جبهة عالمية عريضة تمنع تصفية القضية الفلسطينية
![](https://www.raya.ps/cached_uploads/resize/835/558/2025/02/06/1000002739-1738860086.jpg)
الكاتب: د. محمد عودة
من اجل مواجهة المخطط الأمريكي في العالم لا بد من تشكيل جبهة عريضة تعمل على منع الاستفراد باي من شعوب العالم على طريق إيجاد قطب او اقطاب تفضي الى إيجاد توازن في قيادة العالم وانهاء الأحادية القطبية من اجل الوصول الى عالم أكثر انصافا وعدلا ومساواة بين الشعوب.
انطلاقا من تصريحات دونالد ترامب اثناء الحملة الانتخابية ومع بداية الفترة الرئاسية الثانية، والتي عكست الوجه الحقيقي ليس لترامب بل لأمريكا نفسها وفي هذا الصدد شكل ترامب الحالة الفريدة في 249 سنة عمر الولايات الامريكية المتحدة وهنا نستطيع الجزم انها المرة الأولى التي تتطابق فيها مواصفات الرئيس الأمريكي مع مواصفات الدولة الامريكية.
في الموضوع الفلسطيني يطرح تقليص مساحة الكيان الفلسطيني المستقبلي من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم جزء من الضفة الغربية إضافة الى احتلال قطاع غزة وتهجير السكان من القطاع وربما من الضفة الغربية، من اجل ان يستولي عليها (يريد الاستيلاء على غزة لأنها غنية بحقول الغاز والنفط،) للعلم ان عدد الفلسطينيين بين النهر والبحر أكبر من عدد الإسرائيليين ومع ذلك لم يطالب بتوسيع فلسطين التي بعد الضم والاقتطاع ستكون مساحتها خمس مساحة إسرائيل قبل التوسع في سوريا ولبنان.
في الموضوع الإسرائيلي يقول صراحةً انه مع إسرائيل في كلّ ما تفعل، كما يقول انها صغيرة ومن حقها التوسع وفي هذا الصدد ربما يوافق على ضم الضفة الغربية او جزء منها، يدفع لإسرائيل ثمن الإسمنت لبناء المستوطنات ويعمل على شرعنتها، لا يطالب إسرائيل بضبط النّفس تجاه قطاع غزّة ويعطيهم الصواريخ ليقصفوها بل يريد احتلالها أمريكياً حسب ما ورد في تصريحاته عقب لقائه بشريكه في العمل على تصفية القضية الفلسطينية نتنياهو. أمريكا دولة عصابات وقد اختاره الشعب لأنه نسخة عن دولته، فمواصفاته لا تتعدى مواصفات رئيس عصابة.
يقول ترامب انه يريد استعادة قناة بنما التي تتبع لدولة مستقلة لا بل وصديقة لأمريكا، يريد ضم كندا لتصبح الولاية الواحدة والخمسون رغم ان كندا أيضا دولة صديقة جداً ،يريد الاستيلاء على غرينلاند التي تتبع لدولة حليفة مثل الدنمارك، يريد الاستيلاء على قسم هام من المكسيك، يريد قرصنة أموال الخليج فهو يطالب السعودية بترليون دولار يريد تفكيك مؤسسات الأمم المتحدة مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا ،اليونيسيف، انسحب من منظمة الصحة العالمية، يريد معاقبة أوروبا وربما ينسحب من الناتو، فرض ضرائب على عدد من الدول مثل كندا، المكسيك، البرازيل، كولومبيا، والصين وغيرها الكثير.
كل ما سلف يشكل جزء بسيط من سياسة ترامب الدولية وعليه وانطلاقا من مواقف الكثير من دول العالم الرافضة لسياسة ترامب تجاه دول العالم بما في ذلك الموقف من فلسطين وخطته للتهجير لا بد من البدء بالعمل على تشكيل الجبهة العالمية لمناهضة السياسة الامريكية فيما يخص كل الإجراءات التي اتخذتها او تنوي اتخاذها الإدارة الامريكية ،إضافة الى مناهضة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني على طريق انهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل حدود الرابع من حزيران 1967 والقدس عاصمتها.
يمكن البناء على مجموعة لاهاي التي تشكلت قبل بضعة أيام ومطالبة كل الدول الرافضة للخطوات الامريكية والإسرائيلية بالانضمام الى هذه المجموعة، فموقف الدول العربية خاصة الأردن ومصر والسعودية يمكن ان يضاف الى موقف المانيا وبريطانيا والعديد من دول أوروبا الذي يكتسي أهمية كبرى مضاف اليه مواقف كل من البرازيل والمكسيك وبنما، مما قد يسهم في وقف المخطط الصهيو امريكي.
من اجل ذلك لا بد من تماسك الجبهة الداخلية الفلسطينية عبر دعوة كل الأطراف الفلسطينية للالتفاف حول البرنامج الوطني المتمثل في ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مطلوب من الكل الفلسطيني التخلي عن صراعاتهم لان الجميع مستهدف، لقد تأخرنا كفلسطينيين لكن ان نعمل متأخرين خير من ان لا نعمل ابداً.