غزة بعد الحرب

الكاتب: بثينة حمدان

أم نايمة جنب ابنها المخدر من الوجع..

أم حاملة بنتها المكفنة بالخوف والألم

أب بدور على بقايا عيلته في كيس!

طفلة حاملة رُفات أخيها.. حاملة آهاته

حاملة الباقي من ذاكرتها

حافية جوعانة مريضة مكسورة عطشانة.

طفل رجلاه مجرّحة مورّمة من المشي والنزوح.

هجّروا الأطفال والطفولة،

غيّروا معالم المدينة،

عم يمسحوا الأثر قبل الحجر،

جرّوهم عالخيام.. وهناك قتلوهم

وين يروحوا؟ لا بيت ولا لحاف ولا لقمة دافية،

ذبحوهم بر وبحر وجو.. وقطّعوهم..

في مقابر جماعية خفوهم.. لا أسماء ولا هوية واضحة للشهداء

قصص بتبكي وبتقسِّي بتخليك تنزف

بتموتك عالبطيء.

حرب غزة.. حرب الابادة،

الصدمة شلت إحساسنا وحركتنا، وحتى تفكيرنا وقفت!

لا دموع ولا كلام بقدر يحكي وجعنا

بس التاريخ عم يسجل وبيحسب.

قيامتكم رح تقوم قريباً.

يا احتلال ويا قتلة ومأجورين وحتى تجار حروب!

مافي.. لا عندكم انسانية ولا قيم دينية ولا اخلاقية،

في مظاهرات.. في ناس بتدعم، في أفراد بتحس بهالدنيا الكبيرة،

في محكمة دولية وجنائية بس ولا شي عم يوقف هالحرب!

لكن في قلوب وعقول غافلة عن قضيتنا من زمان.. صحيت

لا..لا ما تضلك تقول العالم ساكت؟ إنت اللي ساكت!

وكلكم رح تقوم قيامتكم.

بحق كل طفل كتب اسمه ع إيده

كتب حريته ع جبينه،

سقى بدمعته اخته الصغيرة.

بحق كل طفل ضاع بيته وألعابه

وكل طفل ضيع سنة بعيد عن مدرسته،

بحق أصحابي علي وحبايبي وأهلي بغزة،

رح تقوم قيامتكم!

والتاريخ ما بينسى.. عم يسجل

ورح يحسب عليكم النفس والهوا والمي

رح تقوم قيامتكم؛

قيامة المحتل الاسرائيلي

والخاين والفاقد للانسانية

إيديكم كلها دم..

ودم غزة ما رح يروح هيك... دم غزة عار عليكم كلكم

استنوا قيامتكم!