هآرتس لا قيمة لحياة الفلسطينيين
الكاتب: عمر حلمي الغول
يوم الأربعاء الماضي 18 كانون أول / ديسمبر نشرت صحيفة "هآرتس" تحقيقا صادما يكشف عن همجية ووحشية الضباط والجنود الإسرائيليين ضد الانسان الفلسطيني بغض النظر عن عمره وجنسه ولونه في قطاع غزة، وتدمير ما تبقى من قطاع غزة، ليس هذا فحسب، بل ان أولئك الضباط والجنود يستمتعون ويتسابقون في عمليات القتل الإبادة للأطفال والنساء والشيوخ والابرياء عموما دون أي وازع أخلاقي أو قانوني، ونقلت عن ضابط احتياط قوله، إن هناك سباقا وتحديا بين فرق الجيش لقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في مختلف المحافظات شمالا وجنوبا ووسطا.
وأوردت تصريح لضابط خدم في محور نتساريم، ان ضباط وجنود الجيش يتصرفون كميليشيا مسلحة، ومن تلقاء أنفسهم في قتل المدنيين الأبرياء دون العودة لأية قوانين او تعليمات. وأوضح أن "الأوامر هي أن كل من يخترق الحد في نتساريم يجب ان يتلقى رصاصة في رأسه." وأضاف الضابط "لدينا أوامر بإرسال صور الجثث، وقد أرسلنا صور 200 قتيل، وتبين أن منهم فقط 10 من حماس."
وفي السياق أكد قائد الفرقة 252 في محور نتساريم ما ذكره من سبقوه، وعمق جرائمهم جميعا بالقول "بعد اطلاق النار على الفلسطينيين نترك الجثث لتأكلها الكلاب." وتابع إن "على الإسرائيليين أن يعرفوا كيف تبدو الحرب، وأفعال بعض الضباط والجنود الخطيرة بغزة" وأردف القول "نحن في مكان بلا قوانين وحياة البشر لا قيمة لها." وشدد على "هذه اول حرب يفعل كل قائد فيها ما يحلو له في منطقته، وهناك عمليات تجري دون أوامر" وتابع "نحن والجنود نتحمل مسؤولية جزء من الرعب الذي يجري في غزة." كما ان الجنود كشفوا عن "أحد القادة قوله، إن صورة النصر لفرقته ستتحقق بعد إفراغ شمال غزة من سكانه." ولم يعترف قائد الفرقة 252 تماما، انهم وقيادتهم السياسية والعسكرية يتحملون كامل المسؤولية عن الإبادة الجماعية، ومع ذلك، ان اعترافه يمثل إقرارا بالإبادة الجماعية، وان قانون الغاب وحرب الأرض المحروقة غير المسبوقة في العصر الحديث هو السائد ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني. ولكن زميله القائد الاخر، الذي عكس "نصر نتنياهو الكامل" بإبادة المواطنين او اجبارهم على النزوح من شمال قطاع غزة.
وبعد يومين من هذا التحقيق الخطير لضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، تقوم جريدة "يسرائيل هيوم" يوم أول أمس الجمعة 20 كانون أول / ديسمبر الحالي بالتحريض على مواصلة الإبادة وعمليات التدمير الكامل لما تبقى من وحدات سكانية ومستشفيات ومدارس وجامعات وآثار وطرق وصرف صحي، في تقرير لها، حيث دعت المستوى السياسي على اتخاذ القرارات المتوافقة مع التوجه المذكور لاستكمال عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وقال معد التقرير أرييل كاهانا، وهو مستعمر يميني، وكبير المراسلين في الصحيفة اليمينية، انه لم يعد في جباليا أي منزل أو مبنى أو حتى شقة سكنية لم تتعرض لأضرار جسيمة، وكأن زلزالا بقوة 900 درجة أصاب تلك المنطقة." ورأى المستعمر كاهانا، أن ما تقوم به قوات الجيش الإسرائيلي في جباليا، يجب ان يكون نموذجا يستنسخ في باقي مناطق القطاع، التي دخلها الجيش في البدايات بهدف تطهيرها من السكان.
هذه التحقيقات والتقارير تقدم المزيد من الأدلة الدامغة على الإبادة الجماعية، وهي ليست تقارير ولا تحقيقات فلسطينية أو اممية، وانما تقارير واعترافات ممن ارتكبوا الإبادة الجماعية بألسنتهم، وعكسوا فيها ممارساتهم وجرائمهم وخطابهم اللا إنسانية القذرة وفوق النازية، الامر الذي يتطلب من محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية أولا الإقرار بدعوى جنوب افريقيا القضائية المرفوعة للعد الدولية في نهاية عام 2023، وتبنيها، واعتبار دولة إسرائيل كدولة إبادة جماعية، ومطالبة المجتمع الدولي على عزلها ونبذها، كدولة سرطانية تهدد السلم والامن الإقليمي والدولي، واعتبارها خطرا جاثما على الإنسانية ومستقبلها، وتحميل الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن المسؤولية الكاملة عن الإبادة الجماعية، ويفترض ان تطالها العقوبات الأممية. لأنها هي قائدة وشريكة وداعمة الإبادة الجماعية للشعب العربي الفلسطيني، الذي فقد حتى الان ما يزيد عن 160 الفا من الشهداء والجرحى والدمار الجهنمي للمدن والمخيمات الفلسطينية على مدار 443 يوما من حرب الأرض المحروقة، وأيضا على محكمة الجنائية الدولية اصدار المزيد من مذكرات الاعتقال ضد الضباط والجنود الإسرائيليين الذين اعترفوا بتلك الجرائم الوحشية. وعلى مجلس الامن أن يتحمل مسؤولياته في إصدار قرار استنادا الى الفصل السابع لإلزام إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية فورا، واسقاط شرعيتها في المنظمة الدولية، لأنها لم تستوف شروط عضويتها حتى الان.