ركام غزة
الكاتب: د. محمد عودة
إسرائيل تطرح مشروع مدينة سياحية في غزة وأسمته نوفا ستي على اعتبار ان غزة سقطت والى الابد في ايدي الإسرائيليين، والحقيقة ان إسرائيل كلما أعلنت منطقة مطهرة خرجت عليها المقاومة بتكتيكات أكثر فتكا وربما يساعد في ذلك اكوام الركام التي تشكل سواتر لاي مقاوم، هذا الركام الذي سيلعب دورا بارزا في بناء المدينة الجديدة وربما يستخدم لتوسعة ميناء اسدود بغية اعداده ليفي بدوره في نقل البضائع الواردة من اسيا الى أوروبا.
الحقيقة ان الحرب لم تنتهي بعد وان افترضنا انها ستنتهي لصالح إسرائيل وان بإمكان إسرائيل قرصنة حتى الركام الذي احدثته فماذا ستصنع بكل هذا الركام من الحيوانات البشرية على حد تعبير قادة الاحتلال؟ اعتذر عن التشبيه فحاشي لله ان يكون التشبيه بقصد الإساءة لشعب برهن على انه يصنع المعجزات. ما استخدام تعبير ركام السكان فان إسرائيل تسعى لنقل من يبقى على قيد الحياة من سكان القطاع الى دول أخرى تسهيلا لإنجاز مشاريعهم التوسعية.
مشروع المدينة السياحية هو غطاء لتنفيذ خطة الجنرالات من جهة وتوفير الظروف لقرصنة مقدرات قطاع غزة من النفط والغاز إضافة الى تهيئة الأجواء لإنجاز مشروع طريق التجارة بين اسيا وأوروبا عبر الامارات والسعودية ثم الأردن فإسرائيل.
ان الصمود الأسطوري في غزة ان لم نقل أحبط هذه المشاريع فانه عطلها لفترة ليست بالقصيرة. ولكن لا يجوز التراخي ولا المراهنة على ان أمريكا ومعها بعض حكومات الغرب سيعملون على إيجاد حلول تضمن للشعب الفلسطيني حق تقرير مصيره، ان من صدق محرقة لم يرها حتى وان كانت قد حصلت ويكذب محرقة يراها من على شاشات التلفزة وليس هذا فحسب بل ان أمريكا تشارك بشكل مباشر في الحرب، اما الأوروبيين الذين يبيحون قتل المدنيين لا يمكن ان يكونوا مع انصاف الشعب الفلسطيني.
ان غياب الفعل العربي وتواطؤ بعض دول الغرب يعقد مهمة الشعب الفلسطيني في انجاز حرية ووضع حد للتعامل مع سكان قطاع غزة على انهم ركام، ومن اجل ان لا يبقى الحديث في اطاره النظري فان على قيادة الشعب الفلسطيني والمتمثلة في منظمة التحرير ان تحث الخطى على طريق انجاز المصالحات الفلسطينية والعمل على استيعاب الفصائل على قاعدة الميثاق الوطني.
وفي اثناء ذلك لا بد من تكثيف الجهود الفلسطينية الرسمية والشعبية باتجاه تحصين الشعب الفلسطيني في الضفة من خلال توفير حياة كريمة إضافة الى العمل مع كل الجهات الإقليمية والدولية لتوفير المأوى والمأكل والملبس لسكان القطاع الحبيب الى حين توفر الظروف لإعادة الاعمار إضافة الى تأهيل المشافي وتوفير كل المستلزمات من الادوية والمعدات الكفيلة بالتخفيف من آلام من دفعوا أغلي الاثمان دفاعا عن كل الشعب الفلسطيني وعن الامتين العربية والإسلامية. إضافة الى البحث عن طرق خلاقة لتوفير فرص عمل لعمالنا الذين منذ عام ونيف عاطلين عن العمل مما وضعهم واسرهم امام تحديات صعبة إضافة الى ان عمال الداخل كانوا يشكلون رافدا مهما من روافد الاقتصاد الفلسطيني، وتوفير فرص عمل سيسهم في تحسين ظروفهم والمساهمة في تحسين الاقتصاد الفلسطيني.
ضرورة البحث مع المؤسسات الدولية عن إمكانية البدء بتأهيل المدارس وان تعذر توفير كرا فانات بشكل مؤقت من اجل إعادة الحياة التعليمية الى القطاع الحبيب، ان تخريب التعليم يشكل واحدة من أولويات الاحتلال، وكما فال عبد الناصر احتلال الأوطان يمكن مقاومته وانهائه اما احتلال العقول فهو أبدى.
في الختام اعيد وأكرر بان لا ننجر وراء انتصارات وهمية للعدو تحبطنا وفي ذات الوقت ان لا نبالغ في إمكانيات شعبنا حتى لا نحبط عندما نعرف قدراته الحقيقية.
النصر لفلسطين والخزي للاحتلال واعوانه.