الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:18 AM
الظهر 11:46 AM
العصر 3:14 PM
المغرب 5:58 PM
العشاء 7:14 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

ماذا بعد غزة؟ ماذا بعد الضفة؟ الجواب ببساطة: ثورة!

الكاتب: بسام زكارنه

“عندما يصل الظلم إلى مداه، يولد العدل من رحم الثورة.” هذا ليس مجرد قول بل حقيقة تاريخية تتكرر عبر العصور ، واليوم في فلسطين بلغ الظلم ذروته، فأي مستقبل ينتظرنا سوى الانفجار الشعبي؟

غزة: لا شيء للحكم بل كل شيء ينتظر الدمار

لم يترك الاحتلال في غزة شيئاً للحكم فكيف يمكن الحديث عن إدارة وهي غارقة في الركام؟ أحياء سُويت بالأرض ، عائلات فقدت نصف أفرادها، وأخرى لم يتبقَ منها إلا طفل يتيم يبحث عن من يرعاه ، و الالاف من السكان باتوا بلا بيوت ، أطفال بلا آباء وأمهات، آباء فقدوا أبناءهم، وأمهات يودّعن أطفالهن تحت الأنقاض ، إنها مجزرة لم يشهدها التاريخ الحديث بل تطهير عرقي بغطاء دولي صامت.

الحصار والتجويع والتدمير ليس مجرد آثار جانبية للحرب، بل هو جوهر المخطط الإسرائيلي: إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره وتحويل غزة إلى أرض بلا سكان، والضفة إلى كيان بلا سلطة ، فأي حكم يُناقش هنا؟ هل يمكن لأي حكومة أن تدير مدينة تتعرض للقصف كل يوم؟ أي حكومة تستطيع أن تبني اقتصاداً تحت قصف الدبابات و الطائرات، كيف تعالج و تداوي أو توفر خدمات صحية ومستشفيات وقد دُمرت بأكملها؟ كيف تُعلم أجيالها و مدارسها و جامعاتها تم تفجيرها حتى اصبحت رُكام .

“من يبني بيتًا على رمال متحركة، فلا بد أن ينهار به " هذا هو واقع أي سلطة تحاول البقاء في غزة تحت هذا الدمار ، الاحتلال قرر إنهاء فكرة غزة ككيان سياسي مستقل أو حتى تابع فقد قتل حل الدولتين وأعدم أوسلو وأعلن صراحة عبر راعيه امريكا أنه يريد شراء غزة وطرد أهلها ، فهل ما زلنا نناقش من سيحكم غزة؟.

الضفة: سلطة مشلولة و الحكم فيها وهمي

أما في الضفة الغربية فالمشهد ليس أقل قتامة، لكنه أكثر تعقيداً ، إسرائيل لم تعد بحاجة إلى اجتياح شامل، فقد أعادت احتلال الضفة فعلياً بدون إعلان ، بل بإعلان انها يهودا و السامرة ، الوزارات قائمة لكن بلا سيادة و الحكومة موجودة لكنها محاصرة مالياً واقتصادياً و عسكريا ً ، والأجهزة الأمنية باتت داخل مقراتها بلا دور، بينما يسعى الاحتلال لتحويلها إلى أدوات تكمل دوره الأمني.

“القيد الذي لا يُكسر يُستخدم لربط صاحبه بيد جلاده " هذا هو حال السلطة اليوم فقد أصبحت مقيدة لدرجة أنها لا تستطيع اتخاذ قرار سيادي واحد دون إذن الاحتلال. ووسط هذا الواقع، يصبح الحديث عن تغيير وزير أو تعيين نائب للرئيس ضربا من العبث ،هل بقي للرئيس صلاحيات أصلًا؟
• التشريعي مُلغى.
• الانتخابات مُعطلة.
• الولاية انتهت دون السماح لأي آلية ديمقراطية للتجديد.
• العالم صامت وإسرائيل تتحكم بكل مفاصل القرار.

“إذا كنتَ لا تملك قرارك فأنتَ لا تملك نفسك " هذه هي الحقيقة فلا سيادة فعلية للسلطة في الضفة ولا حكم حقيقي في غزة فما الذي نناقشه إذن؟

الجيل الجديد: ثورة قادمة لا محالة

نتنياهو قالها بوضوح: “لا حماستان ولا فتحستان.” إذن، ما الذي بقي؟

بقي جيل جديد لا يعرف الهزيمة ولا يقبل بالمساومات ولن يسمح بسرقة حلم التحرير تحت ستار البحث عن مناصب وسلطات وهمية ، جيل وُلد وسط الدماء وعاش تحت القصف وكبر في ظل الاحتلال فلا شيء يخسره لكنه يملك إرادة المقاومة.

“إذا لم تستطع العيش بكرامة، فالأجدر أن تموت واقفاً " هذا ما فهمه الجيل الجديد وهذا ما سيقود المرحلة القادمة ، فلم يعد السؤال “من سيحكم غزة؟” أو “كيف سنحكم الضفة؟” بل “كيف نقاوم؟”

التاريخ يخبرنا أن الشعوب لا تُهزم، لكنها قد تتعثر واليوم فلسطين تمر بمنعطف تاريخي حاسم لكن طريق الحرية واحد: الصمود، المقاومة، والثورة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...