الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:14 AM
الظهر 11:45 AM
العصر 2:32 PM
المغرب 4:57 PM
العشاء 6:17 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الغباء الاستراتيجي

الكاتب: ابراهيم ابراش

كان الخطأ الاستراتيجي، إن لم يكن الغباء الاستراتيجي أو أشياء أخرى، لحركة حماس ومن سار على دربها من الفصائل عندما اعتمدت استراتيجية الصواريخ والأنفاق لمقاومة العدو كرد على نهج السلام والمقاومة السلمية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصرت على هذه الاستراتيجية الغبية حتى بعد تحولها لسلطة في قطاع غزة، محاصرة والعدو يتحكم بكل ما يدخل القطاع من مواد وأغذية ودواء حتى رواتب موظفي حماس كان جزء منها يأتي من قطر بتنسيق إسرائيلي.
ووصل هذا الغباء الاستراتيجي إلى درجة مهاجمة مستوطنات ومواقع عسكرية للعدو وجلب مئات الأسرى من عسكريين ومدنيين حتى النساء والأطفال والشيوخ الى داخل القطاع، الى الأنفاق والبيوت السكنية، للمساومة عليهم في قضايا كبرى كتحرير فلسطين ووقف الاعتداءات في القدس ووقف الاستيطان وتبييض السجون، وانتهى بها الأمر إلى أن تتفاوض عليهم مقابل ضمان بقاءها في السلطة في غزة حتى مع وجود الاحتلال وبدون وقف الحرب!
ومع ذلك وبالرغم من كل الخراب والدمار الذي ألحقه غباؤها بالقطاع من دمار وموت وانكشاف مخططات العدو التي تتجاوز تحرير أسراه استمرت في اطلاق الصواريخ من شرق رفح وقرب محور فيلادلفي وشرق خانيونس وشمال القطاع ومن شرق مخيم البريج وكلها مناطق تقع ضمن مخطط العدو لتدميرها تمهيداً لضمها أو جعلها ضمن مناطق  الشريط الأمني الذي يخطط له، مما منح العدو مزيداً من الحجج والمبررات لمواصلة سياسة التدمير والتهجير بحجة الدفاع عن النفس.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك 
فما زال إعلامها وناطقوها الرسميون يتحدثون باسم حكومة غزة ووزارة داخلية غزة ووزارة اقتصاد غزة ووزارة صحة غزة الخ بينما لا يوجد أي مبنى كمقر حكومي بل يصرحون بذلك وهم وسط المواطنين في الخيام مما يعرضهم ويعرض المواطنين للاستهداف من طائرات العدو.
كما ما زالت تصر وتراهن على أن تستمر في المشهد السياسي وفي السلطة بعد وقف إطلاق النار وما دعمها للجنة الإسناد المجتمعي إلا محاولة منها للاستمرار بغطاء هذه اللجنة دون اهتمام بعشرات الشهداء الذين يسقطون كل يوم ثمناً لعنادها وإصرارها أن تبقى في السلطة والحكم. فكيف ستتم إعادة إعمار قطاع غزة في ظل استمرار حركة حماس في المشهد السياسي وهي المتهمة من عديد الدول بأنها إرهابية وخصوصاً الدول التي يتم المراهنة عليها لتمويل مشاريع الإعمار؟ وكيف ستتعامل مع أهالي القطاع وهي تعرف حالة الغضب الشديد عليها من غالبية الشعب بسبب مسؤوليتها غير المباشرة عن دمار بيوتهم وقتل أبنائهم نتيجة مغامرتها في 7 أكتوبر؟  وكيف ستحكم وبينها وبين كل عائلة في القطاع ثأراً أو على الأقل انعدام ثقة؟ 

 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...