الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:50 AM
الظهر 11:52 AM
العصر 3:06 PM
المغرب 5:39 PM
العشاء 6:54 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الانتخابات الألمانية وصعود اليمين الأوروبي المتطرف

الكاتب: مروان طوباسي

أظهرت نتائج الانتخابات الألمانية التي جرت الأيام الماضية تحولاً خطيراً في المشهد السياسي الأوروبي. صعود غير مسبوق لليمين المتطرف الشعبوي بحصوله على 20% وهي نتيجة لم تتحقق لهم منذ الحرب العالمية الثانية، واليمين المحافظ على ما نسبته 29% يعكس توجهاً عاماً يتكرر في مختلف العواصم الأوروبية منذ عامين، من باريس إلى روما وفيينا وبراغ ووارسو وأثينا وغيرها من العواصم الأوروبية في دول الاتحاد.

هذه الديناميكيات السياسية لا يمكن فصلها عن السياق العالمي الأوسع، حيث نشهد تحالفاً متصاعداً بين القوى اليمينية الشعبوية في أوروبا، وإدارة ترمب في واشنطن، واليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة نتنياهو، وهو تحالف يحمل تداعيات خطيرة على القضية الفلسطينية ومنطقتنا العربية.

فما يجمع اليمين الشعبوي المتطرف في أوروبا مع نتنياهو والحركة الصهيونية اليوم هو المصلحة السياسية المشتركة، رغم الخلفية التاريخية المتناقضة، إلا أن هناك عدة عوامل تفسر هذا التحالف ومنها، معاداة الأقليات الإثنية والمهاجرين، والتحالف ضد اليسار والقوى التقدمية، التلاعب بالذاكرة التاريخية واليمين المسيحي الصهيوني بأوروبا.

مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وانحياز معظم الأحزاب اليمينية الأوروبية لإسرائيل، وتوسع النفوذ الإسرائيلي داخل دوائر صنع القرار الأوروبية، يتشكل محور سياسي جديد يقوم على سياسات قومية متطرفة تتمثل في عداء للهجرة والأقليات والعنصرية ودعم غير مشروط لإسرائيل.

هذا التحالف يمنح إسرائيل مساحة غير مسبوقة لفرض سياساتها التوسعية، سواء من خلال تكثيف الاستيطان والضم وإدخال دباباتها إلى مدننا اليوم، أو تصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع التطبيع الإقليمي، أو حتى الدفع باتجاه تهجير شعبنا الفلسطيني ضمن رؤية جديدة لما يسمى "الشرق الأوسط الجديد" ومحوره المركزي "مشروع إسرائيل الكبرى".

في هذا السياق، تصبح فلسطين في مرمى نيران هذا التحالف الثلاثي، حيث ستعمل إدارة ترمب على استكمال مشروع تصفية القضية الفلسطينية، بدعم من أوروبا التي تتجه نحو مزيد من الاصطفاف مع إسرائيل، مستفيدة من تصاعد التيارات اليمينية فيها. في المقابل، لم يعد الموقف الفلسطيني التقليدي القائم على الرهان على الشرعية الدولية والمجتمع الدولي كافياً، إذ يفرض الواقع الجديد إعادة صياغة الاستراتيجية الفلسطينية على أسس جديدة خاصة مع ما يجري على الأرض من سياسات الاحتلال وقراراته، تقوم على استثمار التحالفات مع القوى الديمقراطية التقدمية الأوروبية والدول الصاعدة عالمياً، مثل الصين وروسيا ودول أمريكيا اللاتينية ودول الجنوب العالمي عموما ومن الدول المتأثرة من سياسات واشنطن اليوم، وتعزيز العمل الدبلوماسي والشعبي لمواجهة هذه المتغيرات.

إن صعود اليمين واليمين المتطرف في أوروبا، ووجود ترمب في السلطة، واستمرار الهيمنة اليمينية المتطرفة والدينية في إسرائيل، يعني أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر عدوانية تجاه شعبنا الفلسطيني والعالم العربي، مما يستدعي تحركاً فلسطينياً وعربياً عاجلاً وواعياً لا يعتمد على ردود الأفعال لمواجهة هذا التحالف ومخططاته وهو أمر يتوجب تناوله في لقاء القمة القادم بالقاهرة بعد أيام، قبل أن يتحول إلى واقع يصعب تغييره لاحقاً.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...