الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:53 AM
الظهر 11:53 AM
العصر 3:05 PM
المغرب 5:37 PM
العشاء 6:52 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الاسلامية والمقاومة والوطنية والخطأ المقصود

الكاتب: بكر أبوبكر

في مناقشة الخطأ الشائع في التعريفات الكثيرة ومنها تعريف المقاومة كنا قد عبّرنا أكثر من مرة عن رفض إسباغ مصطلح أو سِمة ما على طرف فلسطيني أو عربي أو غيره بشكل حصري وقطعي مطلق، خاصة المصطلحات التي تجذب الشعب العربي والفلسطيني والمسلم وتمثل جزء من حضارته وتراثه، مثل مصطلحات الثورة والاسلام والمقاومة والشهادة والوطنية والشريعة والإيمانية.... 

أن إسباغ مصطلح ما على الذات الفردية أو الحزبية الحصرية -دون غيره- يعني نزعها عن الآخر، وقد يُقصد بذلك التشويه للآخر أو حرف الأنظار، أو تنزيه وتقديس الذات الحزبية (غير قابلة للمسّ) وهوفعل إرهابي فكري-نفسي واضح الدلالة.

بمعنى آخر فأنك حين تُطلق على الفصيل/الحزب الفلاني أنه الوطني حصريًا، فأنت تنتزع المصطلح/السِمة حكمًا عن غيره، وهكذا في مصطلح الجهاد أو المقاومة أو الكفاح حيث أن ربطه المنحصر بفئة حزبية-قصدًا- دون غيرها يعني الإيمان بمنطق الأبيض والأسود وعقلية الفسطاطين/المعسكرين الإقصائية التقديسية التمييزية من جهة، ويعني أيضًا أنك تجرّد الآخرين-من هم غيرك أو حزبك- من الفكرة أو السّمة والفعل.

إن المقاومة أو الثورة أو الكفاح فكرة (كما فكرة الوطنية/القومية...) متجذرة بالشعب العربي الفلسطيني كلّه وفصائلة. فلا تخصّ الثورة/المقاومة فصيلًا بعينه أولًا، وهي لا تختص بشكل/أسلوب معين محدد ثانيًا. وهي لا ترتبط بمرحلة زمنية فقط ثالثًا، ما كرّرناه في مقالات سابقة. بمعنى أن ربط هذه الفكرة بالحزب وبالوسيلة المحددة ثلاثية لا نقبلها. وإلا لأسقطنا أنفسنا نحنُ كشعب فلسطيني مكافح ومرابط ومجاهد من أكثر من 100 عام على الأقل من أننا ثوار ومكافحين ومقاومين ومجاهدين، جيلٌ يتلوه جيل وبأشكال وأدوات مختلفة. 

تمامًا بنفس المعنى المرغوب ترسيخه بالوعي الشعبي-النفسي بحصرية استخدام كلمة إسلامي، وإسلامية/ وبالتالي مسلم التي يسقطونها على أنفسهم  (أقصد التنظيمات الفكرانية/الأيديولوجية/الإسلاموية) ما هو خطأ كبير وفاحشة. فكل مسلم فرد (أو مجتمع مسلم بتنوعاته) لدينا فهو إسلامي بغض النظر عن حجم اقترابه من مظاهر الدين وبغض النظر من رأيه السياسي، أما الاسلاموي (إن شاء تسمية نفسه تمييزًا) فهو الحزبي الذي يخص ويقصي. 

الحزب الأيديولوجي أو الاسلاموي هو الحزب الذي يخصّ نفسه بالدين دون غيره، ويُقصى غيره من السراط المستقيم.

بكل وضوح ولا لبس هنا فإن حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح حركة وطنية نضالية كما الحال مع كل من الفصائل الأخرى سواء المنضوية داخل منظمة التحرير الفلسطينية أو خارجها، أي مثل "الجهاد" و"حماس" إلا من أبى أن تكون بوصلته فلسطين.

وأما عن الإسلامية والمسلم الفرد أو المجتمع أو الفكرة، وهي للعلم بالنسبة للشخص صِفة فردية (وقد تصف الفكرة أوالمجتمع أو الدولة أي عامة شاملة لكل الأفراد)، وليست فكرة الإسلامية فكرة حزبية تنظيمية خاصة بحزب دون غيره (أنظر عدد الأحزاب التي تصِف أو تعرّف نفسها إسلامية!؟ بعيدًا عن المجتمع أو الجمهور الذي كلّه أو جُلّه مسلم!؟ وغير منتمي لها أصلًا)  

أن كل فرد بالشعب الفلسطيني أو العربي أو الاسلامي (الأمة الإسلامية) مسلم، ومستواه الإيماني شأن خاص بين العبد وربه سبحانه وتعالى. (ومسيحيونا جزء أصيل من حضارتنا الواحدة الجامعة والمتسامحة) مما لا يجوز معه تمييز أو احتكار السِمة من قِبل مجموعة أفراد ضمن فصيل/حزب/جماعة دونًا عن الشعب، ليتم إسقاط قدسية المصطلح (الإسلام، المسلم، الإسلامي) في ذات الفصيل فقط، وبالتالي كل أقواله أو أفعاله الخيّرة أو المرذولة الشريرة الفاسدة وكأنها مقدسة! فتكمم الأفواه وتخوّن الآراء وتكفّر الشخوص المناهضة. 

أن مؤسس أحد أكبر التنظيمات الدينية المعاصرة المرتبطة بالإسلام التي تخلط بين المقدس الديني الثابت والمتغير السياسي الدنيوي أي حسن البنا ذاته قال عن "الاخوان المسلمين" أنهم ليسوا وحدهم المسلمين بل هم جزء من المسلمين، وإن أنكروها اليوم فهم الخاسرون. 

اليوم وفي خضم النزيف الفلسطيني و(مجزرة صبرا وشاتيلا) اليومية في قطاع غزة البطل وبمواجهة العدوان الفاشي الصهيوأمريكي يأتي تكرار تعريف الفصيل السياسي الفلاني حصريًا (وأحيانًا الفصيلين) أنه المقاوم، وأنه الإسلامي، أي أنه المقدس فلا تمسّوه مهما فعل! ومهما أخطا أو انحرف فلا يجوز لكم نقده وإلا؟! (أنظر الجزيرة حين تكررقاصدة مصطلح "الفصيل" أو"الفصيلين الإسلاميين"....ماذا تفهم كإنسان عادي؟!) 

حين التمييز للفصيل أنه إسلامي أو مقاوم أو وطني (أي دون غيره) بتكرار وتنشيط وبهرجة وهوس وتقديس، وتحذير مبطن من النقد، وتعظيم وتفخيم الانجازات-إن وجدت-وإخفاء السلبيات والمفاسد وهي كثيرة، هو تمييز مخطط له ومقصود بما لا تخطئه العين، وبأحد المعاني أن الباقي غير إسلامي وغير مسلم، أو غير وطني أو غير ثوري...الخ، لذا فهو مهدور الدم ومستباح تقبيحه على الأقل. 

كلنا كأفراد ضمن مجتمعنا أو أمتنا مسلمين إسلاميين، ولا يقع التمييز لفئة ضمن فصيل أو حزب عن سائر الأمة بذلك مطلقًا، وإلا دخلنا في خانة التطرف والانفصال والانعزال والتجهيل، وما يسميه الأيديولوجيون الإقصائيون: الولاء والبراء والاستكبار ضد المسلمين الآخرين الذين نُزعت عنهم السِمة أوالصفة كمسلمين اوإسلاميين، ومن هنا جاء الاجتهاد للمسلمين، الاجتهاد الاسلامي، مرتبطًا بالفكر والشخص وتعدّده بالأئمة والمفكرين العِظام وليس بالأحزاب والجماعات، وما التمييز الواقع بمستويات إيمان المرء الا في ذات البوتقة الإسلامية، وكذلك الأمر ضمن نطاق فهم الثورة أو الكفاح أو المقاومة، أو الوطنية إلا من أبى

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...