يا حماس بلغت القلوب الحناجر
الكاتب: جودت الخضري
بعد أربعمائة وخمسين يوما من تاريخ 07/10/2023، اليوم الذي نحتاج إلى مجلدات للكتابة عنه وعن أثره في مسيرة الشعب الفلسطيني وكيف تم اضمحلال أهداف هذا اليوم الذي يصعب وصفه وكيف أهداف هذا اليوم بدأت بشعار نغزوهم ولا يغزونا وكيف معركة التحرير بدأت وكيف تبيض السجون سيكون أساسيا في حصد نتائج 07/10/2023.
من أخذ قرار 07/10/2023 سيحاسبه التاريخ أشد حساب على ما فعل بغزة وأهلها وكيف أعطى المبرر لتدمير غزة وتشريد أهلها في سابقة لم تحدث منذ عشرات السنين على مستوى العالم، وكيف أن المكابرة والعناد والتمسك بشعارات ما أنزل الله بها من سلطان أعطت المبرر لكل أنواع القتل والذبح والتدمير.
مع العلم أنه كان يمكن تدارك كل هذه المآسي لو كان صاحب القرار واقعياً في تفكيره وفي رؤيته للواقع الأليم. فإسرائيل أعلنت منذ اليوم الأول للحرب نيتها بصراحة من خلال رئيس وزراءها ووزير دفاعها عن نيتها في تهجير أهل غزة وتدميرها وحصارها وقطع عنها الوقود والماء والكهرباء والغذاء ومع ذلك بقيت المراهنة على وحدة الساحات والاعجاب المزور بتحليلات عسكرية لا تمت لأرض الواقع بشيء، وكيف أن العناد وعدم الاهتمام بالشعب كان له أولوية على مراجعة الحسابات ومعرفة الى أين تتجه الأمور.
الآن ونحن نودع عام النكبات وانكشاف المستور فلا وحدة ساحات فعلت فعلها ولا صواريخ وأنفاق غزة غيرت أي شيء في المعركة سوى الدمار والخراب في غزة. وكيف اغتيال القادة كان أسهل من البحث عن شربة ماء في غزة.
على قيادة حماس أن تمتلك الشجاعة وتعترف بحقائق الأمور بدون تورية أن غزة تم تدميرها وتم اذلال أهلها بسبب ليس لها علاقة به سوى مغامرة من أشخاص كانوا يمتلكوا زمام المبادرة وصنع القرار بتحويل غزة الى جحيم وأن أقل كلمة ممكن أن توصف بها حالته هو هزيمة نكراء لتلك المغامرة وعلى حماس الاعتراف بالهزيمة. وأن المهزوم لا يضع شروط للتفاوض وأن نتقبل ما سيخفيه لنا القدر.
على حماس الإعلان صراحة وبدون مواربة انه لم يعد لها مكان في تقرير مستقبل غزة او التفكير بحكمه من قريب أو بعيد وان غزة آن لها أن تستريح وأن ما قدمته من دماء يكفيها لعشرات السنين عند التحدث عن المقاومة. فكفى غزة ما قدمته. وأن من لم يستطع صون كرامة وعزة المواطن في غزة عليه أن يتحلى بالشجاعة للاعتراف بما اقترفت يداه وأن ينهى مشكلة الرهائن ذريعة إسرائيل التي تستخدمها لقتلنا وابادتنا فوراً.
فغزة يجب ان تتمتع بإدارة مخلصة ونزيهة تكون مصلحتها إعادة غزة الى حياتها الطبيعية وعلى حماس وكل التنظيمات الموالية لها أن تعترف أنه لم يعد لها من محب أو مؤيد في غزة وأنهم أصبحوا هم وشعاراتهم من الماضي بالنسبة لغزة.