الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:13 AM
الظهر 11:45 AM
العصر 3:14 PM
المغرب 6:00 PM
العشاء 7:16 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

محمد الحوراني والظمأ!

الكاتب: بكر أبوبكر

في العام ١٩٩٦ عقدنا أول دورة للكوادر في فلسطين في الخليل وبترتيب عدد من الأخوة كان منهم بركة التكروري (زميلنا لاحقًا في أمانة سر اللجنة المركزية للحركة)، وكان لي كمنسّق ومنظم ومتحدث بالدورة (للتوجيه السياسي) أن التقيت بعدد من الأخوة البارزين هناك كان منهم محمد الحوراني الذي لمع منذ الاطلالة الأولى حيث رفض أسلوبنا بالتدريب المرتبط بالمادة المكتوبة وأصر على الالقاء دون تقديم أوراق مسبقة وان كان ذلك قد أضعف منطق حفظنا للمحاضرات مكتوبة (ثم مخزنة حوسبيًا لاحقًا) الا ان اداءه الجميل بالمحاضرة كان كفيلًا بتحقيق الهدف من التأثير المرغوب بالحضور.

كان هذا اللقاء الأول وتلاه بالسنوات اللاحقة لقاءات عدة تشاركناها سواء في التوجيه السياسي والوطني او على شاشات الفضائيات او في عديد الندوات والدورات التي كنا نعقدها سواء كتوجيه سياسي ثم لاحقًا كتدريب بحركة فتح، او غيرها.

تنقل محمد الحوراني بين المواقع الحركية المختلفة التي استحقها بجدارة حتى غدا زميلًا لنا في المجلس الثوري للحركة. 

قِلّة من الاخوة في الإطار الحركي يمكن أن أقول أنني توافقت معهم بطريقة التفكير ومنهج الحديث المرتبط مع أناقة الطرح وجزالة المضمون، ومن هذه القلة الملتزمة برز محمد الحوراني.

كان الرجل بحق أحد أقطاب مدرسة العقل والبرهان في الإطار الحركي وهو الذي تمسك بأهداب الخطاب أو الحديث الواضح والمهذب بعيدًا عن لغة العصبية أو الحزبية الضيقة او التشاتم فكان قويًا بمنهج تفكيره وشخصيته الجاذبة وقدرته على الاحتضان للمختلِف مع علانية الرأي الذي يعبر عنه بما دلّ ولم يُخِل، متمسكًا بأهداب الحجة بالحجة، وبلا شطط.

لمحمد الحوراني مواقف كثيرة سواء من الخارجين عن الحركة او أصحاب البلبلة والقلاقل فيها بحيث نأى بجانبه عنهم وإن أصر على حوارهم فلعل وعسى بمنطقه يروي ظمأ العطاشى وهو الساقي المعروف. 

ظل الحوراني وفيًا لفكرة فتح الأصيلة بالمنهجية الوطنية الجاذبة والتقاربية والمنفتحة المتقاطعة مع صوت واضح وابتسامة خفيفة ميزته، قلما تتحول الى قهقهة مدوية.

محمد الحوراني فارس من فرسان الاعلام والسياسة والكلام والتنظيم والمواجهة داخل الحركة وخارجها، ما كان واضحًا في كل الأطر التي شغلها وفي المجلس الثوري فكيف بالله عليك تنظر لمن ينتظر الناس كلماته بشوق ومحبة واعتزاز وبترقب للجديد، هكذا كان محمد الحوراني الذي غادرنا هذا العام٢٠٢٥ وفي رمضان الزمن الصعب، وهو مليء كما كان طوال حياته وما ارتوينا منه بعد.

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...