لم تكن حماس يوما حركة تحرر وطني
الكاتب: ابراهيم ابراش
لا أعرف كيف انخدع بعض الشعب الفلسطيني ونخبه حتى في المستويات القيادية العليا بحركة حماس وصدقوا أنها حركة مقاومة هدفها تحرير فلسطين؟!
كيف تكون كذلك وهي فرع لجماعة الإخوان المسلمين التي صنعها الغرب لضرب فكرة العروبة ومناهضة الحركات والأنظمة التقدمية والتحررية،
وهي لا تنكر أن ولاءها للإخوان المسلمين؟
وكيف يثقون بها وهي تُعلن أنها جزء من محور المقاومة الإيراني الشيعي الفارسي، وموقف إيران معروف تاريخياً بمعاداة العرب وبانت مواقفها في نشر الفتنة الطائفية وتدمير أربعة دول عربية ثم تخلت عن غزة وتركتها لمصيرها المحتوم ؟
وكيف تكون حماس حركة تحررية تهدف للقضاء على إسرائيل بينما حليفتها تركيا العضو في حلف الأطلسي والتي تربطها علاقات استراتيجية مع العدو لم تزعزعها حتى حرب الإبادة والتطهير العرقي الممتدة لأكثر من ١٤ شهرا؟
وكيف تكون حركة مقاومة معادية لإسرائيل وأمريكا ،ومقر قادتها ومن يتبناها وينشر فكرها ويضخم دورها ،دولة قطر التي بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية،وقناة الجزيرة التي يشارك في رأسمالها اسرائيليون, ومكلفة بخلق الفتنة والفوضى في العالم العربي؟
وكيف تكون حركة مقاومة وجهاد وقد عملت على إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية وطرحت نفسها بديلا عنها في وقت كانت المنظمة العدو الرئيس لإسرائيل وتسعى للقضاء عليها، كما شاركت العدو في صناعة الانقسام وأدت سيطرتها على غزة إلى حصار القطاع وخمسة مواجهات عسكرية آخرها الحرب الراهنة،كل ذلك حتى تبقى في السلطة فيما تبقى من قطاع غزة حتى في ظل الاحتلال ؟ عندما تكون هذه محصلة (مقاومتها وجهادها) وعندما يكون حلفاؤها هؤلاء ،لا يمكنها أن تكون حركة تحرر وطني معادية لإسرائيل وأمريكا والغرب.