من حقك ان تكره او ان تنتقد حماس والسلطة ولكن تذكر انك فلسطيني

الكاتب: المحامي صلاح موسى
من حق كل انسان ان يحب او يكره او ان ينتقد او يكون ناصحا امينا او منتقدا لئيما لاي نهج يراه صائبا، ولكن على الجميع ان يتذكر ان اسرائيل اعلنت انها معركة وجود، وهذا يعني ايها الناقد الامين! او الحاقد اللئيم! او الكاتب او الناطق او السياسي الذميم او الصادق فيما تقول انهم يستهدفون وجودك فوق ارضك بل وجودك الجسدي، اذن ما العمل؟؟ وهل الانتقاد لحماس او للسلطة هو الحل، وهل المساواة بين حماس والاحتلال في تحمل عملية القتل هو الحل كما يحلو للبعض ان يفعل ويصرح؟!!، هل تخوين السلطة واظهار عجز الحكومة هو الطريق القويم؟!!
لماذا هذا الهجوم الان على حماس رغم ان من خرق الاتفاق الموقع هي اسرائيل ومن وراءها امريكا، ايها السادة تذكروا ان الاتفاق وقع ومراحله قد حددت فكيف تطلبون من حماس ان تكون مرنة وهي كانت كذلك، انفتحت على المقترحات التي تجسر الهوة، بل ذهبت الى الموافقة على المقترحات الامريكية من خلال المبعوث الخاص، ثم انقلبت اسرائيل وامريكا على هذا العروض.
اسرائيل لا تريد اي طرف فلسطيني لا من يريد السلام معها ولا من يريد الصمود عسكريا امامها، هل نستمر بجلد ذاتنا، هل من الضروري ان نظهر بطولاتنا في تعهير السلطة وتخوينها او اذلال حماس واخراجها عن العهد والوعد الوطني! ماذ نستفيد من كل هذا، هل استمراركم بالهجوم على مواقف حركة حماس بهذا التناغم بين عدد من الكتاب والنشطاء والناطقين الرسميين وغيرهم سيساعد في تغيير موقف اسرائيل، ام سيؤدي الى تغيير في مواقف الحركة، وهل استمرار اتهامكم لحركة فتح والسلطة والحكومة بالتهاون والهوان سيجدي نفعا؟
نحن في ازمة الازمات وذورة تصفية القيم والقامات الوطنية، محاصرين من كل حدب وصوب نُقتل ونُذبح ونهجر ونجوع وما زال البعض ممن قد تكون نواياه طيبة يهاجم هذا النهج وذاك او يمتهن طريق هذا او ذاك وهو لا يجرؤ ان ينتقد الحكومة الذي يعيش بين ظهرنايها، تراه يحمل الجنسية الامريكية او التركية او الكندية او يقيم في اوروبا يجوب الشرق والغرب منظرا او مقيما في احدى الدول او حتى في الضفة او القدس او الداخل او حتى غزة المكلومة لا ينفك عن بث افكاره ويطلق كتابته او تصريحاته وكأن ما يحدث معزول عن الاستهداف الكامل لتصفيتنا، البعض يقول على حماس ان تتعلم وعلى السلطة ان تفهم وعلى الفصائل ان تتنحى جانبا، وماذا بعد؟؟
لنفرض ان حماس اعلنت انها اخطات بما قامت به وانها ترضى بتسليم الاسرى وخروج قيادتها، ولنفرض ان ابو مازن وافق على توسيع الاستيطان ووافق على حكم ذاتي هزيل وتوقف عن المطالبة بحق العودة واقامة الدولة والتنازل عن القدس، ما الذي سيحصل؟ هل سنبقى فوق ارضنا ام سيتم ترحيلنا ؟
ان كانت امريكا واسرائيل تتحدث وبصراحة انها تريد تهجير شعبنا فان لم تهاجروا سنواصل قتلكم، ان كانت هذه الصورة فلماذا هذه الفتونه على حماس والسلطة !!!
لماذا عدد من انصار فتح والسلطة يسعدهم من يهاجم حماس ويعتبرونه بطلا يقول الحق وينصرونه بصورة تثير الشفقة في قلوب كل حر، لماذا عندما يقوم فريق بمهاجمة السلطة والحكومة تجد من ينبري تشفيا وينشر السعادة بهذا الهجوم وكانه قد حرر البلاد !!
تذكروا ايها السادة اننا جميعا في الارض المحتلة اسرى بيد اسرائيل، السلطة وحماس يصارعان على وجودنا كل منهما له طريق مختلف وادوات مختلفة لكن انكسار طرف سيؤدي الى هزيمة واستسلام الطرف الاخر، مفارقة اليس كذلك، البعض لا يصدق ولا يريد ان يصدق هذا، يحاولون استخدام كل طرف ضد الاخر، لانهاك كل طرف وتقديمه انه عدو للاخر وهم يصنعون اي امريكا واسرائيل رجالات جدد ليحلوا محل السلطة وحماس، رجال يقبلون بالترحيل وادارة حياة من يبقون على ارض فلسطين، هم قالوا انهم يريدون فقط نص مليون انسان في غزة، والبقية يجب ان يرحلوا، هم يقولون انهم يريدوا ترحيل الناس من الضفة ومن يبقى عليه ان يدير حياته من قبل اجسام محلية!ان كانوا يصرحون ويعملون على ذلك،فلماذا ننشغل ببعضنا البعض!!!؟؟؟
فكروا كيف تعززوا من دور السلطة وتمنعوا من انهيارها، رغم كل غضبنا على سوء الاداء هنا او هناك، رغم عدم رضانا عن اداء حماس، رغم ما يقال عن الفساد.
البعض سيقول انك لا تستطيع ان تحرمنا من النقد والانتقاد والذكر لمواطن الضعف، انك تصادر حقا من حقوقنا،قبل ان تفكر بحقك في النقد فكر بالخطر الداهم لوجودك الجسماني ورزقك المهدد.
فكر بغيرك، وبنفسك من باب المسؤولية، ودعونا نقترح ما يلي:
1- ان ننشأ مرصد وطني لنبذ مرض الكراهية والتحريض من قبل مجموعة من المؤسسات والافراد لفضح كل من يقوض السلم المجتمعي، ونضع قائمة سوداء باسماء وجهات سواء فلسطينية و/او عربية و/او دولية تسعى لنشر ثقافة الكراهية في فلسطين وخارجها.
2-انشاء مجموعات عمل تتابع حاجات الناس في جنين وطولكرم وطوباس ونابلس لننقل صور التضامن والمساعدة في تسليط الضوء على كل الخيرين من خلال بث قصص الكرامة والمروءة التي نعيش بدل الانشغال بالتحريض والكراهية.
3-ان نطلق في كل اسبوع موضوع نكتب عنه ونناقش كيفية الخروج من الازمة او الازمات التي نعيش من خلال خطوات عملية لا افكار وتنظير لا قيمة له كما يحلو للبعض ان يفعل. هذا لا يعني ان ننسى حقوقنا السياسية في الرقابة على حسن الاداء ولكن لنفعل الاجسام الرقابية الموجودة، ولنركز على مبررات الصمود والثبات ولنتذكر اننا جميعا فلسطينيين ونحمل رسالة الوجود وروح الثبات، فهل ترضى بذلك ام تريد ان تكون هناك مع الاعداء في تدمير ما تبقى من نسيج اجتماعي!!