الاجرام الإسرائيلي المشبع بالعنصرية يتخطى كل الحدود

الكاتب: محمد عودة
عبر التاريخ حاول الكيان الصهيوني ممارسة إجرامه داخل حدود فلسطين التاريخية دون اي رادع وتحت مبررات عدة أهمها أن أبناء الشعب الفلسطيني مخربين، ارهابيين ومعادين لليهود وللديموقراطية، اما في الخارج فتعبير مخربين لم يكن مجديا فقد استخدم حيث يجدي واستبدل بمعاداة السامية حيث لا يجدي.
الاجرام الصهيوني لا يرتبط بالمواجهات مع الفلسطينيين فقط فعلى سبيل المثال ورد أن إيجال يادين، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في الفترة 1949-1952، همس في أذن رئيس الحكومة بن جوريون قائلاً: “إن الأقلية العربية تشكّل خطراً على الدولة، في أيام السلم كما في أيام الحرب.
وفي تعميم أصدره حاخام القيادة الوسطى قال فيه ما لم يكن مؤكداً أن أولئك المدنيين غير قادرين على إيذاء قواتنا، فوفق أحكام الهالاخاه، يمكن، لا بل يجب قتلهم والثقة بعربي غير جائزة في أي ظرف، وفي تصريح لوزير الإسكان الإسرائيلي إفي إيتام قال إن فلسطينيي 48 قنبلة موقوتة، وتهديد وجودي كالسرطان، وطابور خامس”، وذلك خلال مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة هآرتس، ونشرتها في 22/3/2002.
ومن الأمثلة الصارخة استفتاء أجرته مؤسسة إسرائيلية عام 2006 حول ترانسفير حيث كان النتيجة تأييد 62%من المجتمع لفكرة الترانسفير.
اما المبررات الدينية المزعومة والتي تبرر همجية واجرام الكيان الصهيوني فقد ورد في الإصحاح 11 بعنوان "مصير مصر" عن خراب مصر وما سيحل بها وعن جفاف نيلها وأرضها، وأنه سيولى عليها ملك عنيف قاس، وستكون مصدرا للذعر والرعب لكثير من الأمم، وستهزم من قوى خارجية، وستكون في فترة ملجأ آمنا للمعوزين والمضطهدين، ثم تعود للرب عبر تقديم النذر والتضحيات، وبعدها تتحالف مع آشور. أما إذا نظرنا للإصحاح العشرين من سفر التثنية فانه يشير الى ضرورة القضاء على العديد من شعوب المنطقة بما فيهم الشعب الفلسطيني.
ومن اجل البرهنة وبالحجج على عنصرية وهمجية الصهيونية وذراعها الكيان الصهيوني فقد ورد في مقدمة كتاب عباس اسماعيل ما يبرهن على عنصرية إسرائيل ضد مواطنيها وان من يمارس العنصرية ضد مواطنيه لن يتورع في ممارستها ضد الآخرين.
مما يؤكد بأن هذه العنصرية ليس بالضرورة مرتبطة بواقع الاحتلال، بل أن لها جذور دينية وبنيوية، ويرى أن “إسرائيل” تمثل نموذجاً للدولة والمجتمع العنصري، سياسياً واجتماعياً وقانونياً، بحيث تنطبق بدقة تعريفات وتطبيقات النظريات العنصرية. وأضاف أنها تكاد تكون النموذج الأكثر فرادة ووضوحاً في هذا المجال.
لقد تعدى الارهاب الصهيوني العنصري بعد السابع من اكتوبر كل الحدود حيث صدرت العديد من التصريحات عن قادة بارزين في الكيان حول الفلسطينيين والعرب وكيفية التعامل معهم.
لقد صرح نتنياهو انه سيحقق نبوءة اشعيا والتي ورد في اصحاحها العشرين "فيعود الرب ليمد يده ثانية ليسترد البقية الباقية من شعبه، من أشور ومصر وفتروس وكوش وعيلام وشنعار وحماة، ومن جزائر البحر، وينصب راية للأمم ويجمع منفيي إسرائيل ومشتتي يهوذا من أطراف الأرض الأربعة، وينقضون على أكتاف الفلسطينيين غربا ويغزون أَبناء المشرق معا، ويستولون على بلاد أَدوم وموآب، ويخضع لهم بنو عمون.
أما عميحاي الياهو قال ان على اسرائيل ان تلقي قنبلة نووية على قطاع غزة، وغالانت قال سأمنع عنهم الماء والدواء والغذاء لانهم وحوش بشرية، منطلقين من تلك النبوءات التي تناولتها غالبية اسفار بني اسرائيل .
اليوم ونتاج التحريض الصهيوني المدعوم من الادارة الامريكية فلم تعد ممارسة الارهاب الصهيوني ومن منطلقات عنصرية بحاجة الى مبررات، فقد اشارت السلطات المحلية في ولاية كاليفورنيا الاسبوع الماضي انها اعتقلت المدعو موردخاي برافمان 27 عاما بتهمة الشروع في القتل بعد اطلاق النار على رجل وابنة ظناً منه انهما فلسطينيان والذين تبين لاحقا انهما سائحان اسرائيليان ( اب وابنه) وقد اصيب الاثنين بجروح طفيفة. والغريب في الامر ان برافمان وأثناء التحقيق اعترف بفعلته مبررا سلوكه بانه اعتقد ان الضحيتين فلسطينيين.
لقد ان الاوان لمحاكمة هذا الكيان ومعاقبته على جرائمه وفي كل المحافل فحجة معادة السامية كانت ولا زالت ذريعة مشروخة لا معنى لها وعلى العالم ادراك ان هذا الكيان لا يشكل خطرا على الفلسطينيين بل انه يشكل تهديدا للأمن والسلم الدوليين فليضع العالم له حد قبل فوات الاون.