الوحدة وتحقيق الانتصار وإنهاء الاحتلال الظالم
الكاتب: سري القدوة
في هذه المرحلة الحرجة والظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني لا بد من تدعيم استراتجيه المواجهة للاحتلال وتجسيد أرقى أشكال الوحدة والتضامن الجماهيري أكثر من أي وقت مضى في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، وتجسيد صور التكاتف والاتحاد في الميدان مهما بلغت التضحيات، فالشعب الفلسطيني هو صحاب الأرض والحق، وعليه تقع مسؤولية مواجهة هذا العدوان الظالم، وعلى الفصائل الفلسطينية التلاحم مع الجماهير والتضامن من اجل تعزيز الصمود والثبات حتى تحقيق الانتصار وإنهاء الاحتلال الظالم .
في ظل استمرار حرب الإبادة الإجرامية على قطاع غزة وتصاعد ممارسات الاستيطان والتوسع الاستعماري وإمام تلك التحديات المفروضة على الشعب الفلسطيني، لا بد من مواجه الواقع وإعادة تقيم المرحلة والعمل على اتخاذ قرارات حاسمة لضمان تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها إنهاء الحرب ووقف الحملة الاستيطانية المسعورة وتمادي قطعان المستوطنين بالاعتداء على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والتوغل الدائم والمستمر في عمق الأراضي الفلسطينية .
أمام هذا العدوان الإسرائيلي المنظم ضد الشعب الفلسطيني يجب العمل على أعادة النظر بقواعد الاشتباك مع الاحتلال على ضوء ممارسته على الأرض، من تمدد وتمادي الاستعمار الاستيطاني، والعدوان المستمر والمتصاعد لقطعان المستعمرين، وهدم البيوت وحصار القدس، وتدمير قطاع غزة واحتجاز جثامين الشهداء والتنكيل المستمر بالأسرى في سجون الاحتلال ومخططات وإجراءات الاحتلال الهادفة لضم الضفة الغربية وتقويض الدولة الفلسطينية .
الشعب الفلسطيني ماضي على درب الشهداء وهو يمارس حقه في تقرير مصيره والدفاع عن أرضه والتمسك بالثوابت الوطنية وممارسة حقوقه المشروع في مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، والتأكيد على التفافه حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده والحرص على إنجاز الوحدة الوطنية بأوسع أطرها، وتفعيل دور مؤسسات ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية، والتأكيد على عمق الانتماء للأمة العربية والحرص على تفعيل واستمرار العمل العربي المشترك باعتبار فلسطين هي قضية العرب الأولى .
ويجب التأكيد أيضا على البعد الإنساني والسياسي للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي والتحرك الدبلوماسي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتدعيم العمل والتحرك المستند لقواعد وأسس الشرعية الدولية بهدف إنهاء الاحتلال والحرص على تعزيز العلاقات الفلسطينية مع مختلف الدول الصديقة للشعب الفلسطيني على قاعدة أقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتجسيد حق تقرير المصير الفلسطيني وإنهاء الاحتلال بكل أشكاله ووقف أي ممارسات تهدف إلى استمرار إدارة الاحتلال للمناطق الفلسطينية تحت مسميات مختلفة، والعمل على تجديد منطلقات العلاقات الفلسطينية الدولية ضمن إستراتجية قيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال، وفتح حوار استراتيجي مع الاتحاد الأوروبي، واستمرار التنسيق مع الأصدقاء في روسيا الإتحادية، والصين الشعبية، وإيلاء اهتمام أكبر بالتواصل مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وإمام ما يجري يجب العمل على إعادة تقيم جهود المصالحة الوطنية وأهمية استمرار التوافق الوطني لضمان تحقيق الوحدة والاستمرار بالتواصل مع كافة القوى الوطنية، وبات من المهم والضروري إعادة التأكيد على أهمية تشكيل حكومة فلسطينية واحدة وموحدة تعمل من خلال قاعدة التزامات منظمة التحرير الفلسطينية بالشرعية الدولية وتشارك فيها كل القوى السياسية الفلسطينية على ان تكون مهمتها الأساسية إعادة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية وملزمة بإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية في أقرب وقت، والاستمرار في التحرك مع كل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لضمان وقف الحرب والتحرك في اتجاه ضمان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .