الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:10 AM
الظهر 11:52 AM
العصر 2:50 PM
المغرب 5:17 PM
العشاء 6:35 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

قراءة في مقابلة أبو مرزوق

الكاتب: عمر حلمي الغول

في مقابلة أجرتها قناة العربية يوم الاحد 26 كانون ثاني / يناير الحالي مع نائب مسؤول حماس في الخارج، موسى أبو مرزوق، التي حملت العديد من المفاصل السياسية، والاعتراف الصريح بفشل أهداف 7 تشرين اول / أكتوبر 2023، التي أطلقتها حركة حماس بلسان محمد الضيف، المسؤول العسكري لكتائب القسام، التي تحدث فيها عن "طوفان الأقصى" باعتبارها حرب تحرير لكل فلسطين من النهر للبحر، وعودة اللاجئين الى ديارهم التي طردوا منها في النكبة الأولى، وتحرير القدس والمسجد الأقصى، وتبيض السجون الإسرائيلية، تماهيا مع الاعتقادات الدينية التي تلبست قادة حماس، وعقدوا من اجلها مؤتمرات في غزة لتسجيل أسماء اللاجئين للعودة لديارهم، وغيرها من الهرطقات غير الواقعية.
وادعاء أبو مرزوق بأن هناك أهدافا تحققت، منها "إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم"، والاقرار من العالم بضرورة "استقلال دولة فلسطين المحتلة على حدود الرابع من حزيران / يونيو عام 1967." لا أساس له من الصحة، ويتنافى مع الوقائع الخطيرة التي هددت وتهدد مستقبل القضية الفلسطينية والمشروع الوطني برمته، ولعل إصرار حركتك الاخوانية على التخندق في إمارة القطاع، ورفض الوحدة الوطنية تحت راية منظمة التحرير والدولة الفلسطينية وحكومتها أصحاب الولاية السياسيين والقانونيين على كل جزء من الوطن الفلسطيني، والشراكة السياسية على أساس برنامج الاجماع الوطني، يعكس تمسككم بتبديد مصالح الشعب الوطنية.
كما تناسى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ان حجم التضامن العالمي الواسع والعميق في العالم، لا يعود ل7 أكتوبر 2023، انما نتاج الإبادة الجماعية الأميركية الإسرائيلية وحلفائهم من دول الغرب، وحجم الضحايا الهائل، الذي بلغ ربع مليون إنسان فلسطيني بين شهيد وجريح، وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وبسبب حجم الدمار الهائل، وافتضاح النازية الصهيونية بوجهها الأكثر قبحا ودموية وغطرسة وعنصرية وتطهيرا عرقيا، ونتاج الكارثة والنكبة التي تجاوزت بأخطارها وابادتها ما ارتكبته العصابات الصهيونية ودولة إسرائيل اللقيطة في عام النكبة الأولى أيار / مايو 1948، ولوقوف وقيادة إدارة بايدن للإبادة الجماعية مع حلفائها بحاملات طائراتهم وغواصاتهم النووية وبوارجهم الحربية وجنودهم على الأرض، وكون واشنطن استباحت المنابر الأممية وخاصة مجلس الامن والجمعية العامة، ولتبنيها الرواية الإسرائيلية، ورفضها وقف حرب الأرض المحروقة، لهذا العالم وقف الى جانب الشعب العربي الفلسطيني.
أضف الى ان القضية الفلسطينية لم تكن ميتة، وتناسها المجتمع الدولي قبل طوفانكم، العكس صحيح، كانت القضية الفلسطينية حية، وحققت القيادة الشرعية اعترافات دولية قبل 7 أكتوبر 2023 بلغت 143 دولة، وانتزعت عشرات القرارات الأممية من مجلس الامن والجمعية العامة ومجلس حقوق الانسان الاممي ومنظمة اليونيسكو وغيرها من المنابر الأممية والإقليمية، وتمكنت القيادة الشرعية من حماية الأهداف والمصالح الوطنية العليا للشعب، وسعت ضمن إمكاناتها المتواضعة على ترسيخ المواطنين في التراب الوطني. كما أن القيادة واصلت دورها الريادي في تعزيز مكانة القضية والمشروع الوطني، ولم تترك منبرا عربيا أو إسلاميا او أمميا الا وكانت تتمثل دورها في رفع شأن المصالح العليا للشعب.
واما عن إقرارك واعترافك بحدود الدولة الفلسطينية على حدود حزيران / يونيو 1967، وإنكم اعترفتم بذلك في أيار / مايو 2017، فهذا حصل، وأعلن عنه رئيسك خالد مشعل، ولكنكم تراجعتم عن ذلك مباشرة، ولعل ما تضمنته كلمة أبو خالد الضيف، تؤكد ما اؤكده لك. وإذا كنتم تعترفون بهذه الحدود، لماذا لا تنخرطون في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد، وتصرون على بقاء خيار الامارة الطالبانية في القطاع؟ ولماذا ترفضون الالتزام بأي من اتفاقات المصالحة الوطنية المختلفة من 2008 الى 2024؟ ما الذي يمنعكم عن ذلك؟ ولماذا التمسك بلجنة الاسناد المجتمعي، التي تعتبر اطارا موازيا للحكومة؟ وبماذا تختلف عن وزارات الحكومة؟ وهل المطلوب منكم ومن الشعب والقوى الفلسطينية القبول بإملاءات حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية. لأنها ترفض وجود ولاية المنظمة والدولة والحكومة، أم هو تنفيذ للجانب السري من اتفاقية وقف الحرب؟ ولماذا أصريتم على التفاوض لوحدكم؟ ولماذا لم تقبلوا بقيادة منظمة التحرير للمفاوضات، اسوة بما حصل عام 2014؟
بالنتيجة إن كنتم معنيون بالمصالح الوطنية، ووحدة الشعب، ورد الاعتبار له، مطلوب منكم، أولا الاعتذار للشعب العربي الفلسطيني في الوطن والشتات والمهاجر عن خطيئتكم التي اقترفتموها، والدمار والابادة التي كنتم ذريعة كاذبة لإسرائيل وأميركا لارتكابها ضد الشعب؛ ثانيا عدم الالتفاف على الامر، بان ما حدث لم يكن حربا بين قوتين وجيشين، وانما هي إبادة جماعية أميركية إسرائيلية غربية، لماذا كنتم وكانت تسوق لكم قناة الجزيرة ومن يدور في فلكها من وسائل الاعلام من خلال بيانات ناطقكم العسكري أبو عبيدة، وكأنها حربا بين قوتين وجيشين؟ ثالثا عليكم الكف عن التمسك بخيار الانقلاب، وتسليم السلطة على الأرض للحكومة الفلسطينية لتتولى مهامها، بعد ذلك ناقشوها تغييرها أو تعديلها من خلال الأطر السياسية والتنظيمية الناظمة للعلاقات الوطنية وعلى أرضية الشراكة الكاملة بين القوى الوطنية كافة في اطار منظمة التحرير الفلسطينية، وأطرحوا ما شئتم من رؤى برنامجية، وهذا ابسط حقوقكم وحقوق غيركم في القوى الوطنية؛ رابعا تسهيل مهمة إعادة اعمار ما دمرته الإبادة الجماعية في القطاع من خلال الحكومة صاحبة الولاية؛ خامسا شكلوا حزبكم السياسي اسوة بما حصل عام 2005 لتشاركوا في مختلف جوانب الحياة السياسية، لأنه لا احد يريد ان ينفيكم، او يعزلكم، ولكن بإصراركم على خيار الانقلاب، فإنكم تعزلون أنفسكم بأنفسكم.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...