الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:13 AM
الظهر 11:45 AM
العصر 2:31 PM
المغرب 4:55 PM
العشاء 6:15 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

عودة ترامب: بداية فصل جديد من المواجهة الشاملة مع الصين

مع عودته إلى البيت الأبيض، يضع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الصين في صدارة أولوياته في السياسة الخارجية، باعتبارها المنافس الأبرز للهيمنة الأمريكية. ترامب، المعروف بعدائه العلني لبكين، اعتمد في ولايته الأولى على فرض رسوم جمركية باهظة، وحظر شركات كبرى مثل “هواوي”، وعرقلة التمدد الصيني الاقتصادي.

ومع تسلمه مهامه قريبًا، تتزايد التوقعات بأنه سيعيد تصعيد المواجهة مع الصين، مستغلاً كافة القضايا الممكنة، بما فيها حقوق الإنسان، شينجيانغ، هونغ كونغ، وتايوان، إلى جانب علاقة الصين و روسيا و دورها في الحرب الأوكرانية.
الصين وروسيا: تحالف يزعج واشنطن

أحد أبرز الملفات التي تزيد التوتر بين الصين والولايات المتحدة هو اتهام واشنطن لبكين بدعم موسكو في حربها مع أوكرانيا. منذ اندلاع النزاع، امريكا و الغرب انزعجت من الصين التي كما يتهموها اظهرت موقفًا داعمًا لروسيا، سياسيًا واقتصاديًا، معتبرة ذلك جزءًا من شراكة استراتيجية طويلة الأمد.

هذا الدعم أثار حفيظة واشنطن وحلفائها، الذين يرون في التحالف الصيني-الروسي تحديًا مزدوجًا للغرب. ترامب، المعروف بتوجهاته الحادة، قد يتخذ خطوات أكثر صرامة ضد الصين، من خلال زيادة الضغط الاقتصادي أو استهداف علاقاتها مع روسيا.

الشرق الأوسط: صراع السيطرة على النفط والموارد الطبيعية
تاريخيًا، أدركت الإدارات الأمريكية أهمية منطقة الشرق الأوسط كأحد مفاتيح السيطرة العالمية، بسبب احتياطياتها الضخمة من النفط والغاز، وكونها نقطة وصل بين القارات الثلاث. في فترة ولاية ترامب الأولى، شدد على أهمية تعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة لضمان استمرار السيطرة على مواردها الطبيعية.

عودة ترامب قد تعني تكثيف هذه السياسة، حيث من المتوقع أن يستمر في استخدام القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية للسيطرة على الشرق الأوسط، بهدف ضمان تدفق الموارد الحيوية بأسعار تناسب المصالح الأمريكية. علاوة على ذلك، فإن هذه الاستراتيجية تهدف إلى حرمان الصين وروسيا من الوصول المستقر إلى هذه الموارد، وهو ما يشكل عنصرًا أساسيًا في التنافس بين القوى الكبرى.

شينجيانغ: احد ادوات الغرب لزعزعة استقرار الصين

تعد شينجيانغ منطقة استراتيجية للصين، ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي كبوابة لطريق الحرير الجديد، بل أيضًا لدورها الرئيسي في مشروع “الحزام والطريق”، الذي يربط الصين بأكثر من 140 دولة.

لذلك، أصبحت المنطقة هدفًا مباشرًا للغرب، الذي يسعى لاستغلال قضاياها الداخلية كأداة لزعزعة استقرار الصين وعرقلة صعودها العالمي و من خلال زياراتي المتكررة للصين، رأيت عن قرب أن المسلمين الإيغور، الذين يشكلون حوالي 46% من سكان شينجيانغ، يتمتعون بحرية العبادة والتعليم الديني، مع وجود أكثر من 25,000 مسجد في المنطقة ، و ما يقال من الغرب و أمريكا حول معاملة الإيجور ادعاء باطل.

لكن الدعوات الانفصالية المدعومة من بعض الجهات الغربية و امريكا تسعى لإثارة الاضطرابات، مستغلة قضايا حقوق الإنسان كذريعة للتدخل في شؤون الصين الداخلية الهدف الحقيقي وراء هذه التحركات ليس إنصاف الأقليات، بل ضرب استقرار الصين من الداخل، خاصة وأن شينجيانغ تمثل نقطة ارتكاز لمشروع “الحزام والطريق”.

الصين، رغم كل الضغوط، تعتمد استراتيجيات مرنة للحفاظ على استقرار شينجيانغ، مستفيدة من التزام كافة القوميات فيها بوحدة البلاد ومصالحها الوطنية.

مبادرة الحزام والطريق: أساس المواجهة العالمية

الاقتصاد الصاعد للصين و المشروع الصيني الطموح “الحزام والطريق” يُعد من أبرز الأسباب التي تدفع واشنطن وحلفاءها لمحاولة زعزعة استقرار الصين. هذه المبادرة، التي تربط آسيا وإفريقيا وأوروبا بشبكة من الممرات الاقتصادية، تمثل تحديًا مباشرًا للهيمنة الأمريكية و الغربية.

و في ضوء ذلك فإن منطقة شينجيانغ، باعتبارها نقطة ارتكاز المشروع، أصبحت محط أنظار الغرب، الذي يسعى لإثارة الاضطرابات فيها بهدف عرقلة المشروع وضرب مكانة الصين العالمية و وقّف تقدمها.
في مواجهة هذا التحدي الصيني، بدأت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والهند بتنفيذ مشروع مشترك يُعرف بـ مشروع الممر الاقتصادي UUII (الاتصال البري والبحري بين آسيا وأوروبا)، الذي يُعتبر محاولة لإنشاء طريق بديل للحزام والطريق.

أهداف مشروع UUII

    1.    تقليل الاعتماد على الصين: يهدف المشروع إلى تقديم بدائل للدول التي تعتمد على البنية التحتية والمبادرات الاقتصادية الصينية.
    2.    تعزيز التحالفات الجيوسياسية: يتماشى المشروع مع استراتيجية أمريكا وحلفائها لاحتواء النفوذ الصيني والحد من قدرته على الهيمنة الاقتصادية.
    3.    ربط الأسواق الآسيوية والأوروبية: المشروع يعزز التجارة بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مع تحويل مسارات التجارة العالمية بعيدًا عن السيطرة الصينية.

تحديات المشروع وتأثيره على الحزام والطريق

رغم الدعم الكبير، يواجه مشروع UUII تحديات كبيرة، أبرزها:
    •    التكلفة العالية: بناء البنية التحتية اللازمة قد يستغرق سنوات طويلة مع تمويل ضخم.
    •    المنافسة الصينية: الصين تمتلك تفوقًا واضحًا من حيث البنية التحتية الجاهزة وشبكات التجارة الممتدة.
    •    التوترات الجيوسياسية: المشهد في الشرق الأوسط وآسيا قد يُعيق تنفيذ المشروع بسبب النزاعات القائمة.

رغم صعودها كقوة عالمية، ما زالت الصين تتبنى سياسة الحياد في كثير من الملفات الدولية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى أوروبا. الصين تفضل لعب دور الشريك التجاري والاقتصادي بدلاً من الانخراط المباشر في النزاعات السياسية أو العسكرية.

لكن من المؤكد ان غياب الصين عن الساحة الجيوسياسية في هذه المناطق يمنح الولايات المتحدة فرصة أكبر لتعزيز سيطرتها، مما يضعف نفوذ الصين اقتصاديًا وسياسيًا. استمرار هذا النهج الحيادي سيؤدي إلى تمكين واشنطن من السيطرة على كافة الأوراق، مما سيعطيها قوة أكبر لإضعاف المارد الصيني على المدى الطويل.

الصين قد تضطر قريبًا إلى مراجعة سياستها، حيث إن التحديات العالمية الجديدة تتطلب مواقف أكثر حزمًا، خاصة في المناطق الحيوية مثل الشرق الأوسط وأفريقيا، لضمان الحفاظ على مكانتها كقوة عالمية في مواجهة الهيمنة الأمريكية.

مع تصاعد التوترات، تبدو المواجهة بين الصين وأمريكا مرشحة للتصعيد أكثر مع عودة ترامب. لكن الصين، التي تعتمد على استراتيجياتها المستقرة والمبادرات التنموية، تظل قادرة على مواجهة التحديات، معززة مكانتها كقوة عالمية تصنع التغيير الإيجابي بعيدًا عن منطق الهيمنة الذي تروج له واشنطن.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...