الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:44 AM
الظهر 11:24 AM
العصر 2:19 PM
المغرب 4:45 PM
العشاء 6:03 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

زميلي الاحمق العزيز (ما الحل؟)

الكاتب: بكر أبوبكر

الحماقةُ أعيت من يداويها كما يقول الشاعر، والحمقَى يعيشون في نعيم وهم من تجد أمثالهم اليوم من رُكّاب وسائل التبعثر (التواصل) الاجتماعي على الشابكة الذين يميلون لتصديق ما يتفق مع أحلامهم وأوهامهم ومخاوفهم فترى المرئي (مقطع فديو) والمكتوب السخيف من جنس (منقول) بلا مصدر ولا مرجع يشكل حياتهم! ويأتون ليلقوا عليك محاضرة لا هي بالمعلومات فلا مرجعية، ولا هي رأي فللرأي أصوله المنطقية! ولا هو تحليل يأخذ بالأسباب. 

يستسهلون ولايسترشدون

يقفز الأحمقُ للنتائج بسهولة ليست بالطبع ضمن عقلنة أو تفكّر، ولا ضمن تدرج منطقي أوإبداعي في حل وتحليل المشكلة أو الموقف أوالموضوع. وهو مع ذلك يتعجب حين لا تلتفت له! وكأنك أنت الواهم الواقف على حدّ السيف لا تعلم شيئًا! ولا تعرف الى أي جانب تميل، فهو كل الميل قد أخذ بتلابيه الى الهاوية.

الحمقى نفرٌ من الناس اختاروا السهولة في مواجهة التعقيد الذي يكرهونه لأنه يستدعي المنهج العقلي، واختاروا ولربما تربّوا على البلاهة والبداهة البليدة، ومستنقع الغباء ومحيط الجهالة عن قصد بحيث لا يمكنهم أن يقرأوا بتاتًا! فالقراءة نموذج (موضة قديمة) ولا يسترشدون بالثُقاة أوالمراجع أوالعلماء أو الحكماء أو أصحاب الاختصاص. وبالطبع الى ذلك لا يشغلون الآلة الربانيّة المركّبة بأدمغتهم مادامت المواقع الالكترونية التركيبية على الشابكة (internet) وفضائيات التهييج والتضليل والتحشيد والتجنيد تقتنص فيهم الرغبات والأحلام السعيدة والمبهجة لتحولها الى واقع معاش ولو في معازلهم (فقاعاتهم) النفسية فقط!

الفضائحيات والحمقى

فمن أنت لتتصدى لهم والفضائية الفضائحية (الفضائحيات) الردحيّة الفلانية وغيرها تطبّل وتزمّر ليل نهار بما يظنونه حقيقة، وحيث يرغبون تمامًا. وهم الى ذلك لا يفحصون ولا يدققون ولا يأبهون بمطابقة الحقيقة أو ما يرونها حقيقة مع الواقع أو مع المستجدات من الأمور فما استقر في أذهانهم الضعيفة الواهية البراقة لا يتحرك ولو "بالطبل البلدي" فهو ثابت كثبات الجبال الرواسخ ونابض بالحياة.

لبعض الحمقى أو المغفلين أو السفهاء والجهلة لديك معزّة خاصة أو قُرب من أيام الحارة أوالدراسة أو العمل فهم الى حُمقهم لطفاء أومقربين فماذا عليك أن تفعل؟ ومنهم زميلي أو زميلك الأحمق  العزيز! 

كانت نصيحة العرب الدائمة تجاه الأحمق والمفغل هي باجتنابهم بكل مكان خاصة بالمجالس وحيث يتكلم العلماء أو المثقفين والمفكرين والكُتّاب أو حتى في المجالس العامة؟

لبعض الحمقى معزّة كما ذكرنا ارتبطت بزمن والتصاق مفروض وقرب لا فكاك منه فكيف إن كان زميلك الدائم بالعمل أو جارك أو صديق دراستك أو صاحبك في الحارة أو غير ذلك مما يصبح الفكاك منه والهروب شبه مستحيل؟ّ! 

سِراطيات الحل

يقولون أن هناك سراطيات (استراتيجيات) كثيرة بالتعامل مع الحمقى مثل الابتعاد أو تقليل الاحتكاك بهم، أو صنع حالة نفسية تبعدهم عنك، أو مقاومتهم ومن خلال شهود..الخ ولكل حالة ربما تكون استراتيجيتها المختلفة. 

لكني مع أمثال هؤلاء جربت من الطرق الكثير والتي منها تنقلت مع بعضهم ضمن المراحل التالية للحل: الغضب، القسوة معهم، محاولة الابتعاد، الفهم للشخصية، محاولة الإصلاح ما أدت الى نجاحات جزئية ثم نكوص للحالة، رغبة يائسة بالتغيير، التنائي النفسي، وصولًا الى الحزن العميم. فهل تراني نجحت أم كنت الفاشل الكبير؟! ومازال السؤال مفتوحًا!

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...