الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:11 AM
الظهر 11:52 AM
العصر 2:48 PM
المغرب 5:15 PM
العشاء 6:32 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

على شفا الجنون

الكاتب: عماد الأصفر

لا شبيه ولا مثيل لا في العالم ولا عبر التاريخ لهذا اليوم الفلسطيني المجنون، لو كنا أسوياء لأُصبنا جميعا بالجنون ، ولكننا لسنا أسوياء ، لسنا أسوياء اطلاقاً،

يقال ان الإنسان قد يتعرض للغيبوبة ، لكي لا يشعر بالصدمة الكبرى التي قد تطيح به، إنها آلية دفاع ربانية ذاتية تحميه

يبدو أننا كشعب في حالة غيبوبة أو تنويم ، رحمة من الله لكي لا نصاب بالجنون ونحن نتابع احداث هذه الأيام

غرائب وعجائب لا حصر لها تمر بنا ومفارقات تعصف بنا ونحن ……….. لا اجد وصفا لحالنا

تمر بعشرات الآف المحتفلين بنيل أبنائهم فرصة ثانية للحياة بعد الخروج من نفق الموت فتفرح معهم

ثم تذكر مئات الآلاف من الفاقدين والمفقودين في غزة فتجمد فرحتك وتتحول إلى وجوم فحزن

تمر بصحفي تم اعتقاله لأنه تمرد على امر قضائي، فتقول لم يكن لهم ان يعتقلوه، ثم تقول لم يكن له حق ان يتمرد،

تشاهد الناس يتابعون الجزيرة المحظورة -التي لا اطيقها أبدا- وتعرف أنت ويعرفون هم، ان ما ينقل على شاشتها هو حقيقة ولكن ليس كل الحقيقة، فالحقيقة واقع شمولي وليست مجرد وجه واحد لها

تمر بأخبار جنين، تكتشف ان صراخ المقاومين ضد السلطة اعلى من صراخهم على المحتل، تشاهدهم معتقلين فتقول: لا نريد إبادة أخرى تبدأ بحنين لتنتقل إلى كافة الضفة.

تمر بعدها بأخبار الاقتحامات الاسرائيلية لجنين ذاتها دون غيرها، تكتشف انك مصاب بانفصام عميق

تتابع مشاهدا للازدحام في معبر الكرامة ولا تعرف له سببا، وتتابع احصائية لعدد الحواجز والبوابات في الضفة ينعقد لسانك،

تتابع مشاهد لعشرات الآلاف ممن فكوا خيامهم منتظرين العودة من الجنوب إلى الشمال الكل يسأل عن بنود الاتفاق عن موعد العودة عمن سيقوم بالتفتيش عن كيفية الذهاب وكيفية العودة.

وتقرأ خبرا يقول "نجا المنزل ولكن سكانه النازحين ماتوا" وفي خضم كل ذلك يطل عليك واحد ليتغنى بالإخراج الفني لوقائع الإفراج عن الأسيرات الاسرائيليات وآخر ليتغنى بمظهرهن وتسريحتهن

وتختم جولتك بمحلل يسأل إذا كان لديهم كل هذه البساطير العسكرية فلماذا كانوا يحاربون بالشبشب.

لم يعد الانقسام 48 و 67 ولا داخل وخارج ، ولا غزة وضفة ، ولا فتح وحماس لقد اصبح داخل كل واحد منا

نحن شعب جبار فقط لأننا لم نصب بالجنون حتى الآن ولكنه اقرب الينا من حبل الوريد

هل سبق لشعب ان انقسم واختلف في الرأي على انتصاره أو هزيمته، اهلًا بكم في فلسطين

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...