طرقات على جدران حركة فتح المنهكة ! .

الكاتب: د . عدنان ملحم
في الأرض المعذبة فلسطين ، الصامدة في وجه حرب الإبادة ومشاريع الطرد والتهجير ، يمسك الناس بتلابيب حركة فتح ، ليدافعوا عن تاريخهم وآمالهم ووعيهم الوطني الكبير ، هذه صرخات جديدة قديمة تسكن أعماقهم ، سأظل أطرق بها جدار الخزان حتى آخر العمر .
▪️آن الأوان لتميز حركة فتح بين منطلقات الحزب الحاكم وحركة النضال الوطني ، فلكل منهما سيف ورمح وترس وجند وأولوية وأدوات تختلف الواحدة عن الأخرى ، ولا يمكن أن يلتقيا في وطن يخضع تحت احتلال غاصب ، وليس من العدل أن تتحمل فتح تبعات الخلط بين الحالتين .
▪️ آن الأوان لتهبط حركة فتح من أبراج الوظائف والرتب والسجاد الأحمر ، إلى تفاصيل حياة شعبها العظيم ، فمهمتها في صناعة الحرية والاستقلال ما زالت بعيدة المنال ، ووطنها الذي ولدت من رحمه ما زال يخضع لأعتى احتلال إحلالي استيطاني .
▪️آن الأوان لتسكن حركة فتح كل بيت وشارع وحارة ومخيم وقرية ومدينة ، فالوطن ليس رام الله وقصورها ووزاراتها وشركاتها ومقاهيها ومطاعمها ونواديها الصاخبة .
▪️آن الأوان لتسمع حركة فتح صوت المواطنين المصادرة أراضيهم ، المدمرة بيوتهم ، المحروقة قراهم ومركباتهم ، العاطلين عن العمل ، المصلوبين على حدود الحواجز والبوابات والسجون .
▪️آن الأوان لتحتضن حركة فتح الأغوار والجبال والهضاب والسهول والمخيمات والقرى المهمشة والمضارب المعذبة.
▪️آن الأوان لتعيد حركة فتح قنوات الحياة لمفاهيم النضال والصمود والوعي والعدالة والمساواة والعودة والعمل الاجتماعي والفعل الجمعي ، وتقدم سيرتها الذاتية الحقيقية : ثورة حرية وهوية شعب بوصلتها فلسطين .
▪️آن الأوان لتدخل حركة فتح الناس في قلبها من بوابة النضال الوطني الفلسطيني وليس من نافذة الوظائف والجهات والعصبيات والمخاصصات الموسمية .
▪️آن الأوان لبعث الحياة في النضال الجماهيري الشعبي الذي يظهر في كل بقعة من أرض الوطن المحتل ، ويأخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن أفراد الشعب، ومساعدته في كل تفاصيل الحياة اليومية من الألف إلى الياء.
▪️توقفوا يا أهل الحل والعقد في حركة فتح عن هندسة هياكلها ، و حشو مسيرتها بدهاليز الولاءات والصفوف ذات الألوان المتناسقة ، شاهدوا طوابير الفتحاويين المهمومين والموجوعين التائهين بين مسارات الثورة والثروة .
▪️ توقفوا وراجعوا خطوات قافلة السلام التي وصلت إلى طريق مسدود ، ومسيرة حركة الكفاح المحاصرة والمنهكة بفعل غياب موازين التوازن ، وانتشار سرطان الانقسام والتفتت الجمعي .
▪️توقفوا وشاهدوا عدوكم الفاشي الهائج : يغتال أولادكم ويسرق أرضكم، ويصلب تاريخكم ، ويدمر جغرافيتكم ، ويزور تاريخكم ، ويذل شعبكم ، مستعمراته وبواباته وحواجزه وثكناته في كل زاوية وركن مدججة بالسلاح والجند الذي يحاصر شعبكم الأعزل ، ولا قدرة لنا على حمايته والذود عن حماه .
▪️احفظوا عن ظهر قلب، فتح أشرف ظاهرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر ، وهي ملك شعبها وإرث الشهداء ووصية الأسرى والجرحى والمناضلين والناس البسطاء العاديين .
▪️ تخوض فلسطين من البحر إلى النهر حرب صمود وثبات ، في وجه محتل غاصب بخطط لطرد وتهجير أهلها من الجغرافيا والتاريخ معا … ويضع الشعب على كاهل فتح مهمة صناعة النصر والثبات وبناء المستقبل ، وعليه يا لجنة فتح المركزية و مجلسها الثوري و أقاليمها وقادتها وصناع تاريخها في كل مرحلة و مكان : ألم يحن الوقت لقراءة حالها ونظامها الداخلي وعلاقتها بالسلطة الوطنية ؟ ألم يحن الوقت لدراسة خطابها التنظيمي والسياسي والاجتماعي والفكري والإعلامي ؟ ألم يحن الوقت للتمايز عن جسم السلطة الوطنية والغوص في أعماق منظمة التحرير الفلسطينية؟ ألم يحن الوقت للاعتراف بأننا تركنا فتح تضيع في دهاليز الوظائف والثروات ومراكز القوى وتصارع الأجيال ؟
ألم يحن الوقت للتأكد بأن تراث الحركة التنظيمي يغرق في بحر النظام السياسي ؟ ألم يحن الوقت للاعتراف بأننا ابتعدنا كثيرا عن الناس في كل مواقعهم فهم في واد ونحن في واد آخر ؟ اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.