الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:10 AM
الظهر 11:39 AM
العصر 2:23 PM
المغرب 4:48 PM
العشاء 6:08 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

تحديات متشابكة تواجه المشروع الوطني الفلسطيني

الكاتب: فادي أبو بكر

تمر القضية الفلسطينية بمرحلة بالغة الحساسية والتعقيد، حيث تتشابك التحديات الداخلية مع الضغوط الخارجية، مما يشكل تهديداً حقيقياً لمستقبل الشعب الفلسطيني. ففي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الشامل ضد قطاع غزة، ويمضي قدماً في سياسات التوسع الاستيطاني والتهجير القسري، بالإضافة إلى استهداف المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية والقدس، تواجه المخيمات الفلسطينية،التي كانت وما زالت رمزاً للصمود والتحدي، تحديات جديدة ومقلقة. حيث يعاني مخيم جنين من مظاهر سلبية خطيرة كالتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، من قبل بعض الأفراد الذين لا ينكرون ارتباطهم بقوى وأجندات خارجية، سواء إيرانية أو غيرها، وتفخيخهم لأجساد الأطفال والشباب، وتجنيدهم لارتكاب أعمال عنف كالتفجيرات والسيارات المفخخة، مما يهدد استقرار المجتمع الفلسطيني، ويفتح المجال أمام الأجندات الخارجية لاستغلال الوضع وزعزعة الأمن الداخلي الفلسطيني.

إن الوضع الصعب في مخيم جنين يُضاف إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، حيث تواصل وكالة الأونروا مواجهة هجمات إسرائيلية وأمريكية تهدف إلى تقليص خدماتها المقدمة للاجئين وحتى إلغاء دورها نهائياً. ولا تقتصر هذه الهجمات على المساس بحقوق اللاجئين، بل تشكل جزءاً من محاولة أوسع لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل كامل. ما يعني وجوباً أن الدفاع عن الأونروا ليس فقط قضية إنسانية، بل هو معركة سياسية من أجل حماية حق العودة للأجيال الفلسطينية القادمة، وضمان استمرار الأونروا في تقديم خدماتها يُعد تجسيداً لالتزام المجتمع الدولي بحقوق اللاجئين ومسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية.

في الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون الفلسطينيون العديد من التحديات على الأرض، لا يمكن تجاهل معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، الذين يُمثلون رمزاً للإصرار الفلسطيني في النضال ضد الظلم. فهؤلاء الأسرى يعانون من ظروف قاسية، ومن واجبنا الإنساني والوطني الوقوف إلى جانبهم دون تهاون، فهم يعكسون معاناة الشعب الفلسطيني بأسره، ويجسدون الصمود المستمر في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

في هذا السياق، يسعى الاحتلال إلى نشر رسائل تهدف إلى زرع اليأس في نفوس الفلسطينيين، مثل الشعارات التي تحمل رسالة "لا مستقبل في فلسطين". حيث تم تعليق هذه اللافتات مؤخراً على الطرق الرئيسية في الضفة الغربية، كجزء من استراتيجية الاحتلال لإضعاف الروح الوطنية للفلسطينيين وتهديد إرادتهم. ولا تقتصر هذه الرسائل على التأثير النفسي فقط، بل تصبح أكثر خطورة عندما تُنشر بالتزامن مع الأحداث في مخيم جنين. ورغم ذلك، يثبت الفلسطينيون في جنين وفي أماكن أخرى أنهم لن يسمحوا لهذه المحاولات بالتأثير عليهم، وأن تعزيز الوعي الوطني وإعادة بناء الثقة في المستقبل يعدّان أمرين حيويين لمواجهة هذه الحروب النفسية التي يشنها الاحتلال وأعوانهم.

إن تزامن هذه التحديات يعكس أن الصراع الفلسطيني ليس مقتصراً على الأرض فحسب، بل يمتد ليشمل الوعي الوطني والذاكرة الجماعية. وفي هذا السياق، أصبح من الضروري أن يتكاتف الفلسطينيون بكل قواهم لتوحيد الصف الوطني، حيث يعد ذلك الرد الأمثل على محاولات الاحتلال لفرض الاستسلام واليأس، فالوحدة الوطنية ليست فقط وسيلة لتحقيق النصر على الاحتلال، بل هي أيضاً درع لحماية مقدرات الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه في العودة والاستقلال.

تواجه القضية الفلسطينية تحديات جسيمة نتيجة للاحتلال الإسرائيلي الذي يستمر في تنفيذ سياساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، مثل التوسع الاستيطاني وحرب الإبادة المستمرة على غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المستهدفة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، في وقت تعاني فيه المخيمات الفلسطينية من تهديدات أمنية واجتماعية تغذّيها أجندات مشبوهة. وأمام هذه الظروف، تبرز الأولوية الفلسطينية اليوم في الحسم الفعّال والسيطرة على المشهد الراهن في مخيم جنين، مع تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة محاولات الاحتلال وأعوانه لتفتيت الشعب الفلسطيني، بالتوزاي مع دعم الأونروا لحماية حقوق اللاجئين، وإسناد الحركة الوطنية الأسيرة، وتعزيز الوعي الوطني وبناء الثقة في المستقبل كسبيل لمواجهة التحديات القادمة وتحقيق حقوق الفلسطينيين في الحرية والعودة والاستقلال.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...