فلسطين في عالم يتغير
الكاتب: ابراهيم ابراش
سبق وأن صدر لنا كتاب عام 2001 عن وزارة الثقافة بعنوان (فلسطين في عالم متغير) رصدنا فيه المتغيرات الدولية التي سبقت توقيع اتفاقية أوسلو وأدت اليه ،وما نتج عنها من تداعيات لم تكن كلها في صالح القضية الوطنية ،وفيه أشرنا لمتغيرين: الأول تهرُب إسرائيل من التزاماتها وخصوصاً بعد اغتيال رئيس وزرائها اسحق رابين على يد اليمين الصهيوني ١٩٩٥، والثاني صعود حركة حماس وقيامها بعمليات عسكرية في قلب دولة العدو، وبعد سيطرتها عام 2007 على غزة كتبتُ مقالاً بعنوان (حتى لا تُغيِّب غزة الوطن).
وبالفعل في الوقت الذي كان فيه العالم يتغير بوتيرة سريعة ،وبسرعة أكبر منها مشاريع الاستيطان، كان الفلسطينيون يختلفون ويتصارعون حول الموقف من أوسلو بداية ثم جاءت سيطرة حماس على غزة ليتفاقم الانقسام وتُغيب غزة كل القضية الفلسطينية، وانشغلنا بحصار غزة والحروب على غزة والانقسام وحوارات المصالحة العبثية في محاولة دون جدوى لجلب حماس لمنظمة التحرير وبالصراع على سلطة تحت الاحتلال ،فيما كان العدو ينفذ مخططاته في الضفة والقدس ويعزز علاقاته العربية والدولية.
مع حرب الإبادة والتطهير العرقي على غزة وكل القضية وبالرغم من المتغيرات المتسارعة في العالم يستمر النظام النظام السياسي والطبقة السياسية على حالها بل تزداد الفجوة بينها وبين الشعب والعالم المحيط بنا.
الأمر الذي يتطلب تصويب المسار وإعادة هيكلة كل النظام السياسي والمشروع الوطني بما يمكنه من مواجهة التحديات الكبيرة والتغيرات المتسارعة التي تهدد كل القضية ووجودنا الوطني .
ومن هنا تأتي أهمية النقد الذاتي البناء لكل الحالة الوطنية والتخلي عن الشعارات والخطابات حول الانتصارات والإنجازات فلا أحد منتصر في حرب الإبادة إلااذا كان البعض يرى أن استمراره في السلطة والمشهد السياسي انتصاراً .