من ام الرشراش غولدا مائير تشم رائحة أجدادها في خيبر
الكاتب: د. محمد عودة
من المفارقات العجيبة هذه الايام أن ذاكرة الغالبية منا لا تختلف كثيرا عن ذاكرة الاسماك، فنحن نصدق ما يقوله الاستعمار بان اسرائيل دولة ديمقراطية ودولة سلام، ولا نربط الاشياء ببعضها ونتغنى بتاريخ لم نصنعه كمن يقول كان ابي ، ونلعن حاضراً نحن فيه سبب المأساة ونطلب مستقبلا مزهراً لم نحرث ارضه ولم نبذرها حتى نرى الازهار .
نحن وكل الاحرار مطالبين بمنع تحقيق اي من نبوءات حاخامات الصهيونية بان تصبح خيبر مرتعا لشياطينهم ولا ان تتحقق نبوءة اشعيا ولا سفر التكوين الذي يطالب بابادة ستتة شعوب من اجل اقامة اسرائيل الكبرى،نحن مطالبين بان لا يفي ترامب بوعده لمريم اديلسون القاضي بضم الضفة الغربية الى اسرائيل ،ومن اجل ان يربط القاريء بين ما نقول والعنوان سندينهم من افواههم .
حيث ان هناك مقولات لقادة الكيان الصهيوني وعبر التاريخ تتناقض مع ما يسوقون زوراً حول انهم دعاة سلام وانهم الديموقراطية الوحيدة في المنطقة ومن بين هذه المقولات اخترت مقولتين لغولدا مائير مرتبطتين بمغزى المقال وعنوانه ومقولة لوزير الدفاع الصهيوني غالانت ،المقولة الاولى ان الله وعداسرائيل بهذه الارض ( فلسطين) ومن اجل الحفاظ عليها لا بد من القضاء على ثلاثة جيوش عربية (مصر ،سوريا،والعراق) أما المقولة الثانية ،قالتها في احد الايام من على شواطيء ام الرشراش حيث قالت انها تشم رائحة اجدادها في خيبر.ما يعني انها تريد التمدد ما بين ام الرشراش وخيبر على طريق انشاء اسرائيل الكبرى.اما مقولة غالانت فقد طالب بقطع الماء والغذاء والدواء والوقود والكهرباء عن غزة لان اهلها وحوش بشرية مستندا الى نص تلمودي مزيف مفادة ان الاغيار اصولهم وحوش وحيوانات سخرها الرب لخدمة اليهود.
ومن اجل تنفيذ مخطط التقسيم والقضاء على الجيوش العربية حشد الغرب جيوشا جرارة لاحتلال العراق شاركت العديد من دولنا ضمن ذلك التحالف عبر ارسال جيوش،وعندما سقط العراق وحُل الجيش العراقي صفق الكثيرون منا ونحن نرى دبابات الجيش الامريكي تجوب شوارع و ساحات بغداد وراكبيها من عراقيي المهجر يطرحون ارضا تماثيل صدام الحسين ويحققون ما ارادت جولدا مائير عبر حل وانهاء الجيش العراقي الشقيق والذي كان بالامكان ان يساهم في حماية ثغور الامة في قادم الايام.
اما فيما يخص الشقيقة سوريا فلم يرسل العرب جيوشا رسمية لمحاربة الجيش السوري ( وحتى لا افهم بشكل مغلوط فانا اتحدث عن الجيش وليس النظام،انا مع سوريا ولست مع النظام المخلوع) بل مول العرب وسلحوا وارسلوا آلاف المتطوعين المرتزقة ومن كل اصقاع الارض لانجاز مهمة حل الجيش السوري تحقيقا لرؤية غولدا مائير ، وعندما عجز هؤلاء المرتزقة استنجد العرب بالاشقاء في واشنطن و انقرة وبابناء العمومة في تل ابيب ،هذه الاخيرة التي دمرت كل مقدرات الجيش السوري لضمان ان لا يعود ولم تكتفي بذلك بل حققت نبوءة ترامب التي قال فيها ان اسرائيل دولة صغيرة ويجب ان نوسعها فمبروك على الكيان جبل الشيخ والقنيطرة والحبل على الجرار.
اما الجيش الشقيق في مصر ارض الكنانه فاتمنى ان يكون احسن حظاً من اشقائه في سوريا والعراق ،لا ادري متى ولا كيف لكن مشروع برنارد لويس الذي يخدم رؤية غولدا مائير يُطبق وان على نار هادئة،العراق مُقسم دون عناء الى جنوب شيعي ووسط سني وشمال كردي ،اما بقية مكونات العراق من مسيحيين وايزيديين فقد تكفلت بهم داعش،اما سوريا فان صراع الفصائل ليس ببعيد عن القسمة الطائفية رغم معارضة الاشقاء الاتراك فان المخطط يعطي قسد دولة كردية ويعطي اللاذقية دولة علوية ويمنح دمشق دولة سنية اما جبل العرب فدولة درزية وكلكم شاهدتم كيف هرع الاستاذ وليد جمبلاط للقاء الجولاني (الشرع).
من اجل ان ينجح الجيش المصري الشقيق في افشال المخطط فلا بد من العودة الى أنصار الامة، يجب احياء جامعة الدول العربية على اسس قومية، يجب لعب دور فاعل في البريكس وفي مجموعة الصين + 77 وكل المحافل الاخرى ،اما الاهم من كل ما سلف فمطلوب من الجيش المصري الشقيق بحكم انه المؤسسة الاقوى ان يوفر حياة كريمة للاهل في مصر وان يضرب بيد من فولاذ كل من تسول له نفسه ان يعبث بامن مصر وأمن الامة.
إذا كانت مصر تريد ان تبقى قلب الامة النابض فعليها ان تبادر الى قطع العلاقات مع الكيان وحث الآخرين على ذلك،اذ لا يجوز ان يذبح الشعب الفلسطيني اعلام الكيان ترفرف في القاهرة وعمان والخرطوم والبحرين ودبي والرباط والدوحة.ان العدوان على فلسطين خاصة غزة سبب مجاعة وفقدان الامن والصحة وكل اسباب الحياة بينما البضائع تتدفق الى الكيان تحت انظار شعوبنا العربية.
لقد آن الاوان لندرك ان المخطط الاستعماري يسير على قدم وساق معتمدا على قسمة طائفية ،مذهبية وعرقية تتصارع فيما بينها على المذاهب وعلى الحدود .فالى متى يا احرار الامة؟هل سسياكلنا الندم حين لا ينفع الندم؟.
لقدخلق الاستعمار منا اعداء لبعضنا بعضا منتهزاً التعديية وحولها من عامل قوة الى فتيل حروب ثم استبدل عدونا الاول وهو الاحتلال بعدو اسمه ايران (لست معجب بايران لكن من يحتل فلسطين اين يبدأ السلم او ينتهي هي اسرائيل) من اجل حرف البوصلة،ففي الوقت الذي نتقاتل به تسعى اسرائيل الى شم رائحة اجداد غولدا مائير عن قرب وليس من ام الرشراش.
ان الاوان لانجاز تحالف عربي واسع يعيد الامور الى نصابها ويستعيد سوريا والعراق الى حضن الامة ، لقد جربنا الامريكان في العراق والعثمانيين في كل الوطن العربي ،لماذا نريد تجريب ما جربناه سابقا، اللهم اني قد بلغت واتمنى لامتي الخير والسؤدد ولبلدي الحرية والازدهار.