شكل المقاومة المطلوب بالضفة الفلسطينية؟
الكاتب: بكر أبو بكر
" انهيار الضفة وحقيقة الوعي"
أما حاليا فكل المتنورين والعقلانيين وجميع الاخوة في قطاع غزة (او ممن هم خارجه) يحذرون أخوتهم بالضفة الفلسطينية من تكرار تجربة غزة في استجلاب الصهيوني لتكرار الدمار الغزي بالضفة، لاسيما في ظل انكشاف الظهر الفلسطيني كليًا، أفلا يكون لنا من النظر ما يحقق الصمود والثبات والحفاظ على الأرواح لمرحلة قد تكون قادمة والزمن بإذن الله معنا ما دامت القضية لا تموت، ولن يميتها أي فلسطيني وفي الإطار علينا الفهم التالي:
1. نحن في الثورة الفلسطينية كنّا منذ الانطلاقة العام 1965 حلقة من حلقات الصدّ للصهيوني وضمن وعي أننا لسنا الاوائل، فالاول هو الشعب الفلسطيني وجهاده ومقاومته التي بدأت حديثًا ضد الاجنبي ثم الصهيوني المحتل منذ القرن 19، وعليه فنحن حلقة من حلقات النضال والحلقات ستكتمل مادام مِشعل عقلية: الرسالية والنضالية والديمومة لاينطفيء.
2 .لا تقوم الثورة أو الجهاد أوالمقاومة على قواعد دينية اسلاموية مختلة الفهم لمطلقيها مثل: المفاصلة والولاء والبراء! والحسم والمفارقة مع الجاهلية على فرضية أن الجاهلية في فلسطين هم المختلفين من شعبي وديني عن خطي وقراري ورأيي أنا!
3. الحق وحدة والإيمان به غير كافٍ لتحقيق النصر، إن لم تتم إحاطته بالدوائر الثلاث: الدائرة الوطنية الجامعة، والدائرة العربية الاقليمية، والدائرة العالمية.
4 .الحق لا يتم اكتسابة بأعمال فردية لفصيل أوغيره، متناثرة أو فوضوية أو ضعيفة أومحدودة وإنما ضمن قاعدة شركاء بالدم شركاء بالقرار، من حيث ضرورة الفهم واختيار التوقيت والأسلوب الأنجع، والقرار الجريء، وفهم معادلة الإقدام ومتى يكون التوقف والاحجام.
5. لا الوعي بعدالة القضية ولا الايمان بحقنا فقط بقادر على تحقيق نصرنا الذي لا يأتي الا بتراكم كل أشكال المقاومة وعبر السنوات، وهو التراكم الذي يفهم معنى موازين القوى وكيفية التعاطي معها، وكيفية إخضاع الوحش دون إيذاء فكرة الثبات والصمود للناس والصراع الديمغرافي.
6. السياسة لا تقوم على المباديء والقيم والأخلاق للأسف، وليست حقًا صراحًا مقابل ظلم وطاغوت واحتلال يجب تدميره، وإنما هي للأسف موازين قوى ونفوذ وسيطرة ومصالح اقتصادية (استخرابية/استعمارية)، أو استهلاكية خاضعة للاجنبي. ولمن يعمل بالسياسة أن: يعي ويفهم ويقارن ويحلل ثم يأخذ مصالح بلده وشعبه وقدراته أولا، وتحالفاته إن وجدت، قبل الإقدام لاتخاذ أي قرار.
7. يذكر الكاتب صادق عبدالرحمن إن:”التنظيمات والأحزاب التي تتصدّى لمهمات الكفاح والمقاومة مسؤولةٌ أيضاً، مسؤولةٌ عن دماء شعبها وتضحياته ومستقبله، ومسؤولةٌ عن رسم سياسات وانتهاج تكتيكات تُحقِّق أفضل نتائج ممكنة بأقل دماء وآلام مُمكنة.”
8. ويذكر صادق عبدالرحمن مشيرًا بوضوح لفصيل حماس بالاسم قائلًا: “أما ما يمكن لوم حماس عليه، فهو أنها تنتهج تكتيكات عسكرية متهورة بلا ظهير سياسي يُعوَّل عليه ولا إعداد معقول لتخفيف آلام السكّان، وأنها لا تحمل مشروعاً يجعل من معاركها قابلة للصرف وطنياً، وأنها تحمل إيديولوجيا إقصائية فئوية لا تستقيم مع مطلب التحرّر الوطني، وأنها تسلك سلوكاً تسلطياً على الأرض يهمّش قوى المجتمع الحية ويصادر فعاليتها وقرارها.” (أنظر مقاله المعنون: الطغيان ومقاومته: في سؤال المسؤولية عن ماذا يمكن مُساءَلة حماس والتنظيمات التي تقاوم؟
9. يستخدم الصهيوني الحاقد والعنصري والذي أوجعته المفاجأة كل أدوات قوته الداخلية والعالمية ليشن حربًا عالمية (الإسرائيلي وامريكا وألمانيا…بشكل أساسي) ضد شعب بطل لكن محدود الامكانيات ويوزع المذابح كمن يوزع هدايا أعياد الميلاد؟! بلا ذرة إنسانية، بل ويستخدم أسلوب “الإبادة الجماعية” كما يستخدم ما يسمى “عقيدة الضاحية” –في فلسطين ولبنان-حيث استخدام القوة المفرطة والتدمير الشامل ضد البشر ضد مربعات سكانية وأحياء وحارات مقابل رصاصة أطلقت أو مقابل أي اشتباه بذلك! لذا فإن الوعي بذلك يعني تغيير أساليب النضال أو الركون لمرحلة الاحجام والاستعداد لمراحل قادمة وضمن أساليب ناجعة.
10. يجب الوعي بأن فكرة المحاور النظرية أو ذات الشعارات الكبيرة بلا فعل حاضن متين هي محاور لم تضع فلسطين بأوليتها، وإنما مصالحها هي أولًا، وهي الى ذلك (تستخدم وتستغل) حماسة أصحاب القضية الأبطال فتُعلي من شأن القتال بوصفه فعلاً عظيمًا لذاته، لكن دون أن يكون أصحابه موضعَ مُساءَلة ونقد وتحري حين الفشل وعدم تحقيق النتائج للشعب!
11. لا نصر أو نجاح أو انجاز يتحقق الا حين العناق بين فعل الميدان، والسياسة التي تجسد الحقوق، لأن معايير التقييم للنضال ومقاومة المحتل لا تقاس بالحسم العسكري لوحده (إن حصل)، وانما باستثمار الحق المشروع لاستمرارمقاومة المحتل والصمود الأسطوري للشعب الجبار بكافة أشكال النضال، ومنها كما نردّد دومًا نضال الديمغرافيا، والرواية الى جانب الاعلام والثقافة والوعي والدبلوماسية والقانون وما شئت من وسائل هامة أخرى.
12. يقول د.ماهر عامر: “المطلوب فلسطينيا تغليب المصلحة الوطنية وتجسيد الوحدة الوطنية فورا ووضع استراتيجية كفاحية ترقى الى تضحيات شعبنا وصموده في أرضه، هذا كفيل بقطع الطريق على كل المشاريع المطروحة ويشكل أرضية صلبة للحق الفلسطيني، بل ويجعل الجانب الفلسطيني يفرض شروطه ولا يمكن أن تملى عليه الشروط من أحد”.
13. بالحروب النظامية (بين الجيوش) قد يتحقق النصر على أرض المعركة نعم (وضمن عوامل أخرى)، أما في حروب الثورات والجهاد والمقاومة أي حروب الفدائيين فإن الأمر كرّ وفرّ، واستراحة وتفعيل، وكمون وإعادة تفكير، ونقد ذات ثم رض الصفوف وقرار مشترك. وعليه فإن النصر بحالتنا يتحقق بخماسية الوحدة أولًا وبصون الشعب وصموده ثانيًا وثالثًا بفهم تخير الوسيلة المناسبة بالوقت الأنجع وفق عوامل القوى، ورابعاً بفهم أن الضربة القاضية بين جيوش نظامية وفي حالتنا فالنصر بالنقاط وليس بالضربة القاضية، والنصر بالتدريج، و النصر خامسًا ليس بالعمل الفردي الجزئي المحدود وغير الموحد، وإنما بفهم أن المرحلة تسند مرحلة سبقتها، والاستفادة من الاخطاء والخطايا والتجارب، وبالمثابرة والتواصل وعليه يظهرالنصر مع التوكل على الله وبكافة أشكال الاعداد، ووسائل النضال، ووحدة الكلمة والقرار.