مواجهة المخططات التصفوية المتنكرة للحقوق الفلسطينية
![](https://www.raya.ps/cached_uploads/resize/835/558/2021/10/16/f0530533-381c-42bf-bd06-86676e355646-1634368319.jpg)
الكاتب: سري القدوة
ممارسات حكومة التطرف الإسرائيلية تتواصل حيث تستمر اقتحامات قوات الاحتلال لمختلف محافظات الضفة الغربية جنين ومخيمها وعدد من البلدات والقرى، وطولكرم ومخيمها ونور شمس، وطوباس والفارعة وطمون، ونابلس ومخيم بلاطة، وكذلك الخليل ومخيم العروب، وأريحا ومخيم عقبة جبر، وغيرها من البلدات والقرى في الضفة، حيث قامت جرافات الاحتلال بتجريف الشوارع وتخريب البنى التحتية الخاصة بشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي في تلك المناطق، وهدم عشرات المنازل وسرقتها، وإجبار سكانها على مغادرتها، كما رافق ذلك استمرار قطعان المستوطنين في اقتحام ساحات المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال، ومنع المصلين من أداء الصلاة فيه، وقد أدت هذه الأعمال الوحشية من قبل قوات الاحتلال إلى استشهاد العديد من المواطنين من بينهم عدد من الأطفال والنساء .
منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته للمدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وشن هجمات أودت بحياة عشرات الفلسطينيين وفي 21 يناير الماضي، بدأ جيش الاحتلال عدوانا على شمال الضفة الغربية استهله بمدينة جنين ومخيمها، ووسع عدوانه إلى مدينة طولكرم ومخيمها، ثم بدأ عدوانا على بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، وبينما انسحب من طمون بعد 7 أيام، يواصل عدوانه في مخيم الفارعة، ووسعه في مخيم نور شمس شرق طولكرم .
يستمر عدوان الاحتلال والأعمال الوحشية التي تستهدف خلق الظروف المواتية للاحتلال لتنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية، ضاربين كل القوانين وقرارات الشرعية الدولية في عرض الحائط، وقد جاءت هذه الجرائم بعد قرار حكومة الاحتلال المتطرفة إغلاق مقر "الأونروا" في مدينة القدس، ومنع موظفيها من القيام بأعمالهم، غير مبالية بالتزاماتها تجاه قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية .
السياسة التي انتهجتها حكومة اليمين الإسرائيلية المتطرفة وكل ممارساتها، كانت واستمرت في تشجيع ومشاركة من الإدارة الأميركية السابقة، عبر توفير السلاح والمال والغطاء الدبلوماسي لها، وقد زاد هذا الدعم والتشجيع في ظل الإدارة الأميركية الحالية برئاسة ترمب، التي استقبلت مؤخرا مجرم الحرب نتنياهو، لتجدد وتضاعف دعمها عسكريا وماليا وسياسيا، لتدعم التطرف والعنصرية بإعلانها عن دعمها لمخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه، تارة إلى الأردن وأخرى إلى مصر، وأخيرا إلى السعودية .
لا بد من توحيد الموقف الفلسطيني والسعي دوما الى دعم عمل الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة وفرض سيطرتها الكاملة وتوحيد النظام الفلسطيني والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والتمسك بوحدة أراضي الدولة الفلسطينية سياسيا وجغرافيا، الضفة الغربية وقطاع غزة والعاصمة الأبدية القدس .
مخططات الاحتلال وما يطرحه الرئيس الأمريكي ترمب لقيت رفضا قاطعا على المستوى العربي والدولي وفي مقدمتها الموقف الأردني والمصري والسعودي حيث عبرت كل الدول الشقيقة والصديقة ووقفت بصلابة لدعم الموقف الفلسطيني ونددت بالاحتلال كما عبرت شعوب العالم عن رفضها لجرائم الحرب الإسرائيلية حيث خرجت إلى الشوارع للتعبير عن موقفها الداعم لنضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة .
وتتواصل الجهود من اجل الإسراع في عقد قمة عربية طارئة، لتوحيد الموقف العربي ووضع الخطط اللازمة لإفشال مخطط التهجير والتدمير والضم، ودعوة الإدارة الأميركية إلى التراجع عن مواقفها المدانة والمرفوضة والسعي الى التحرك نحو السلام العادل والشامل بالمنطقة .