لا للفوضى والفلتان نعم للوحدة
الكاتب: عمر حلمي الغول
مجددا أعود لطرح ملف الفوضى والفلتان والتحريض على الفتنة والإساءة والطعن بأهلية ووطنية أجهزة الامن الوطنية في مخيم جنين وغيره من المخيمات والمدن في محافظات الشمال القديم الجديد، الذي يستهدف المشروع الوطني والنظام السياسي والسلم الأهلي الفلسطيني عموما، الذي تضاعف مع سقوط نظام بشار الأسد، وتولي مجموعات "هيئة تحرير الشام" الإرهابية بقيادة احمد الشرع/ أبو محمد الجولاني السلطة في سوريا بدعم من قوى إقليمية ودولية بقيادة الإدارة الأميركية، وعشية ذكرى حركة حماس ال37، التي صادف حلولها أمس السبت 14 كانون أول / ديسمبر الحالي، التي تقف خلفها مع حركة الجهاد باسم "المقاومة"، والحقيقة الماثلة للجميع، أن لا أحد من الشعب الفلسطيني ضد المقاومة، ولكن أي مقاومة نريد؟ وما هي معاييرها الوطنية؟ وكيف نطور المقاومة ونحافظ على وحدة الشعب وأمنه وسلامته، وحماية مشروعه الوطني؟ وهل المقاومة تقوم على أخذ القانون باليد، ووضع العبوات الناسفة في السيارات وسط التجمعات الشعبية لقتل المواطنين جميعا بما في ذلك رجال الأمن الوطني درع الوطن وحماته، أم العكس؟
وفي ذات السياق، هل تقوم المقاومة بإطلاق القذائف من وسط النازحين من أبناء قطاع غزة في اليوم 435 للإبادة الجماعية، كلما اقتربت الفرصة لإبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف الإبادة وحرب الأرض المحروقة الصهيو أميركية؟ وهل المقاومة تقوم على الاعتداء على أبناء الشعب، واغتيال المناضلين والوطنيين من أصحاب وجهات النظر المختلفة والرافضة الإبادة الإسرائيلية، وسرقة المساعدات الإنسانية والمتاجرة بها؟ وهل عنوان المقاومة يرتكز على التحريض ودس الفتنة في أوساط الشعب، ورفض الوحدة الوطنية. كما جاء في بيان حركة حماس أمس حول التطورات الجارية في مخيم جنين؟ وهل تقوم الوحدة على تشكيل لجنة إدارية كإطار مواز للحكومة الفلسطينية، ونقيضا لها؟ وهل المقاومة ترتكز على إصرار حركة حماس بفرض اجندتها الفئوية على الكل الوطني، وتغليب حساباتها الخاصة على حساب المشروع الوطني؟ ولماذا تصر على التفرد بالمفاوضات لوحدها لوقف الحرب؟ ولماذا ترفض الشراكة مع قيادة الشعب المتمثلة بمنظمة التحرير في إدارة المفاوضات؟ ومن هو صاحب الولاية على الشعب في الوطن عموما وقطاع غزة حماس ام منظمة التحرير والدولة والحكومة؟ وأين المنطق الوطني، إن كان هناك ذرة من الوطنية عند قادة حركة حماس ومن يدور في فلكها ومتاهاتها؟ اما آن الأوان لمراجعة الذات والانصهار في بوتقة الممثل الشرعي والوحيد منظمة التحرير للشعب الفلسطيني؟
وأجزم ان القوى السياسية وقطاعات الشعب كافة تريد وتعمل من أجل تصعيد المقاومة الشعبية، وتسعى من اجل رص صفوف الشعب في بوتقة النضال تحت راية المنظمة، والمشروع الوطني وفق برنامجها السياسي والنضالي الموحد للشعب والنظام السياسي واستنادا لمبدا: سلاح واحد، وأمن واحد، وبرنامج كفاحي واحد ونظام سياسي واحد، وليس وفق ومنطق الفوضى والفلتان وأخذ القانون باليد، ومواصلة انتهاك مصالح الشعب العليا، والافتراض ان الفرصة حانت لفرض الاجندة الاخوانية المتناقضة مع ما تقدم. وبالتالي المطلوب من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وأصحاب الشعارات الغوغائية، الذين ينادون بحماية "سلاح المقاومة" المنفلت والمستهدف وحدة الشعب، وتقديم الذرائع المجانية لدولة الإبادة الجماعية الفرصة تلو الأخرى لاستباحة الكيانية الفلسطينية. واسأل هنا، من اين هذا السلاح؟ ومن هو مموله الرئيس؟
للأسف الشديد وفي الوقت الذي تسعى فيه قيادة المنظمة والقوى الفلسطينية الوطنية لرص الصفوف، وتجسيد الوحدة وتصعيد المقاومة، والعمل على وقف الحرب، وتأمين ادخال المساعدات الإنسانية كافة، وحماية أبناء الشعب في الضفة والقطاع، وانسحاب إسرائيل اللقيطة من الأرض الفلسطينية كلها وفي المقدمة منها قطاع غزة والعاصمة الفلسطينية القدس الشرقية، تعمل قوى الفتنة وتمزيق وحدة الشعب عكس ذلك وفق مخطط عبثي يتناقض مع ألف باء الوحدة وأمن وسلامة الوطن والمواطن.
مرة أخرى، ومن موقع الحرص على الشعب ووحدته، وانتصار وتعمق ومواصلة مقاومته الوطنية تتطلب اللحظة السياسة استخلاص الدروس والعبر والتراجع عن الخيارات الفئوية والاجندات التي لا تخدم مطلق انسان فلسطيني غيور على مصالح واهداف وثوابت الشعب الوطنية. فهل تكف حماس في ذكراها ال37 ومعها حركة الجهاد عن تلك السياسات العبثة؟