الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:13 AM
الظهر 11:45 AM
العصر 2:31 PM
المغرب 4:55 PM
العشاء 6:15 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

غزة في مواجهة التحديات الإنسانيةوالسياسية

الكاتب: اياد ابو روك

في لحظات الألم عندما تتساقط دماء الأبرياء على أرض غزة، يواجه الإنسان الفلسطيني سواء في الشتات او الداخل المحتل تحديات قد يصعب على الكلمات وصفها. في كل زاوية من أرض غزة والضفة الفلسطينية حيث تُمحى الحدود بين الحياة والموت وبين الأمل واليأس فيارض المهجر نجد أنفسنا نشعر بالعجز أمام معاناة شعبنا. هناك حيث التهجير والإبادةحيث الأطفال والنساء هم أول الضحايا يزداد السؤال صعوبة كيف يمكن أن يتعامل الإنسان مع هذه الوحشية؟ كيف يمكن للعقل أن يستوعب هذا الحجم من العنف وكيف للقلب أن يتحمل هذا الوجع المستمر؟إننا نعيشفي قلب المعاناة رغم وجع البعاد نسمع صرخات الأطفال نرى دموع الأمهات عبر شاشات التلفاز ونشاهد الأطلال التي كانت يوما مأوى لعائلاتنا. في غزة لا يتوقف القصف ولاتنتهي الحروب ولا تخمد النيران التي تلتهم الأرواح. كلما حاولنا الهروب من هذه المعاناة نجد أن الجروح تلاحقنا أينما ذهبنا. لكن من هناك من قلب هذه الكارثةينبثق سؤال إنساني عميق.. كيف يمكن للعالم أن يقف صامتا أمام هذه المأساة؟إن الألم الفلسطيني ليس مجرد ألم جغرافي بل هو ألم إنساني عالمي. فكلما رأينا صور الشهداءوكلما سمعنا عن المجازر التي يتعرض لها شعبنا يثور في داخلنا شعور بالظلم المؤلم ويشعر الإنسان فينا بأن الإنسانية نفسها قد تآكلت في ظل هذهالصراعات. نعلم تماما نوايا المحتل المتوحش الذي يقتل، يدمر ويشرد وهو يواصل مخططاته القاتلة دون أن يرف له جفن. لكن في عمق هذه المعاناة، وفي قلب تلك الصور المأساوية يبقى السؤال الأهم أين نحن كفلسطينيين؟ أين وحدتنا؟ وأين دورنا في مواجهة هذا التحدي؟من منظور محلي نجد أنفسنا في مواجهة عميقة مع حقيقة أن قضيتنا لا تتعلق فقط بالاحتلال، بل بنزاع داخلي دائم يعصف بنا. إن صراعنا مع أنفسنا مع توجهاتنا السياسية ومع تشرذمنا الذي يجعل من قضيتنا قضية غير موحدة مما يضعف من قوتنا أمام العالم. وفي هذا السياق نجدأنفسنا في موقف يصعب تحمله فكلما اشتدت مآسينا يزداد الجرح عمقا وعندما  نتذكر الانقسام والمصالح الخارجية التي تلاعبت بقضينا لتحقيق أجندات معينة نشعر بصدمة .قد يخطئ البعض حين يظن أن انتقاد حركة حماس أو أي طرف سياسي آخر يعني الكراهية أو التفرقة.لكن في واقعنا المؤلم نجد أن هذه الانتقادات ليست ناتجة عن خلاف شخصي أو رغبة في التفرقة بل هي دعوة لتعديل المسار للتعلم من تجارب الماضي وتجنب الأخطاء التي أدتإلى فقدان المزيد من الأرواح. نحن ننتقد لأننا نحترم رغبه شعبنا في ان يعيش بكرامةلأننا لا نريد لهذه المعاناة أن تستمر ولأننا نبحث عن سبيل للسلام والإنصاف وسط هذه الخلافات .وفي هذاالسياق يتوجب علينا جميعا أن نتجاوز الأيديولوجيات السياسية الضيقة التي تعيق تقدمنا كأمة وأن نتحد على هدف واحد: حماية الأبرياء من الموت والتمسك بحقنا فيالحياة. إن التاريخ يعلمنا أنه لا يمكن للإنسان أن يحقق السلام الداخلي إذا كان يعيش في حالة من النزاع المستمر. لذلك، يجب أن نضع خلافاتنا جانبا وأن نركز على المصلحة العليا لشعبنا لأن الوحدة هي السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق.لا يمكنناأن نغفل عن أن معاناتنا في غزة ليست معاناة محلية فحسب بل هي قضية تهم كل العالم.إن المجازر التي تحدث، والتشريد الذي يعانيه أطفالنا حتما سوف يحرك الضميرالإنساني في كل مكان. إذا كان العالم قد ظل صامتا لفترة طويلة فإنه لم يعد بإمكانه الاستمرار في التفرج على الوحشية الصهيونية إلى فترة طويلة إننا بحاجةماسة إلى أن نتحد ليس فقط كفلسطينيين بل كبشر. يجب أن نضع قضيتنا في قلب العالم وأن نحرص على أن نروي روايتنا كما هي بكل تفاصيلها وأبعادها الإنسانية. نحن بحاجةإلى أن نكون صوتا للعدالة وأن نضع أنفسنا في مواجهة الحقيقة وأن نثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني ليس مجرد ضحية بل هو شعب حي صاحب إرادة لا تنكسر وسيبقى رغم كل هذه الآلام باحثا عن الحق والصمود في وجه الظلم والاستبداد الصهيوني لم يستطيع المحتل النازي بقدراته العسكرية والتكنولوجية ان يدمر قدرات اهل غزة وشعبها في التحمل على الشدائد ونحن كفلسطينيين نبقي كباقي شعوب الأرض التي عانت من ويلات الاحتلال والتاريخ يعلمنا أن كثيرًا من الشعوب التي عاشت تحت وطأة الاحتلال والدمار قد انتصرت في النهاية على الظلم والاستبداد. فها هي شعوب مثل الشعب الهندي تحت قيادة المهاتما غاندي قد خاضت صراعًا طويلًا ضدالاستعمار البريطاني، بمقاومة سلمية وإيمان قوي بالعدالة تمكنت من استعادة حريتهاواستقلالها. وكذلك الشعب الجنوب إفريقي الذي خاض نضالًا طويلًا ضد نظام الأبارتهايد العنصري بقيادة نيلسون مانديلا فقد استطاع، بعد سنوات من السجون والمقاومة أن يحقق انتصارًا على ظلم النظام العنصري. هذه الشعوب التي واجهت نفس الألم والدمار الذي نعيشه اليوم أثبتت أن الإرادة الشعبية لا تموت.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...