينية مقابل قبول إسرائيل ككيان طبيعي في المنطقة والتعامل معها على هذا الأساس.

فمنذ اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة، وتطبيع العلاقات مع موريتانيا وصولا الى حملة التطبيع بالجملة المسماة اتفاق ابراهام والتي رعاها ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى والتي شملت كل من الامارات، البحرين، السودان والمغرب وبشكل غير معلن قطر التي لديها مكتب تجاري في تل ابيب كان تبرير المطبعين بأنهم سيستخدمون هذا التطبيع لصالح فلسطين وقضيتها التي تعتبر قضية العرب المركزية.

لم يقتصر التبرير فقط على أنصار التطبيع وانما تعدى ذلك الى تصريحات رسمية من الدول المطبعة بانها ستستخدم التطبيع لتحقيق السلام العادل الذي سيفضي الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها إضافة الى حل مشكلة اللاجئين على قاعدة قرارات الشرعية الدولية خاصة القرار 194 الصادر بتاريخ 11/12/ 1948عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في العادة تستخدم الدول العلاقات الثنائية الطبيعية لتطوير التعاون في كل المجالات إضافة الى إمكانية استخدامها كوسيلة للاحتجاج في الظروف غير العادية على ممارسة ما، ووسيلة ضغط على الطرف الاخر لتعديل موقف خاطئ مخالف للاتفاقيات بين الدولتين او فيه تعدي على الاعراف والقوانين الدولية.

في هذا الإطار وخلال عام ونصف تمارس إسرائيل إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة منتهكة للقوانين والأعراف الدولية بما فيها انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية وبشكل معلن ومتعمد، في هذه الحالة وعطفا على كل ما سبق يتبادر الى الاذهان السؤال التالي، ماذا فعلت الدول العربية والإسلامية لا بل والدول الاعضاء في المحاكم الدولية ولجان حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة.

للإجابة على السؤال وبشكل صريح لا لبس فيه وباستثناء عدد قليل من دول العالم بعضها رفع دعاوى ضد إسرائيل وبعضها استدعى السفراء والبعض الاخر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، اما مواقف غالبية دول العالم بما فيها العالمين الإسلامي والعربي فقد اقتصرت ردود افعالهم على الشجب والادانة والاستنكار إضافة الى القاء بعض مواد الإغاثة من الجو وبشكل خجول.

ولكيلا يساء فهم ما نطرح فان الدول العربية والإسلامية تمتلك أوراق للأسف لم تستخدمها، لم تستدعي هذه الدول سفرائها في إسرائيل للتشاور ولم تستدعي سفراء إسرائيل لديها للاحتجاج، لم تغلق أي دولة من هذه الدول مجالها الجوي امام الملاحة الجوية الإسرائيلية بل ان بعض هذه الدول تطوعت مع عشرات الدول الأخرى  لإسقاط الصواريخ التي اطلقت من اليمن وايران والعراق ضد إسرائيل، مما قلب الآية راسا على عقب فإسرائيل التي اقنعت المطبعين بانها ستحميهم من خطر ايران الداهم لم تتمكن من حماية نفسها بل احتاجت تدخل المطبعين لحماية نفسها إضافة الى ان بعض هذه الدول استخدمت أراضيها واجوائها لمرور البضائع القادمة لإسرائيل بما فيها الأسلحة التي تقتل بها إسرائيل أطفال غزة، لم تلوح أي من هذه الدول بقطع علاقاتها مع إسرائيل .

في الختام لا بد من الإشارة الى ان لا أحد يطالب العرب والمسلمين بإعلان الحرب على إسرائيل، وبما ان إسرائيل تتحدث عن شرق أوسط جديد ضمن مواصفات وخرائط لا يتورع قادتها عن عرضها حتى من على منبر الأمم المتحدة، خرائط إسرائيل التي تشمل أراضي من عدد كبير من الدول العربية، حيث تشمل الخرائط كل فلسطين، أجزاء من مصر، لبنان، الأردن، سوريا، العراق والعربية السعودية.

امام الخرائط المشار اليها مطلوب من سوريا ولبنان الدفاع أنفسهم ومن بقية الدول العربية والإسلامية موقف حازم يطالب بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير إضافة الى مطالبة إسرائيل بالاعتراف بحدودها المشار اليها في قرار الجمعية العامة رقم 181 والقاضي بتقسيم فلسطين إضافة الى الاعلان صراحة عن تخليها عن اطماعها في التوسع على حساب دول الجوار وكل ذلك ضمن سقف زمني محدود.

ليس لدى العالم الكثير من الوقت، وعلى المجتمع الدولي إعطاء إسرائيل مهلة جادة مدتها لا تزيد عن أيام لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني والا سيتم اعتبارها دولة خارجة عن القانون وبالتالي يقوم المجتمع الدولي بإجبارها على ذلك تحت البند السابع واستخدام الحصار بكل اشكاله وربما في حال الإصرار استخدام القوة لإلزامها باحترام الشرعية الدولية.

رسالتي الى العرب والمسلمين ان الشعب الفلسطيني لن يرحل فقد صمد على مدار مئة عام لكن كم من الوقت تستطيع الشعوب العربية الصمود في حال اعتدت إسرائيل على دولهم لتطبيق مخططها في بناء إسرائيل الكبرى آمل ان لا تكون رسالتي القادمة انكم اُكلتم يوم لم تفعلوا شيئا لوضع حد لتغول وحوش الحركة الصهيونية اداة الاستعمار الأولى في مواجهة شعوبكم وفي المقدمة الشعب العربي الفلسطيني.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...