شكرا للمكسيك التوجه الجاد للاعتراف بفلسطين
الكاتب: د. محمد عودة
تعتبر الولايات المتحدة المكسيكية الدولة الأكبر من حيث عدد السكان من الناطقين باللغة الإسبانية، يسكنها قرابة مئة وعشرون مليون نسمة وتبلغ مساحتها بحدود مليوني كيلو متر مربع.
اهمية المكسيك- تنبع من تعدد الثقافات وتعايش الحضارات مضاف اليها اقتصاد مستقر نسبيا وقياسا بدول أمريكا اللاتينية حيث يعتبر الدخل القومي المكسيكي من بين الأعلى في أمريكا اللاتينية كما ان المكسيك تشكل حلقة وصل بين الامريكيتين حيث يصل طول حدودها مع الولايات المتحدة الامريكية ثلاثة آلاف ومئة وخمسة واربعون كم.
في عام 1947 امتنعت عن التصويت على قرار التقسيم 181 في الأمم المتحدة وفي عام 1975 اعترفت المكسيك بمنظمة التحرير الفلسطينية حيث افتتح اول مكتب اعلامي لمنظمة التحرير هناك وتطور وضع المكتب الإعلامي ليصبح بعثة خاصة بعد توقيع اتفاق أوسلو ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الجهود لرفع التمثيل الى درجة سفارة.
في احدى اللقاءات بين مفوض العلاقات الدولية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الدكتور نبيل شعث ووزير خارجية المكسيك في حينة افاد الوزير بان ليس هناك بند في الدستور يقضي بالاعتراف وبما ان هناك سفارة فلسطينية في العاصمة فان ذلك بمثابة اعتراف.
في فترة البحث عن اعترافات دول العالم بفلسطين عملت فلسطين على تطوير علاقاتها مع الأحزاب في المكسيك خاصة أحزاب الوسط واليسار (الحزب الثوري الدستوري (PRI) الذي حكم البلاد لأكثر من مئة عام والحزب الديمقراطي الثوري (PDR)وحركة التجديد الوطني (MORENA)..
سبق ووقعت حركة التجديد الوطني اتفاقية توأمة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وهو الحزب الحاكم حاليا حيث ان الرئيسة كلاوديا شينباوم تنتمي الى هذا الحزب رغم انها تنحدر من أصول يهودية وقد أعلنت قبل وصولها للرئاسة عن تنصلها من الأديان. لم يقتصر الجهد الفلسطيني على أحزاب الوسط واليسار بل دشنت حركة فتح علاقة مع حزب العمل الوطني اليميني (PAN) حكم المكسيك أكثر من مرة.
عودة الى الاعتراف فقد نص الاتفاق الذي وقع مع حركة التجديد الوطني التي تنتمي اليها الرئيسة على اعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية فور تسلمهم مقاليد الحكم وان الحركة تتبنى وجهة نظر وموقف مبدئيين وواضحين من الاحتلال الإسرائيلي على قاعدة برنامجها السياسي والايديولوجي موقف عززته الحركة من خلال مشاهدات وفد رفيع المستوى من الحركة اقام في الضفة الغربية لمدة شهر ووثق ما شاهده في ستة عشر فيلم وثائقي وكتاب تشمل شهادات حية.
اما أهمية الاعتراف فإنها تكمن بان المكسيك تحتل مركز مرموق بين الكثير من الدول وربما يشكل اعترافها حافزا لدول أخرى للاعتراف مما يشكل وسيلة ضغط على مؤسسات الأمم المتحدة من اجل اجبار الكيان على انهاء احتلاله لفلسطين مما يسهل تجسيد الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس تجسيدا عمليا.
ومن اجل الحصول على مزيد من الاعترافات فان على قيادة الشعب الفلسطيني إيلاء القارة اللاتينية مزيدا من الاهتمام ليس للحصول على اعترافات فقط بل لمنع تغلغل الحركة الصهيونية في بعض الدول والذي قد يحول دون اعتراف بعض الدول.
كما ان على القيادة الفلسطينية العمل على توفير المقومات الضرورية لإنجاز الاستقلال من خلال محاربة كل المعيقات بما فيها الامراض المجتمعية الناتجة عن غياب انجاز المشروع الوطني إنجازا كاملا كما ان القيادة مطالبة ببذل كل جهد ممكن لاحتواء كل الفصائل في اطار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني كخطوة تحرم الاحتلال و المغرضين من تشكيل اجسام موازية إضافة الى توفير مقومات صمود الشعب الفلسطيني.
شكرا فخامة الرئيس كلاوديا شينباوم، شكرا حركة التجديد الوطني، شكرا لمن وقع الاتفاق نيابة عن مورينا السيد اخينيو مارتينس (Eguiño Martinez) شكرا لشعب المكسيك الصديق.