متطلبات اليوم التالي للحرب: القطاع الصحي
الكاتب: رائد عبد الفتاح مهنا
بعد انتهاء الحرب الغاشمة على قطاع غزة ، سوف تواجه الحكومة الفلسطينية مهمة استعادة النظام الصحي الفلسطيني وتحسين جودة الرعاية الصحية وستكون الحاجة ملحة لتحسين الرعاية الصحية وزيادة عدد أسرة المستشفيات وزيادة الأجهزة الطبية والاجهزة المساندة وتوفير الأدوية من أجل الرعاية الطبية للمعاقين والمصابين، وخلال العمليات العسكرية على قطاع غزة تم اللجوء إلى المنشآت الصحية لتصبح أماكن إيواء للنازحين.
لذلك الأولوية في السياسة الاجتماعية للحكومة الفلسطينية ستمتد لسنوات ما بعد الحرب من خلال وضع خطة لإعادة إعمار البنية التحتية للقطاع الصحي المدمر وستكون الأهداف الرئيسية هي الحاجة إلى تحسين الرعاية الطبية وإكمال النقص الحاد في عدد الأطباء مقارنة بعدد السكان ، وكله يقع علي عاتق الحكومة الفلسطينية في ترميم أو إعادة بناء المستشفيات وتوفير الرعاية الطبية للمعاقين بالإضافة إلى بناء مباني جديدة وبناء البنية التحتية لأنظمة الكهرباء والصرف الصحي والمياه ، وسوف يكون العمل على استعادة صحة السكان بعد الحرب والذين يعانون من سوء التغذية وظروف السكن السيئة ونظام العمل المرهق . وسيكون الهدف هو توفير الرعاية الصحية باعلى جودة للسكان وذلك بزيادة التمويل للقطاع الصحي لتلبية احتياجات السكان المتزايدة من الموارد الجديدة بزيادة العاملين في القطاع الصحي من أطباء والذي كان القطاع الصحي اصلا يعاني من نقص في عدد الأطباء والممارسيين الطبيين مقارنة بعدد السكان و زيادة تكلفة الأجهزة والمعدات الطبية والأجهزة العلاجية والتشخيصية من تمريض ومهندسين وكوادر ادارية من كافة التخصصات ، علماً بأن الحرب غيرت أنماط الأمراض بين الناس وذلك بسبب النقص الحاد في المياة النظيفة وتدمير البنية الصحية للصرف الصحي مما يتطلب بناء نظام صحي يتماشى مع التغيرات التي حدثت وتحدث فترة ما بعد الحرب . وستكون من الأولويات والاحتياجات العاجلة التي يجب الأخذ بعين الاعتبار توفير خدمات طوارئ و الرعاية الأولية وعلاج المصابين وإعادة بناء البينية التحتية الأساسية للقطاع الصحي والصرف الصحي والمياه وشبكات الكهرباء وشبكة الغازات الطبية والخطة المطلوبة بوضع تصاميم حديثة للمنشآت الصحية وفق المعابرالهندسية التصميمية للمستشفيات والمنشآت الصحية مع الأخذ بالاعتبار معايير السلامه والعمل علي تطوير الكوادر البشرية أي بمعني تدريب وتأهيل الكوادر الطبية والمهندسين الطبين والاداريين لضمان تقديم خدمات طبية عالية الجودة و تحديد مصادر الموارد المالية اللازمة وضمان وأداره هذة الموارد بكفاءة كما ذكرنا سابقاً في مقالة عن الشراكه بين القطاع العام والخاص التي تساهم في تحسين تقديم الخدمات الصحية وتعزيز جودة وكفاءة النظم الطبية وتعتمد الشراكه علي التعاون بينهم لتحقيق أهداف صحية وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة ومع استخدام تقنيات جديدة وخبرات القطاع الخاص يؤدي إلى تحسين جودة الخدمة الطبية المقدمة وأيضا ادخال وتوفير الأجهزة الطبية سواء الأجهزة التشخيصة والعلاجية وأيضا مع الاخذ بالاعتبار حتي بعد انتهاء الحرب الشاملة علي قطاع غزة ان يكون هناك عراقيل قيود من قبل قوات الاحتلال علي دخول المواد للبناء والمعدات الطبية وبالنظر الي التركيز علي بناء صحي مستدام ومراعاه ان تكون الخطة قابله للتكيف مع الظروف المتغيرة وتحديثها بشكل مستمر لضمان فعالية التخطيط ليمتد مستقبلاً اضافة لللتصميمات الخاصة بتوزيع الأعباء مستقبلا علي نظام المشرو.
لفترة زمنية يتفق عليها قد تكون من 20_30 سنة مثلاً برنامج أسرة المستشفيات لسد احتياجات المجتمع مستقبلا وايضاً الفرق بين عدد الأسرة الناتجة عن عملية الإحصاء والأسرة الجديدة والمستقبلية وحسب التصنيف الدولي للمستشفيات حتى 50 سرير يعد أصغر من مستشفي، من 50- 150 سريراً يعد مستشفى صغيراً، من 150-600 سريراً يعد مستشفى عادياً أو متوسطاً، من 600 – 1000 سريرا يعد مستشفى.
ختاماً: ستكون مرحلة انتهاء الحرب بداية لمرحلة مليئة بالتحديات والامال لعلها تطوي هذه الصفحة السوداء من الحرب وإلى غير رجعة والمطلوب منا جميعاً العمل والبناء في كل القطاعات بشكل جماعي وادرك تماماً أن شعبنا الفلسطيني سوف يتجاوز هذه المرحلة العصيبة وتجاوز اثار الحرب وبناء قطاع صحي أفضل لابنائنا.