"صناع الارادة".. بين ألمٍ وأمل!
الكاتب: رغد الغصين
رغد الغصين - نازحة من شمال غزة
رُغم الظروف والمعاناة التي لا نهاية لها بقطاع غزة، سنسعى في دروب العزمِ حتى ننال بغاية المسعى مناناً، وتسطع شمسنا من بعد ليلٍ، يكادُ ظلامه يحجب رؤيانا.
كطالبة ما زلت أُكمل مسيرتي التعليمية في مجال الإعلام، أبلغ واحد وعشرون عاماً، محاولة تحقيق أحلامي وأهدافي التي أرنو متلهفة لرؤيتها بعد تعبٍ طويل من الجد والاجتهاد، من مواصلةٍ وتعثر، جاءت الحرب اللعينة لتسلب كل ما مضيّنا من أجله، بِبُرهة من الزمن.
لكن ما زال هُناك أمل بالاستمرار "معاً نحو الأمل"، حيث تم افتتاحها كشبكة مكونة من 20 شاباً وشابة من محافظات قطاع غزة شمالاً وجنوباً .
وذلك بعد إجراء مقابلات تنافسية بين الشباب لاختيار الأكثر دافعية في العطاء والعمل، ضمن مشروع يهدف لتعزيز فرص التعليم والرفاهية للاطفال واليافعين، والذي ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي (Sdf)، بالشراكة مع اللجنة الاستشارية الشبابية (YAP) ، وبتمويل من اليونيسيف.
ويرتكز المشروع على تمكين قدرات ومهارات الشباب وتوسيع نطاق المعرفة بمجالات اخرى خلال حالات الطوارئ، كتنفيذ مبادرات مجتمعية تعالج بعض المشاكل خاصة التعليم الذي حاول الاحتلال طمسه ، وعمل ورشات توعوية لتثقيف الاقران حول بعض القضايا ، لزيادة الثقافة والوعي بشكل أكبر.
بدأ التحدي مع بداية اليوم التدريبي الأول، مُحَاوِلة البحث عن مركبة أو عربة يجرها حيوان، لتلقي التدريب المليئ بمعلومات حول المبادرات ومفهومها وكيفية صياغتها وتنفيذها على أرض الواقع ، وإِنجاحها بأسهل الطرق!
وكما أن رحلة النزوح والمعاناة اليومية لا تزال مستمرة بل تزداد سوءً يوماً بعد يوم ، تمكنت مع زملائي الأعضاء بالشبكة من إتمام باقي أيام التدريب المكثف ، فيما يتعلق بمبادئ العمل الانساني ، وكيفية التعامل مع الأطفال والطلائع في الأزمات، إضافةً الى معايير القيادة المجتمعية وصفات القائد الناجح الذي يستطيع التغلب على الصِعاب ويجيد عمل خطط استجابة لحالات الطوارئ بشكل فوري.
وذلك تحت إشراف مُدرب كفؤ استطاع نقل الخبرة من خلال أنشطة وألعاب ترفيهية لا منهجية ، بهدف إيصال الرسالة للمتدربين بما يتناسب مع الوضع الحالي ، ومن ثَم بثها للأطفال واليافعين داخل مراكز الإيواء ، بأساليب وطرق جذابة غير تقليدية دون كلل أو ملل.
كانت تجربة ممزوجة بين المتعة والخوف ، مما يجري من أحداث أمنية وأوضاع غير مستقرة ، خاصة أنَّ عملية التنقل من مكانٍ لآخر ليس بالامر الهيّن ، سواء الوصول لمساحة التدريب ، أو تنفيذ الأنشطة بمخيمات النزوح.
وهُنا تكمن الحكاية ، أيقنت أن أعظم إنجاز وشعور للمرء هو القدرة على السعي والمواصلة بنفس الشغف ، رُغُم ما جرى ويجري من ويلات دون استسلام ، فَمِنْ رحم الألم يُولد الأمَل.