شكل المقاومة المطلوب بالضفة الفلسطينية؟
الكاتب: بكر أبوبكر
رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل دعا في وقت سابق إلى العودة لتنفيذ "العمليات الانتحارية" وتصعيد الصراع، خاصة في الضفة الغربية حيث قال نريد العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة والضفة، مضيفا كما تورد سكاي نيوز في 2/9/2024م:"أحبابنا اخواننا أهلنا الحاضنة في الضفة والقدس والتنظيمات كل التنظيمات المقاتله التي نرى عملياتها المتصاعدة مع انها تعمل في ظروف قاسية، اليوم مطلوب في الضفة وفي الـ 48 العودة الى العمليات الاستشهادية، فهذه حالة لا يصلح لها الا الصراع المفتوح، هم يقاتلوننا بصراع مفتوح ونحن نواجههم بصراع مفتوح".
ورد نبيل عمرو الوزير السابق والقيادي في حركة فتح، خلال مقابله معه حول "تهديد حماس بعودة العمليات الإنتحارية": بالقول للسائل: "بإستطاعتك أن تسأل قيادات حركة حماس كل ما تريده منهم." وموضحًا أنه: "من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه ولكن بالوسائل التي يقبلها العالم والتي تستقطب أصدقاء ومتعاطفين مع الحق الفلسطيني".
وقال القيادي في فصيل حماس محمود مرداوي خلال مقابله معه معلقا على مرئي (فيديو) لأسيرة إسرائيلية في غزة، والصفقة: "نحن مستمرون في حماس بقطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي كل مكان للضغط على نتنياهو من أجل وقف الحرب والوصول لصفقة". أي أن ما يحصل في غزة من قتل وتدمير ومذابح صهيونية في ظل آلية مقاومة بهذا الوقت وبشكل محدد ومختلة وغير مجدية يجب أن يتوزع فيها الضحايا من شعبنا بين الشمال والجنوب! إذ لا قيمة للناس عند أصحاب نظرية أن الموتى من المدنيين لا قيمة لهم!؟ وكأن مهمة الثورة او المقاومة او الكفاح بعيدة كليًا عن أولوية حماية الناس والأرض، وتثبيت صمودهم على الأرض!
الصمود والثبات والورقة الرابحة
بينما قال عضو تنفيذية المنظمة صالح رأفت 2/9/2024 أن الرد على هذا العدوان هو "بوحدة الشعب الفلسطيني ومواجهة هذا العدوان سواء في قطاع غزة أو في محافظات الضفة الغربية"، ودعا رأفت كما دعى عديد القيادات في حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح والفصائل الى تشكيل: "لجان الحماية الوطنية في كل البلدات، في كل المخيمات، في كل المدن، في الضفة الغربية لمواجهة هذا العدوان المتواصل".
وكان أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب في لقاء مع صحيفة القدس العربي بتاريخ 10/11/2024 قد قال "أن الصدام مع الاحتلال، والبوصلة في مواجهة الاحتلال، هو الخيار والركن الاستراتيجي الوحيد أمام الحركة الوطنية الفلسطينية. "
وأضاف ضمن استعراض تاريخي :"ولكن جوهر الموقف الفلسطيني بقي قائمًا على أساس أن الهوية الوطنية هي الهدف، والصدام مع هذا الاحتلال، هو صدام له تجلياته، سواء في الكفاح المسلح، أو في العمل الدبلوماسي والعمل السياسي. ولكننا، بعد الانتفاضة الأولى، اقتنعنا بأن أحد أهم تجليات الصدام مع هذا الاحتلال هو توفير كل أسباب الصمود والبقاء للفلسطينيين الموجودين على أرض فلسطين التاريخية. وهذه هي الورقة الرابحة القادرة على المدى البعيد على حسم هذا الصراع لصالح قضيتنا العادلة."
وفي إطار الخلط القائم بشكل مكثف بين مفهوم وقدرات المقاومة والكفاح والثورة بأشكالها المختلفة وتوقيتها وحسن التحليل لاختيار القرار الوطني العام وليس الفردي، وبين فئات أدمنت إحداث الفتنة داخل المجتمع (الطرف الثالث)، لاسيما في ظل التهديدات الصهيونية التي لا تنتهي بنقل المجازر والإبادة الجماعية الى الضفة يجد المراقب تحركات تتقارب بين الأهداف الصهيونية وبدعم قناة الفتنة والتهييج والتكاذب المعروفة، لتفتت نسيج المجتمع وتقتل كل المعاني التي تفهم القدرة والامكانية وتفهم معنى الصمود والثبات على الأرض كما تفهم معنى اختيار الأسلوب الكفاحي او الفدائي او المقاوم الأمثل حسب المرحلة وليس حسب جداول أعمال من هم خارج فلسطين الذي انكفئوا فلم يجدوا للحفاظ على ماء وجههم الا قناة الفتنة الفضائية، ومجموعة الطرف الثالث، والتضحية بالشعب الفلسطيني الذي يتفجر غضبًا ومقاومة فيستغلون ذلك لمصالحهم.
كان الكاتب د.إبراهيم أبراش قد كتب-قبل الانكفاء الإيراني إثر سقوط الأسد- أنه: "من المفترض أن تُعيد حماس حساباتها ويكفي ما سببته من خراب ودمار بغزة وكل القضية الوطنية وما سببته من نفور في العلاقة بين الفلسطينيين والعرب بسبب تحالفها مع إيران التي كانت سبباً في تدمير أربعة دول عربية ومصدر قلق لأخرى." مضيفًا : "ومتى ستتوقف حماس عن عنادها ومكابرتها وتخرُج من المشهد لإنقاذ ما تبقى من شعب وأرض وكرامة لمواطنيين يموتون بالعشرات كل يوم إما بقنابل الاحتلال أو من الجوع والمرض؟ وهل بقاؤها في حكم غزة يستحق كل هذا الثمن؟ ولماذا لا تعترف أنها فشلت في كل شيء، في تجربة الحكم وتجربة المقاومة وفي اختيار الحلفاء؟"
دمار غزة وجنين والمقاومة
يجب ألا تتعارض المقاومة والكفاح والثورة بأي شكل كانت مع الجماهير ومع الحفاظ على أرواح الناس وعلى صون الأرض بحيث يجب الفهم أن صمود الشعب وثباته على أرضه بحد ذاته مقاومة ونضال الى أن تختلف المراحل وتصبح القوى (الداخلية، والاقليمية والعربية، والخارجية) بمستوى تغييرالموازين وبصالحنا-(كل فصائل فلسطين عام 2022 اتفقت على المقاومة الشعبية السلمية).
قال أنور رجب الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الوطني الفلسطيني تعقيبا على أحداث جنين على أحدى القنوات الفضائية في 15/12/2024م: "للتوضيح مصطلح اشتباكات بين المقاومين والاجهزة الامنية مصطلح غير حقيقي ومفتعل وموجّه، والاشتباكات لا توجد أساسًا وانما توجد هناك حملة أمنية تستهدف الخارجين على القانون، وهؤلاء ثلة ضمن أجندات خارجية مشبوهة، تتقاطع مع مشاريع اقليمية نالت فشلها في المنطقة. وتتقاطع مع تصريحات "سموتريتش" الذي يريد أن يوجّه ضربة استباقية للسلطة الوطنية الفلسطينية." مضيفًا أن "الخارجين عن القانون هم الذين فخّخوا السيارات في وسط جنين، واستباحوا مستشفى جنين الحكومي وجعلوا منه ملاذا لهم من أجل ان "يأرجلوا-يشربون الشيشة- ويلعبوا الشدة-ورق اللعب- فيه"، هؤلاء هم الذين تتكلمون عنهم الذين استغلوا اطفال أعمارهم 13 و 14 و15 و16 سنة في زرع العبوات واطلاق النار على أجهزة السلطة". ومتسائلًا بمواجهة قناة الفتنة: "أي مقاومة تلك التي تتكلمون عنها (المقصود في جنين).. هل هي مقاومة توجه تحياتها لايران؟!" أي لايران وليست لفلسطين!
وعليه للعجب قام أحد قادة فصيل "حماس" بالرد بشراسة دون أن يقطر جبينه بحبة عرق واحدة لما قد حصل في قطاع غزة من استجلاب دمار ومذابح وإبادة جماعية صهيونية لا تتوقف لسوء إدارته وطغيان فصيله في "حماس"، وعدم قدرته على نقد ذاته، والاعتذار لكافة الضحايا الأبرياء ودمار غزة! ولعدم قدرته على التنازل لشعبه أو ما تبقى منه، وتحقيق الوحدة الوطنية والتخلي عن سلطته المتهاوية ولو تدمرت كل غزة، وأبيد كل شعبنا فينا!
داخل محطة الجزيرة الإخوانية القطرية المعروف دورها اتخذ القائد الحمساوي دور (الأسد) ضد السلطة (الأرنب)! حين يقول أن "إجراءات السلطة الحالية هي الخارجة عن القانون وليس المقاومين"! وكأن كل خارج على السلطة-غير سلطته المنزّهة بالطبع- هو مقاوم!؟ وكأنه تناسى ما سبق وتلاه من انقلابه الدموي ضد الشعب، ثم ممارسة القتل (الشرعي) من قبل فصيله لمن يتحدى حكمهم الرباني حتى اليومّ! حتى في ظل عدم توقف المجازر بالعدوان على غزة!؟ ثم يواصل شتم السلطة التي قاتل فصيله بأسنانه لحكمها.وكان الشهيد اسماعيل هنية رئيس لوزرائها في مرحلة من المراحل!وهو الى ذلك يتشبث بأظفاره بمثل هذه السلطة بلا سلطة بغزة ولو على حساب كل الشعب وفنائه أو تهجيره، بعد اختفاء كل الأهداف الأخيره لفصيله من تحرير الأقصى الى تحرير فلسطين.
"نتنياهو" والإقليم والسلم الأهلي
على ذات المحطة التي عوّدت العرب على خطابات الصهاينة منذ إنشائها وإدخالهم كل بيت كضيف مرحب به! قال قاتل الأطفال والمطارد من الجنائية الدولية بارتكاب الإبادة الجماعية "نتنياهو": "قبل عام قلت شيئا بسيطا: سوف نغيّر الشرق الأوسط، ونحن بالفعل نغيّره. سورية ليست هي سورية، ولبنان ليس هو لبنان، وغزة ليست هي غزة، ورئيسة المحور إيران، ليست إيران نفسها؛ كما أنها شعرت بأذرعنا." مضيفًا :"نعمل بكل قوة وحكمة لتحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وتحقيق الاستقرار والأمن لحدودنا كلها، وهذا لا يعني أنه لم تعد هناك تحديات أخرى أمامنا، فهي موجودة."
وبمقارنة فيما سبق كان الأجدر بالممثل الحمساوي أن يركن للوحدة الوطنية والسلم الأهلي بدلًا من أن يتخذ مقعد التحريض على تدمير الضفة كما تم تدمير غزة!؟ لاسيما وأن كل "المحور" قد انكفأ وتراجع وأدار الظهر كليًا لفلسطين، التي كان يلاحقها بالشعارات من إيران، ولم يجد من يستجيب له الآن بعد احتلال غزة ولبنان وسورية وقبلهما الضفة، لم يجد الا حفظ ماء الوجه بدعم بضعة أفراد هنا وهناك! ليسوا هم الثورة وليسوا المقاومة، وإنما طرف ثالث لا يبتغي الا الفتنة وليحصل في الضفة كما حصل في غزة! وكأن حُب الخراب والدمار للجميع، رغم انتهاء القوى المواجهة، سِمة من سمات العقل الثأري أو الحاقد أو الحاسد لغيره!
في الحفاظ على السلم الأهلي والفلتان الأهلي قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية واصل أبو يوسف في 15/12/2024م : "ندعو أبناء شعبنا إلى الوقوف لجانب المؤسسة الأمنية في القضاء على ظاهرة الفلتان الأمني". مضيفًا: "نحن أحوج إلى الوحدة الداخلية، وتغليب مشروعنا الوطني دون حرف للبوصلة، وما يحدث من محاولات لحرفها يستوجب منا جميعا الوقوف أمام ما يجري من خلال بسط القانون وقطع الطريق أمام من يريد العبث بالسلم الأهلي ومصير شعبنا".
وقال أن: "محاولات البعض حرف البوصلة بمحاولات لإضعاف السلطة وبالتالي حدوث فوضى عارمة في الضفة، وهو ما يريده الاحتلال.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحريرالفلسطينية أحمد مجدلاني فقال: أنه "من ضرورة أن تكون هناك سلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد، ولا للفلتان الأمني تحت شعار المقاومة".
وشدّد على ضرورة دعم المؤسسة الأمنية لفرض الأمن والقانون في كل مكان بالضفة، لسحب الذرائع من الاحتلال الإسرائيلي الذي يستخدم ذرائع ليدمر المدن والمخيمات الفلسطينية، وأن المسؤولية الآن هي مسؤولية وطنية جماعية.
انهيار الضفة وحقيقة الوعي
أما حاليا فكل المتنورين والعقلانيين وجميع الاخوة في قطاع غزة (او ممن هم خارجه) يحذرون أخوتهم بالضفة الفلسطينية من تكرار تجربة غزة في استجلاب الصهيوني لتكرار الدمار الغزي بالضفة، لاسيما في ظل انكشاف الظهر الفلسطيني كليًا، أفلا يكون لنا من النظر ما يحقق الصمود والثبات والحفاظ على الأرواح لمرحلة قد تكون قادمة والزمن بإذن الله معنا ما دامت القضية لا تموت، ولن يميتها أي فلسطيني وفي الإطار علينا الفهم التالي:
1-نحن في الثورة الفلسطينية كنّا منذ الانطلاقة العام 1965 حلقة من حلقات الصدّ للصهيوني وضمن وعي أننا لسنا الاوائل، فالاول هو الشعب الفلسطيني وجهاده ومقاومته التي بدأت حديثًا ضد الاجنبي ثم الصهيوني المحتل منذ القرن 19، وعليه فنحن حلقة من حلقات النضال والحلقات ستكتمل مادام مِشعل عقلية: الرسالية والنضالية والديمومة لاينطفيء.
2-لا تقوم الثورة أو الجهاد أوالمقاومة على قواعد دينية اسلاموية مختلة الفهم لمطلقيها مثل: المفاصلة والولاء والبراء! والحسم والمفارقة مع الجاهلية على فرضية أن الجاهلية في فلسطين هم المختلفين من شعبي وديني عن خطي وقراري ورأيي أنا!
3- الحق وحدة والإيمان به غير كافٍ لتحقيق النصر، إن لم تتم إحاطته بالدوائر الثلاث: الدائرة الوطنية الجامعة، والدائرة العربية الاقليمية، والدائرة العالمية.
4-الحق لا يتم اكتسابة بأعمال فردية لفصيل أوغيره، متناثرة أو فوضوية أو ضعيفة أومحدودة وإنما ضمن قاعدة شركاء بالدم شركاء بالقرار، من حيث ضرورة الفهم واختيار التوقيت والأسلوب الأنجع، والقرار الجريء، وفهم معادلة الإقدام ومتى يكون التوقف والاحجام.
5-لا الوعي بعدالة القضية ولا الايمان بحقنا فقط بقادر على تحقيق نصرنا الذي لا يأتي الا بتراكم كل أشكال المقاومة وعبر السنوات، وهو التراكم الذي يفهم معنى موازين القوى وكيفية التعاطي معها، وكيفية إخضاع الوحش دون إيذاء فكرة الثبات والصمود للناس والصراع الديمغرافي.
6-السياسة لا تقوم على المباديء والقيم والأخلاق للأسف، وليست حقًا صراحًا مقابل ظلم وطاغوت واحتلال يجب تدميره، وإنما هي للأسف موازين قوى ونفوذ وسيطرة ومصالح اقتصادية (استخرابية/استعمارية)، أو استهلاكية خاضعة للاجنبي. ولمن يعمل بالسياسة أن: يعي ويفهم ويقارن ويحلل ثم يأخذ مصالح بلده وشعبه وقدراته أولا، وتحالفاته إن وجدت، قبل الإقدام لاتخاذ أي قرار.
7-يذكر الكاتب صادق عبدالرحمن إن:"التنظيمات والأحزاب التي تتصدّى لمهمات الكفاح والمقاومة مسؤولةٌ أيضاً، مسؤولةٌ عن دماء شعبها وتضحياته ومستقبله، ومسؤولةٌ عن رسم سياسات وانتهاج تكتيكات تُحقِّق أفضل نتائج ممكنة بأقل دماء وآلام مُمكنة."
8- ويذكر صادق عبدالرحمن مشيرًا بوضوح لفصيل حماس بالاسم قائلًا: "أما ما يمكن لوم حماس عليه، فهو أنها تنتهج تكتيكات عسكرية متهورة بلا ظهير سياسي يُعوَّل عليه ولا إعداد معقول لتخفيف آلام السكّان، وأنها لا تحمل مشروعاً يجعل من معاركها قابلة للصرف وطنياً، وأنها تحمل إيديولوجيا إقصائية فئوية لا تستقيم مع مطلب التحرّر الوطني، وأنها تسلك سلوكاً تسلطياً على الأرض يهمّش قوى المجتمع الحية ويصادر فعاليتها وقرارها." (أنظر مقاله المعنون: الطغيان ومقاومته: في سؤال المسؤولية عن ماذا يمكن مُساءَلة حماس والتنظيمات التي تقاوم؟
9-يستخدم الصهيوني الحاقد والعنصري والذي أوجعته المفاجأة كل أدوات قوته الداخلية والعالمية ليشن حربًا عالمية (الإسرائيلي وامريكا وألمانيا...بشكل أساسي) ضد شعب بطل لكن محدود الامكانيات ويوزع المذابح كمن يوزع هدايا أعياد الميلاد؟! بلا ذرة إنسانية، بل ويستخدم أسلوب "الإبادة الجماعية" كما يستخدم ما يسمى "عقيدة الضاحية" –في فلسطين ولبنان-حيث استخدام القوة المفرطة والتدمير الشامل ضد البشر ضد مربعات سكانية وأحياء وحارات مقابل رصاصة أطلقت أو مقابل أي اشتباه بذلك! لذا فإن الوعي بذلك يعني تغيير أساليب النضال أو الركون لمرحلة الاحجام والاستعداد لمراحل قادمة وضمن أساليب ناجعة.
10- يجب الوعي بأن فكرة المحاور النظرية أو ذات الشعارات الكبيرة بلا فعل حاضن متين هي محاور لم تضع فلسطين بأوليتها، وإنما مصالحها هي أولًا، وهي الى ذلك (تستخدم وتستغل) حماسة أصحاب القضية الأبطال فتُعلي من شأن القتال بوصفه فعلاً عظيمًا لذاته، لكن دون أن يكون أصحابه موضعَ مُساءَلة ونقد وتحري حين الفشل وعدم تحقيق النتائج للشعب!
11-لا نصر أو نجاح أو انجاز يتحقق الا حين العناق بين فعل الميدان، والسياسة التي تجسد الحقوق، لأن معايير التقييم للنضال ومقاومة المحتل لا تقاس بالحسم العسكري لوحده (إن حصل)، وانما باستثمار الحق المشروع لاستمرارمقاومة المحتل والصمود الأسطوري للشعب الجبار بكافة أشكال النضال، ومنها كما نردّد دومًا نضال الديمغرافيا، والرواية الى جانب الاعلام والثقافة والوعي والدبلوماسية والقانون وما شئت من وسائل هامة أخرى.
12-يقول د.ماهر عامر: "المطلوب فلسطينيا تغليب المصلحة الوطنية وتجسيد الوحدة الوطنية فورا ووضع استراتيجية كفاحية ترقى الى تضحيات شعبنا وصموده في أرضه، هذا كفيل بقطع الطريق على كل المشاريع المطروحة ويشكل أرضية صلبة للحق الفلسطيني، بل ويجعل الجانب الفلسطيني يفرض شروطه ولا يمكن أن تملى عليه الشروط من أحد".
13-بالحروب النظامية (بين الجيوش) قد يتحقق النصر على أرض المعركة نعم (وضمن عوامل أخرى)، أما في حروب الثورات والجهاد والمقاومة أي حروب الفدائيين فإن الأمر كرّ وفرّ، واستراحة وتفعيل، وكمون وإعادة تفكير، ونقد ذات ثم رض الصفوف وقرار مشترك. وعليه فإن النصر بحالتنا يتحقق بخماسية الوحدة أولًا وبصون الشعب وصموده ثانيًا وثالثًا بفهم تخير الوسيلة المناسبة بالوقت الأنجع وفق عوامل القوى، ورابعاً بفهم أن الضربة القاضية بين جيوش نظامية وفي حالتنا فالنصر بالنقاط وليس بالضربة القاضية، والنصر بالتدريج، و النصر خامسًا ليس بالعمل الفردي الجزئي المحدود وغير الموحد، وإنما بفهم أن المرحلة تسند مرحلة سبقتها، والاستفادة من الاخطاء والخطايا والتجارب، وبالمثابرة والتواصل وعليه يظهرالنصر مع التوكل على الله وبكافة أشكال الاعداد، ووسائل النضال، ووحدة الكلمة والقرار.