ظلام الإبادة يخيم على الميلاد
الكاتب: عمر حلمي الغول
يحل عيد الميلاد المجيد للمرة الثانية في ظل الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأميركية على أبناء الشعب العربي الفلسطيني في عموم الوطن، وقطاع غزة خصوصا، ومع تصاعد ظاهرة الفلتان الأمني في محافظات الشمال وتحديدا في مخيم جنين من قبل المجموعات الخارجة على القانون التكفيرية والتخوينية، التي سقط فيها شهيدين حتى اعداد المقال، وبات الظلام الدامس ليخيم على الساحة الفلسطينية، في الوقت الذي يجب ان تتكاتف فيه القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية واتباع الديانات السماوية والمعتقدات الفكرية والفلسفية المختلفة لحماية المشروع الوطني، والكيانية الفلسطينية، وتعزيز الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير في أوساط الشعب، وحماية السلم الأهلي، وقبل ذلك وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، الذي سقط من أبنائه حتى الان ما يزيد عن 45 الفا من الشهداء، وما يفوق 107 الاف من الجرحى غير المفقودين، وخلف دمارا هائلا وغير مسبوق، وما يزيد على 10000 الاف معتقل.
مازال الصهاينة وسادتهم الاميركيون حتى اليوم يصلبون السيد المسيح، الفدائي الفلسطيني الأول في شوارع ومدن ومخيمات ومحافظات قطاع غزة وفي القدس العاصمة أمام وحول كنيسة القيامة، وفي بيت لحم حيث ولد السيد المسيح عليه السلام في كنيسة المهد، وفي جنين ومخيمها البطل ونابلس وطولكرم وقلقيلية والخليل والناصرة في محيط كنيسة البشارة والخليل وسلفيت وطوباس واريحا وحيفا ويافا وشفا عمرو وسخنين وعرابة البطوف ودير حنا وام الفحم وعكا وكفر ياسيف وعسفيا وبئر السبع واللد والرملة ودير الأسد ورام الله والبيرة وبير زيت وجفنا وحيثما وجد فلسطيني عربي، بغض النظر عن جنيه وعمره ولونه ودينه ومذهبه.
نعم يصلب منذ ما يزيد على 14 شهرا بشكل معلن الشعب الفلسطيني بشكل همجي وعنصري وفوق نازي صهيو أميركي لتحقيق خيارهم الوحشي عبر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والامراض والاوبئة والعطش والحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية، ضاربين عرض الحائط يكل القوانين والأعراف والمعاهدات الأممية، لنفي الشعب من ارض وطنه الام فلسطين، وحرمانه من الحرية والاستقلال وتقرير المصير وفقا للقوانين وقرارات الشرعية الدولية والفتوى القضائية لمحكمة العدل الدولية.
لكن الشعب الفلسطيني باق على ارض فلسطين الطاهرة، متشبثا بترابه الوطني، ولن يصعد للسماء، كما صعد رسول السلام والمحبة عيسى عليه السلام، الذي اختاره الله جل جلاله ليكون بجانبه، رغم صعود عشرات الالاف من الشهداء الأطفال والنساء والشيوخ والابرياء من أبناء الشعب، الا ان الغالبية العظمى باقية ما بقيت الأرض الفلسطينية العربية الطيبة، وما بقيت المساجد والكنائس على الأرض، رغم التدمير الهائل لها في قطاع غزة، وستقام الطقوس الدينية احتفاءً بعيد الميلاد المجيد، وبإسراء ومعراج الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم الخليل وكل الأنبياء والرسل.
في عيد الميلاد المجيد للسيد المسيح، العيد الوطني والاجتماعي لكل الشعب وليس لأبناء الشعب من اتباع الديانة المسيحية فقط، الذي يحل اليوم الثلاثاء وصباح الغد الأربعاء 24 و25 كانون اول /ديسمبر تحتم الضرورة على الكل الفلسطيني وهم يحيون ذكرى ميلاد رسول السلام والتسامح والمحبة العمل على رص الصفوف، ووقف الفتنة الداخلية التي يفتعلها الخارجون على القانون والنظام من انصار التكفير والتخوين الدواعش واضاربهم من قادة وانصار الانقلاب الأسود على الشرعية الفلسطينية منذ نحو 18 عاما خلت، وتعزيز الوحدة الوطنية والنظام السياسي ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب، ووقف الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب في الوطن الفلسطيني عموما وقطاع غزة خصوصا للتقدم قدما نحو بلوغ هدف الاستقلال لدولة فلسطين من رجس ووحشية الصهاينة، الذي صلبوا رجل المقاومة الأول عيسى عليه السلام، ومازالوا يعيثون فسادا وصلبا لكل الشعب في الأرض الفلسطينية والعربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول الشقيقة.
وكل عام وأبناء الشعب الفلسطيني من اتباع الديانة المسيحية من مختلف الطوائف والمذاهب المسيحية وفي العالم العربي والعالم ككل وهم بخير، وندعو العالم كله للوقف الى جانب شعب السيد المسيح عليه السلام لحمايته من قراصنة العصر الفوق نازيين الصهاينة ومن اوجدهم ويقف خلفهم من دول الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة لحماية البشرية وتأمين السلم والامن لشعوب الكرة الأرضية قاطبة.
ملاحظة: اتصل معي صباح أمس الدكتور مصطفى البرغوثي، واكد أنه لم يلتق نهائيا مع رونين بار، رئيس جهاز الشين بيت في بيت يام، والأمانة المهنية تحتم علي اعتماد ما ذكره، وأكد ان هناك بيانات صدرت عن أخرين في استهداف لشخصه، وعليه انشر نفيه.