الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:12 AM
الظهر 11:43 AM
العصر 2:28 PM
المغرب 4:52 PM
العشاء 6:13 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"البندقية غير المسيّسة قاطعة طريق"

الكاتب: بكر أبوبكر

 أن خطأ الحسابات، وسوء إدارة المعركة، وعدم القدرة على رؤية المتغيرات الداهمة حيث حرب المستضعَف، بلا حائط إسناد، ضد آلة الحرب الصهيو-أمريكية، وفساد التحالفات رغم طهورية الهدف أولًأ 
إضافة الى لعنة الإعلام التضليلي وعلى رأسه قناة الفتنة الشهيرة و"محور الممانعة"، وجمهور القطيع (همج رعاع بقلم علي بن أبي طالب رض) الذي لا يمانع بدمار الأرض والشعب الفلسطيني حيث التهييج والتحشيد والتجييش ثانيًا.
إضافة لطبيعة الفهم القاصر وهو الفهم الأيديولوجي والاسلاموي الاقصائي في المفارقة بين الحق المطلق مقابل الباطل، أو المسلم ومقابله الكافر أي أنتم كلكم!  وبين المقاوم حيث أنا فقط والمساوم او العميل حيث ما غيري! حيث نحن فقط! ثالثًا
هذه العوامل الرئيسة من الواضح أنها قد أعطت مفاعيلها الخطرة في تحويل القضية من تحرير فلسطين أو المسجد الأقصى الى الحفاظ على ذات الفصيل أو التنظيم الإلهي الثوري حصريًا؟! وهو الذي يؤمن بما سبق بمعنى أن الاستبدال تم لديه ميدانيًا ونفسيًا ما بين الحفاظ على الأرض والوطن والثبات والصمود، أو الحفاظ على الشعب وخدمته الى استغلال كل مكونات المجتمع والجماهير لخدمة أغراض الفصيل أو قادته فقط، أي ليذهب الجميع للجحيم فداءً لي!.
النتيجة مما سبق كانت دمارًا على فلسطين ولبنان وسوريا، ولربما يطال ذلك دول أخرى بالمحيط مما أفرزته المقتلة والإبادة الجماعية والمذابح في فلسطين من بوابة قطاع غزة، ثم تحطيم الضفة لأشلاء وممارسة الحقد العنصري وليس الفصل العنصري فقط والقتل ضده. وليرسّم الصهيوني سلطانًا بلا منازع على المنطقة.
نقص الوعي والتدهور الأيديولوجي ركب عقول الفصيل فامتهن تخوين وتكفير الآخرين وتنزيه الذات مما هو مخالف لكل المعايير الدينية من جهة، والثورية الكفاحية من جهة أخرى وهذه الثورية الكفاحية هي التي تفهم كل أشكال النضال جنبًا الى جنب وتفهم المراحل وتفهم منطق الجولات واستراحة المحارب كما تفهم قيمة وحدة القرار والشعب.
في غزة انتهت المدنيّة وساد الموت ودُمرت البلاد وقتل العباد أو شتتوا أو تحولوا لمعاقين، اوفاقدين عقولهم من هول مشاهد المذبحة والإبادة الصهيونية الفاشية، وفي الضفة يعاني الجميع من جريمة الاحتلال التي لا تتوقف لسلب الأرض والشعب ولكنه بالمقابل أيضًا يعاني مما كان نقصٌ بالوعي والتقدير ضخمٌ لاحظناه في سوء إدارة المعركة بمواجهة العدوان في قطاع غزة وإمعانًا لا مثيل له باستبدال الشعب بالفصيل فكل الشعب فداء لهذا الفصيل!؟ ورأينا عبث الفصيل ذاته بساحة الضفة من خلال فئة زُيّن لها أن امتلاك سلاح واطلاق النار على الجميع! بلا هدف ولا سياسة وبلا فهم ولا تقدير!؟ هو حقيقة المقاومة. 
وبالتالي سقطت هذه الفئة الثالثة في مربع عمى الهدف، ويكتاتورية البندقية العمياء، والجهالة السياسية، بينما البصير هو الذي يفهم أن الإسرائيلي المحتل فقط هو الهدف، وخطواته محسوبة وموزونة. 
الفدائي هو الذي يحمي شعبه وأهله أولًا كما أرضه، ويفهم أن قرار المقاومة والنضال بأي شكل إن لم يمتلك مقوماته الثلاثة فسيرتد الى نحر الشعب حيث شعار المقاومة والثورة الأصيل "أن البندقية غير المسيسة قاطعة طريق". ومن هنا فإن الوعي والفكر والبرنامج السياسي يعدّ أول مقومات بناء المناضل (بكافة أشكال النضال)، ويلي ذلك وحدة الهدف ووحدة القرار ووحدة البندقية، وتعدد وسائل الكفاح، ثم يليها ثالثًا ألا توجه البندقية قط ومهما كانت تجاه الشعب أومؤسسات الوطن مهما كان حجم التهييج والتضليل والتجييش الفضائي لقنوات الفتنة الصهيو-أمريكية، والفصائلي الذي يقدس الفصيل على حساب الشعب! لأنه بذلك يتم استبدال طهورية البندقية المسيسة لترتد الى نحر الشعب.
نعم أخطأت حركة فتح كما أخطأت الفصائل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بالتعامل مع الشباب ومتطلباتهم ومفاهيمهم، ونقص وعيهم، وبالتالي انعكس ذلك على النظرة للمنظمة وللأجهزة الأمنية الفلسطينية عوضًا عن التحريض الأبدي من فصائل الإقصاء وقناة الفتنة العمياء عليها. فإن لم تلتقط هذه الفصائل اللحظة وتمتن علاقاتها مع شبابها وكوادرها وتفهمهم وتتفاهم معهم بوحدوية خطاب سياسي، فإن مستنقع الدم قد يكبر في ظل الدس الصهيوني، وفي ظل "مدرسة الفسطاطين/المعسكرين" داخل ذات الشعب وداخل وعي الشباب، وهي المدرسة التي أنجزت الانقلاب في غزة عام 2007، بكفاءة! إنها مدرسة الفهم المفارق بين الحق والباطل، أوأنا مقابل أنتم.
 إن ما يحصل في جنين وطولكرم وأماكن أخرى بالضفة الفلسطينية من وجود شباب ثائر طهوري القبضة، يخوض صراعه الداخلي بين الواجب والنتائج المدمرة والمطلوب الوطني والممكن البشري، مع وعي جنيني، مقابل بعض المرتبطين بمحاور خارجية يجعل الفرز فيهم صعبًا جدًا، خاصة وانتشار مظاهر الفلتان العجيبة التي ترتد فيها البندقية لنحر الشعب (كما حصل في نهاية الانتفاضة الثانية كمثال)، ومن هنا فإن عملية إعادة ضبط الموازين-حتى في ظل الاحتلال الساعي بقوة للفتنة والاقتتال الداخلي-تصبح عملية هامة، وإن كنا نرى ضرورة ارتباطها بحوار سياسي ومجتمعي ونقابي مع كافة الشرائح في فلسطين، والتي لولاها لما تمكنت مثل تلك الأطراف خارج الوعي الفلسطيني من النمو والتناسل. 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...