نحن لسنا بخير ،، 

الكاتب: مروان طوباسي

لم أعتقد يوماً بأنه سيأتي يوم يكون فيه من الضروري تذكير أنفسنا بوثيقة أعلنها الزعيم الخالد "أبو عمار " وصاغها الراحل الكبير محمود درويش ، وثيقة إعلان الأستقلال الفلسطيني التي أقرها المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير "الدورة 19"، بالجزائر 15 نوفمبر 1988م . ان ما حدث على دوار مدينتنا رام الله اليوم بحق مجموعة من ابناء الحركة الوطنية يرفعون العلم الفلسطيني أرادوا أن بعبروا عن فكر وواجب تضامني في يوم جنازة الشهيد حسن نصرالله الذي كانت كل مؤسساتنا الوطنية بدأ من الاخ الرئيس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس المجلس الوطني وحركة فتح كما العديد من القوى الوطنية قد نعته في بيانات رسمية صدرت يوم اغتياله . ما جرى هو حدث يُسيئ لنا ، حدث بكل المعايير غير مقبول ، حدث يسيئ لتقاليد شعبنا ورؤيته بالتضامن مع رموز معاداة الإستعمار الذين أغتالهم الأحتلال الإسرائيلي البشع  ، حدث يسيئ الى جوهر ونص وثيقة اعلان الإستقلال الفلسطيني ، حدث يسيئ للديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي حتى ولو اختلفنا بالرأي . حدث غير مُبرر وطنيا . 

"إن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، وتصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل، في ظل دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون ."

كما ويقول الثائر فرانز قانون في كتابه "معذبوا الأرض" حول كفاح الشعب الجزائري ، 
" أن النضال ضد الأستعمار يجب ألا ينتهي بإعادة إنتاج نفس أنظمة القمع التي مارسها المستعمر ، بل يجب أن يكون تحررياً في جوهره ، يَسعى إلى بناء مجتمع أكثر تحرراً وعدالة وإنسانية ."