الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:14 AM
الظهر 11:50 AM
العصر 2:41 PM
المغرب 5:06 PM
العشاء 6:25 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

نجح ترامب و فشل الجميع!!

الكاتب: رامي مهداوي

لطالما اعتُبر دونالد ترامب شخصية مثيرة للجدل. بالنسبة للبعض هو رجل أعمال جريء متسرع مقامر ورئيس يعيد صياغة قواعد اللعبة. بالنسبة لآخرين، هو زعيم عاطفي وغير متزن. ومع ذلك، يبدو أن "الجنون" الذي يُتهم به ترامب قد أثمر في تحقيق إنجازات غير متوقعة، كما يظهر في الاتفاق الذي أُبرم لوقف إطلاق النار في غزة.

هذا الاتفاق، الذي كان بعيد المنال طيلة فترة إدارة الرئيس جو بايدن، أصبح حقيقة بعد تدخلات إدارة ترامب القادمة، على الرغم من أن ترامب لم يبدأ ولايته بعد. كيف حدث ذلك؟ يكمن السر في نهج ترامب غير التقليدي الذي قلب الطاولة على الجميع.

لأكثر من عام، بقيت إدارة الرئيس جو بايدن تراوح مكانها فيما يتعلق بالحرب على غزة. ووضعت خطوطًا حمراء لإسرائيل، لكنها لم تجرؤ يومًا على فرض أي تبعات حال تجاوزها لتلك الخطوط. بدت السياسة الأمريكية في عهده كأنها قائمة على فكرة "تجنب الخلاف" مع إسرائيل بأي ثمن. وقد أقر بذلك وزير الخارجية المنتهية ولايته أنتوني بلينكن، الذي اعترف أن أي إشارة لاختلاف وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب كان يُنظر إليها على أنها تهديد للعلاقة الاستراتيجية بين البلدين.

ما يميز ترامب عن أسلافه هو استعداده لتحدي هذا النهج التقليدي. لم تكن فلسفة ترامب تقوم على الحفاظ على العلاقة من خلال المجاملات الدبلوماسية، بل على العكس، كان يرى أن تحقيق صفقة هو الهدف الأسمى. هذا الأسلوب جعل منه لاعبًا غير متوقع، وهو ما أكسبه نفوذًا إضافيًا في المفاوضات، فإن ترامب استخدم نفوذه بشكل مباشر وصريح على بنيامين نتنياهو، ما أجبر الأخير على قبول اتفاق وقف إطلاق النار.

تجلت هذه الديناميكية في اختيار ستيف ويتكوف كمبعوث خاص للشرق الأوسط. لم يكن ويتكوف دبلوماسيًا تقليديًا، بل كان رجل أعمال يتميز بالسرعة والشراسة في تحقيق النتائج. ردوده الحادة وعدم اكتراثه بالمجاملات الدبلوماسية المعتادة، كما ورد في تقارير إسرائيلية، كانت تعكس رؤية ترامب العامة: تحقيق النتائج بسرعة وبأقل قدر من المجاملات.

الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، يُعد تقدمًا كبيرًا مقارنة بحالة الجمود السابقة. لأول مرة، واجهت إسرائيل ضغطًا حقيقيًا للقبول بوقف إطلاق النار. وهذا يفتح الباب أمام تساؤلات: هل يمكن أن يكون هذا الاتفاق نقطة تحول حقيقية في القضية الفلسطينية؟ وهل يمكن لترامب البناء على هذا الزخم لتحقيق سلام أوسع نطاقًا؟

الدبلوماسي المخضرم دينيس روس يعتقد أن النجاح ممكن، لكنه يعتمد على استمرارية الضغط. حدد روس هدفين رئيسيين يجب على ترامب تحقيقهما: أولًا، انسحاب إسرائيل الكامل من غزة بعد إطلاق سراح الرهائن، وثانيًا، تقليص القدرات النووية الإيرانية. يرى روس أن تحقيق الهدف الثاني قد يسهل تحقيق الأول، حيث إن إزالة التهديد الإيراني يمكن أن يغير حسابات الأطراف في المنطقة.

بالطبع، ليس من السهل تحويل اختراق دبلوماسي أولي إلى سلام دائم. المنطقة تعج بالتحديات، من تصاعد التوترات الطائفية إلى انهيار الأنظمة التقليدية في دول مثل سوريا. ومع ذلك، فإن ترامب يمتلك ميزة قد لا تتوفر لغيره: عنصر المفاجأة. خصومه لا يعرفون ما يمكن أن يتوقعوه منه، وحلفاؤه لا يجرؤون على تجاهل تهديداته.

في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبرز السؤال الأكثر إثارة للدهشة: هل يمكن أن يحصل دونالد ترامب على جائزة نوبل للسلام؟ بالنسبة للبعض، قد تبدو هذه الفكرة غير معقولة تمامًا. كيف لشخص يتسبب بكل هذا الجدل أن يصبح رمزًا للسلام؟ لكن إذا نجح في تحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من غزة وتقليص التهديد الإيراني، فقد يجد العالم نفسه مضطرًا لإعادة النظر في موقفه بشكل جذري.

 النجاح في السياسة الدولية ليس دائمًا نتيجة للرؤية الاستراتيجية أو العقلانية. في كثير من الأحيان، قد تكون الشخصية غير التقليدية هي ما تحتاجه الأزمات المزمنة. ترامب، بشخصيته التي تجمع بين الجرأة والجنون، قد يكون المثال الأكثر وضوحًا على ذلك. وإذا تمكن من البناء على هذا الإنجاز الأولي، فإن التاريخ قد ينصفه كزعيم غيّر قواعد اللعبة حيث فشل الآخرون.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...