تكشّفت على أقبح وجه…
الكاتب: محمود ابو الهيجا
لم يعد بالإمكان تجاوز هذه الحقيقة، بنسبيتها المطلقة، تخطت فضائية الفتنة والخديعة والضلال المبين في سياق تحريضها على الوطنية الفلسطينية، وسلطتها الشرعية، تخطت حدود التعقل والتبصر المهني والموضوعي والأخلاقي معا، ولم يعد لسانها غير لسان الكذب والادعاء والتلفيق والتزوير عديم التقوى، تكشفت هذه الفضائية، مجرد منصة ترويجية لمشروع الأخونة، والدعوشة في الساحة الفلسطينية، وهذا ما يخدم في المحصلة الاحتلال الإسرائيلي، ومخططاته التوسعية الاستيطانية الساعية لإجهاض المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الدولة المستقلة، بوحدتها الجغرافية، من رفح حتى جنين، بعاصمتها القدس الشرقية.
ما من صوت مناهض للوطنية الفلسطينية وسلطتها الشرعية إلا وجاءت به على شاشتها، والخارجين عن القانون في مخيم جنين صورتهم، وتصورهم رجال مقاومة (…!!!) واستضافت بعض طلقاء الماركسية، ومحبي التمويل الحرام، ليتحدثوا عنهم بهذه الصفة، التي لا علاقة لهم بها، لا من قريب ولا من بعيد..!! عدا وضع فقرات من بيانات حمساوية محمومة، على شريط عواجلها الأحمر (…!!!) ضد حملة "حماية وطن" التي بدأتها الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لإنهاء الفلتان الأمني، وإبطال مفخخات الأجندة الخارجية، وأعمال البلطجة التي يواصلها الخارجون عن القانون في مخيم جنين.
تصريحات عدا أنها موتورة، وفاقدة للمصداقية، فإنها مصابة بمرض التناسي الأهوج، فلا تذكر حماس ولا تتذكر بيت الشعر الذي يقول "لا تنه عن خلق وتأتي مثله/ عار عليك إذا فعلت عظيم".
حماس تدين اليوم ودون وجه حق، وبمزاعم وافتراءات منحطة، حملة "حماية وطن" وتنسى ومعها فضائيتها الكريهة، المجزرة التي ارتكبتها في آب عام 2009 ضد مجموعة من المسلحين تحصنوا بمسجد في رفح، وأعلنوا إقامة إمارة إسلامية، هدمت حماس المسجد فوق رؤوسهم، وقتلت 25 منهم، يومها لم نسمع شيئا ضد هذه المذبحة من منصة الترويج الاخونجية، ولم نسمع واحدا من زبائنها دعا حماس لحوار مع المتحصنين في المسجد لتسوية الموقف معهم، كما يدعو بعضهم اليوم بموقف انتهازي واستعراضي، الأجهزة الأمنية لتحاور خارجين عن القانون…!! والحقيقة موقف كهذا لن يصب في المحصلة إلا لصالح مشروع المذبحة الداعشي الذي تريده هذه المجموعة الخارجة عن القانون، لفلسطين ومشروعها التحرري …!!!
في مخيم جنين الأجهزة الأمنية لا تهدم بيوتا فوق رأس الخارجين عن القانون، كما فعلت حماس في رفح، ولا تطلق الرصاص عليهم بغاية القتل، بل بغاية الردع، حتى امتثالهم للقانون، بخلاف رصاص الخوارج الإيراني الذي أودى حتى الآن بحياة ثلاثة من فرسان الأجهزة الأمنية، الذين باتوا في عهدة التاريخ الفلسطيني المشرف، شهداء الواجب الوطني والأخلاقي، وفي عهدة هذا التاريخ، ذاكرة لا تعرف النسيان، وبقدر ما تخلد شجعانها الشهداء، بقدر ما ستظل تلعن القتلة، والمتآمرين والخونة، وداعمينهم بالمال، والكلمة الخبيثة، والشاشات القبيحة، حتى يحين يوم الحساب العسير.
رئيس التحرير