ما حدا أحسن من حدا كلنا بنحب ندفع لإيفانكا

الكاتب: محمد عودة

في شهر أيار مايو من عام 2017 زار الرئيس الأمريكي الجديد في حينه دونالد ترامب المملكة مصطحبا زوجته ميلانيا وابنته ايفانكا، حفاوة الاستقبال غير مسبوقة ونتائج الزيارة أيضا غير مسبوقة وقع ترامب اتفاقيات مع المملكة تجاوزت قيمتها 380 مليار دولار، اضافة الى جزيل الهدايا للرئيس وحرمه، اما ايفانكا فهي استحقت بجدارة ان تُغدق عليها هدايا الاخوة آل السعود وذلك لحضورها المميز وجمالها الأخاذ وبحسبة بسيطة تكون الولايات المتحدة الشقيقة قد حصلت على 450 مليار دولار، دولار ينطح دولار بين عقود وهدايا.

مر على ذلك التاريخ ما يقارب ثماني سنوات بعد كل هذه المدة والغلاء الذي أصاب الكون فليس من المعقول ان تدفع السعودية نفس المبلغ، لقد تضاعف المبلغ ثلاثة مرات ليصبح تريليون وأربعمائة مليار اخذين بعين الاعتبار ان ميلانيا لن تحضر وبالتالي خصمت السعودية حصتها من العطاء.

في الفترة الرئاسية الأولى لم يكن الأخ ترامب قد تنبه لأشياء كثيرة ومنها انه لم يكن يعرف ان الامارات لديها ما العملات ما لدى السعودية وربما أكثر لم يكن يعرف ان قناة بنما مهمة لاقتصاد الولايات المتحدة لم يكن قد اكتشف ان غرين لاند يجب ان تتبع للولايات المتحدة على اعتبار ان سكان الجزيرة من البروتستانت وبالتالي يجب فصلها عن كاثوليك الدنمارك، لم يكن يعلم ان قارة فلسطين كبيرة جداً على أهلها وبالتالي على الفلسطينيين ان يمنحوا إسرائيل المسكينة الصغيرة جزء من قارتهم. لم يكن يعرف ان ولاية غزة اهم من كاليفورنيا حيث ان ولاية قطاع غزة فيها احتياطي غاز ونفط وللولايات المتحدة الحق في حصتها من هذه الثروات ان لم نقل كلها على اعتبار ان اهل غزة لا دين لهم وبالتالي تحض الديانة الايفانجيلية على قتلهم وان لم تستطع فتهجيرهم.

اليوم وبعد ان اصبح ترامب علامة في الجغرافيا وضليع في معرفة احتياجات بلاده التي يجب ان يدفعها العالم كصكوك غفران لإدارته، فهو بدأ بوضع الخطط العملية لإنجاز طموحاته ،لا بل تعدى ذلك الى سن قوانين تغيير اسم خليج المكسيك الى خليج أمريكا، خطوة أخرى عبارة عن خطة تحويل قطاع غزة الى ريفييرا وتهجير الغزيين الى مصر والأردن، وعندما رفضت الدولتان اصبح وربيبته إسرائيل يبحثون عن دول أخرى مثل ارض الصومال، سوريا، واحيانا مملكة ليسوتو، ومن اجل انجاز المشروع فتح حوارا مباشرا مع حركة حماس الحاكم الفعلي  لإمبراطورية غزة، طمعا في مقدراتها من البترول والغاز.

الاشقاء في الامارات العربية المتحدة سيدفعون لترامب مبلغ يقارب ترليون ونصف وبالتالي سيعوضون عن تخاذلهم عن الدفع في فترته الرئاسية الأولى، لا أحد يعرف كم ستدفع البحرين وقطر وعُمان، لكن من المتوقع ان يسدد ترامب ديون الولايات المتحدة والتي تزيد عن 38 ترليون من أموال الامة العربية.

اما غرين لاند فقد شكل السيد ترامب وفداً تقوده السيدة الهندية أوشا تشيلوكوري فانس (زوجة جي دي فانس) نائب الرئيس يرافقها السيد مايك والز (مسؤول الامن القومي للولايات المتحدة ونتيجة الضجة التي اثارتها الدنمارك واحتجاج رئيسة الوزراء الدنماركية السيدة ميتي فريدريكسن فقد أقدم نائب الرئيس على تعديل تركيبة الوفد حيث سيرافق زوجته الى هناك بحجة الاطلاع على أوضاع الجزيرة وحضور سباق كلاب تتزلج على الجليد، وهناك سيحاول الترويج لفكرة الضم من منطلق طائفي ديني.

اما كندا فموضوع آخر، الكنديين يزودون الولايات المتحدة بنسبة عالية من احتياجاتها من الطاقة وعلية ربما يتم تأجيل موضوع انضمام كندا للولايات الى وقت آخر. وهنا يحضرني المثل العربي من يصلح الملح إذا فسد الملح، عالم يحكمه معتوه فاسد لا يمكن ان يكون أداة لإصلاح الكون