عناوين فشل نتنياهو
الكاتب: عمر حلمي الغول
اثبت الشعب الفلسطيني عظمته الأسطورية في صموده، الذي فاق الوصف، وبقدر ما كانت الإبادة الجماعية ضد الشعب خرافية وهمجية وتتجاوز حدود القدرة على البقاء ومواصلة الحياة من هول بشاعتها وفظاعتها وكارثيتها غير المسبوقة في العصر الحديث، بقدر ما كان الشعب استثنائيا في قدرته وتحمله ويلات ووحشية الموت والابادة المعلن الإسرائيلية الأميركية، الامر الذي ارتد على جنون النازية الإسرائيلية، وحطم آمالها بتحقيق "النصر الكامل" على الشعب العربي الفلسطيني، وأرغمها على الإذعان لإرادته الفولاذية، التي صهرت أحلام بني صهيون، وأحالتها الى خرقة بالية وممزقة في القبول بالاتفاق الصفقة، بغض النظر عما شابها من مثالب وعيوب ونواقص، ومن أبرز النقاط الممكن تسليط الضوء عليها في فشل أهداف الإبادة الجماعية الصهيو أميركية، هي:
أولا فشل تحقيق التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة الى دول الشتات، لأن الشعب الأبي والشجاع والذي واجه الموت والدمار في كل ثانية من دقائق وساعات وايام حرب الأرض المحروقة ال470 رفض الإذعان والتهجير، وأصر على التجذر والتخندق في ارض الوطن، وجل ما فعله أبناء الشعب كان النزوح الداخلي في محافظات القطاع الجنوبية، وهنا تملي الضرورة تثمين الموقف المصري الشقيق الذي رفض فتح الحدود لنزوح الفلسطينيين لسيناء؛ ثانيا عدم تمكن الجيش وأجهزة الامن الإسرائيلية وجيوش العالم الغربية بقيادة الولايات المتحدة واساطيلها وغواصاتها وحاملات طائراتها المقاتلة والتجسسية من الافراج عن الرهائن الإسرائيليين والأميركيين أو مزدوجي الجنسية، وها هم اليوم يقبلون بإبرام صفقة التبادل للرهائن بنحو الفي اسير حرية فلسطيني، وفق المعلومات المتواترة من المصادر الفلسطينية والإسرائيلية؛ ثالثا السماح بعودة النازحين الفلسطينيين الى مدنهم وبلداتهم ومخيماتهم في الشمال دون قيد أو شرط، رغم وجود مراقبة اليكترونية، الا انها لا تعطل او تعرقل عودة الجميع الى أماكن سكناهم بمختلف انتماءاتهم وخلفياتهم الفكرية والسياسية؛ رابعا عدم تمكن الجيش الإسرائيلي من تصفية اذرع المقاومة، حيث بقيت جيوب المقاومة تقاتل حتى اللحظة الأخيرة، ولم تستسلم لوحشية الإبادة، وفي مختلف المحافظات وخاصة في محافظات الشمال الغزية التي عاد الجيش لاقتحامها للمرة الثالثة قبل 3 شهور، وارتكب فيها ابشع وأفظع ويلات الإبادة والتدمير الاجرامي الهائل والكارثي؛ خامسا فشل حكومة الائتلاف النازي الإسرائيلي بتحقيق ما ادعاه رئيسها الحاكم بأمره "النصر الكامل"، الذي تأكد انه شعار وهمي، ومجرد فقاعة ديماغوجية للاستهلاك الإعلامي ولتضليل الشارع الإسرائيلي سادسا ارتفاع عدد الخسائر والتآكل والامراض النفسية في صفوف الجيش الإسرائيلي، مما زاد من حدة التناقضات بين المستويين السياسي والعسكري الأمني؛ سابعا ازدياد حدة التناقضات داخل صفوف الائتلاف الحاكم الإسرائيلي وفي أوساط المجتمع الإسرائيلي بشكل عام بعد ان انكشف إفلاس الائتلاف بتحقيق أهدافه، وارتكابه حماقات وقتل للعشرات من الرهائن الإسرائيليين، فضلا عما نجم عن الحرب من تعميق الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسيكولوجية داخل المجتمع عموما؛ ثامنا مطالبة نسبة تصل الى 60% من المجتمع الإسرائيلي وفق استطلاعات الراي يوم أول أمس الجمعة 17 كانون ثاني / يناير الحالي بإجراء انتخابات مبكرة نتيجة الفشل الذريع لائتلاف زعيم الليكود ونتاج جملة الازمات التي ألمت بالمجتمع الإسرائيلي؛
تاسعا الملاحقة من قبل محكمة الجنائية الدولية للقيادات السياسية والعسكرية، وصدور مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير حربه السابق غالانت، وهناك دعاوي جديدة ضد العشرات والمئات من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في الإبادة الجماعية، فضلا عن الدعوي القضائية الجنوب افريقية المرفوعة لمحكمة العدل الدولية ضد دولة الإبادة الجماعية؛ عاشرا انكشاف ظهر إسرائيل كدولة إبادة جماعية أمام الرأي العام العالمي وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، وزيادة التأييد والدعم للشعب العربي الفلسطيني في المحافل الدولية؛ حادي عشر صدور العديد من القرارات الأممية المؤيدة للحقوق الوطنية الفلسطينية، رغم ملاحقة الفتيو الأميركي في مجلس الامن للعديد من مشاريع القرارات المؤيدة لوقف الإبادة الجماعية، وتبني الفتوى القضائية لمحكمة العدل الدولية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها من القرارات. وهناك العديد من عناصر الفشل الإسرائيلية، التي يمكن ادراجها لاحقا.