فرعون العصر والرّد العربي!
![](https://www.raya.ps/cached_uploads/resize/835/558/2018/06/19/22052869-10215145592691877-613058343-n-1529404461.jpg)
الكاتب: بكر أبوبكر
الرئيس الأمريكي ولغرض تحقيق أهدافه بالسيطرة والإخضاع والاستتباع (كما الحال مع صديقه نتنياهو) عبر الضغوط والمساومات أو للتعمية على ما هو بحق المطلوب، وهو بالنظريات المختلفة التي يستخدمها -بفهم أو لطبيعته الغرائبية الاستعمارية والتجارية النرجسية- يحقق نجاحات ويثير الغبار في وجه المترصدين للهجوم عليه.
بما يفعل من تصريحات وقرارات يفترض أنه يحقق إرباك الآخرين من الحزب المناويء بالبلاد من جهة، ومن خصومه المفترضين الآخرين بالعالم أو الذين يصنعهم. وبما يدعم توجهاته المسيحانية-الصهيونية ضد فلسطين، وانتصارًا للأساطير والخرافات التوراتية.
إن الهجوم الترمبي على العالم العربي هو للتعمية على عمليات التطهير العرقي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية-المدانة عالميًا- التي ارتكبها الجيش الصهيوني بقيادة "نتنياهو"، وحاليًا بالضفة الغربية.
فالغبار حول اليوم التالي بغزة يهمل النظر بحق الناجين من غزة ويعمي العيون عن ضرورة تفعيل محاسبة المحتل والغازي الذي قام بالعدوان ومازال. وتصبح القضية كأنها إغاثة أو ماذا نفعل بالمساكين!؟ المخطوفين للإرهابيين فيهم بغزة، دون أدنى اعتبار أوإشارة لضرورة معاقبة القاتل والمجرم الواقف بجوار "ترَمب"، وهما معًا المتهمان بما تشاء من جرائم!؟
يقوم صاحب المفاجآت الرئاسية بإرهاب الدول كافة وتهديدها، ويقوم بسرقة موادر كل الشعوب تحت ادعاء أنه يقود أمن العالم، فيبادل الأمن والحماية العسكرية (الذي يرى بذاته سيده وقائده بلا منازع) بسرقة خيرات الشعوب الى الدرجة التي يستهين فيها بحجم القتل والجرائم ضد الانسانية سواء من نظامه او نظام صديقه او غيرهما.
يكتب حسن عصفور معلقًا على مقترح التهجير الفلسطيني من غزة أنه يتم: "تهيئة المشهد السياسي بأن قطاع غزة لن يعود ابدا كما كان قبل 7 أكتوبر 2023، ليصبح خاليا من "الرمزية السياسية" خاصة المخيم وحق العودة و"القنبلة السكانية" بما تحمل مخزونا ثوريا." مضيفًا أن حكومة نتنياهو بدأت في"وضع خطط عملية لتنفيذ مقترح التهجير، في وقت مناسب، عبر ميناء أسدود ومطار رامون، وهي فكرة لم تكن جزءا من "النقاش الداخلي العلني" قبل يوم 5 فبراير 2025."
غبار ترمب الجديد وتطبيله حول شراء غزة!؟ بعد طرد أهلها، أو توزيعها (يغطي على حقيقة ضم الضفة الفعلي مما هو واضح مع استمرار العدوان اليومي فيها، والقتل وتدمير المخيمات، وسرقة الأرض يوميًا) يجب أن يقابل بتشديد الطلب العربي لمعاقبة ومقاطعة الجاني أي "نتنياهو" وحكومته الفاشية، وليس الترحيب بها مما هو حاصل وكأنها لم تفعل شيئًا!؟ وطردها من الامم المتحدة!؟
جزار غزة الصهيوني هوالذي دمّر قطاع غزة، وقتل وأباد وجرح وحطم الأرواح، والذي يقوم يوميًا بتدمير الضفة، وهو سياق عربي يجب أن يرتبط بالمطالبة بتحرير دولة فلسطين القائمة (لكنها تحت الاحتلال)، وتشريع عقد مؤتمر السلام لتثبيت الاستقلال الفلسطيني.
يجب إعادة النظر سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا من دول أمة العرب والمسلمين بعلاقاتها مع دولة الاحتلال!؟ فكيف لا يفطن العرب أنهم المستهدفين من السرقة والاستتباع والإخضاع الأمريكي-الصهيوني، فيما تصدّر لهم فلسطين وغزة كمشكلة! صارفين النظرعن أن الوجود الصهيوني الغاصب هو المشكلة العظمى بالمنطقة العربية المشرقية المسماة (الشرق الاوسط) المفترض الالتفات اليها والتصدي لها بوحدة عقدية ثقافية حضارية، واقتصادية سياسية واضحة المعالم.
دعني ألخص بالقول أن مثل هذه الأساليب الترمبية-الفرعونية الإبهارية أو التضليلية أوالتخويفية المصنعّة، أو للتعمية على حقيقة المخطط القادم، وبالتحالف مع الحكومة الإسرائيلية الفاشية، وهي التي يطرق فيها أذن العالم ليست دلالة على وعي، بقدر ما هي دلالة على سوء طوية وانحراف خلق، وانجراف فكري تآمري، وشره اقتصادي وجوع قاروني فرعوني للهيمنة والجبروت والسلطة. وفيما يتعلق بفلسطين العربية يجب مواجهة ذلك بوحدة فلسطينية آن أوانها قبل أن يغفو الفجروتسقط القضية في هوة بلا قرار!؟ وبتضامن عربي حقيقي وليس انشائي كلامي متواصل بلا قطران، وبذلك ربما قد نسير نحو النصروالتحرير شاء من شاء وأبى من أبى.