احفاد عودة الأول سينتصرون على احفاد شلومو هيرتزل
الكاتب: د. محمد عودة
عن جدي سليم ان عودة والد سليم الأول شارك في بناء مدينة القمر بمعنى ان جذور العائلة تمتد لما يزيد عن أحد عشر ألف سنة، وقد افاد جدي بان جدنا الأول عودة أوصى سليم الأول بان يوصي ابناءه حتى اخر الزمان بان يكرموا الضيف وان لا يتخلى أي منهم عن قيمه الإنسانية مهما كانت الظروف، كما طلب من سليم ان يُحتفظ بلقب العائلة وان يخلد اسم سليم من كل الأبناء.
عودة الى جدي سليم ،تشير التقديرات انه من مواليد 1852حيث توفي في خمسينات القرن الماضي متخطيا عتبة القرن بعدة سنوات، في مقتبل العمر كان يعمل راعيا لدى احد الاقطاعيين من مدينة صفد، هذا الاقطاعي منح جدي بيت في قرية الجاعونة القريبة من المدينة من عدة غرف كملك لا رجعة فيه رغم ان جدي في ذلك الوقت كان لديه زوجة وابنين فقط، وحسب تقديرات جدي انه وفي نهاية عقد السبعينات من القرن قبل الماضي قدم الى منطقة صفد شلومو مزراحي الهارب من بطش حكام مملكة بروسيا ،لم تكن تتوفر في ذلك الوقت بيوت للإيجار وبما ان جدي حفظ وصية جده عن ظهر قلب فقد قرر استضافة شلومو لحين إيجاد بيت يقيه برد الشتاء وقيظ الصيف، فرح شلومو كثيرا واستقر مع زوجته وابنائه في الغرفة التي منحه إياها جدي سليم.
مرت الأيام وكبر أبناء شلوموا عمرا وعددا فالمعروف ان المتدينين اليهود كثيري الانجاب، وفي احد الأيام عاد جدي من المراعي ليجد شلومو قد افرغ غرفة المونة وحولها الى غرفة لبعض أبناءه، كاد جدي ان يغضب الا انه تذكر وصية جدنا الأول فكظم غيظه، مضت بضعة شهور وأعاد شلومو الكرة فأثناء عودة جدي من المراعي وجد ان أغراض ابنيه قد أخرجت من غرفتهما ووضعت في الحوش وان الغرفة أصبحت محتلة من بنات شلومو ليا وراحيل ،وقد استشاط جدي غضبا واخبر شلومو ان يبحث له عن بيت، فأجابه شلومو ان لديه في البيت غرفتين وان جدي لديه غرفة واحدة وبالتالي ان كانت هناك ضرورة لان يخرج احد فعلى جدي سليم ان يخرج، لجأ سليم جدي لمُشغله شاكيا فحاول كليهما ومعهما كل اهل البلدة إيجاد حل الا ان شلوموا اصر ولا زال ان هناك قرى عربية كثيرة بالجوار وان بإمكانه ان يلجأ الى احدى هذه القرى.، شلومو وامثاله شكلوا عصابات مسلحة استطاعت افراغ الجاعونة من سكانها وتحويلها الى مغتصبة يهودية.
شلومو تكرر في كل القرى والمدن الفلسطينية حتى أصبح جدي وذريته وكل الفلسطينيين اغيار بينما شلومو وذويه اسياد المنطقة، لم يكتفي كل الشلومويين بالعمل على طرد ذرية جدي وذريات اجداد كل الفلسطينيين بل تعدّوا ذلك الى التهديد بطرد احفاد المصريين والاردنيين والسوريين واللبنانيين والعراقيين والسعوديين، جاء ذلك على لسان حفيد شلومو المشكوك بأبوته عندما قال اننا سنقيم دولة اليهود على كل هذه البلدان وان من يريد البقاء عليه ان يقبل بان يكون عبدا وان يقبل بالقليل.
رسالة احفاد جدي واحفاد اجداد كل الفلسطينيين بان هذه ليست ارض الميعاد وان من عليه ان يخرج هم كل آل شلومو وان يعودوا من حيث أتوا سواء من بروسيا ام من غيرها. وان ارض الفلسطينيين ستبقى فلسطينية وارض العرب ستبقى عربية، وان ما يجري اليوم في المنطقة سيعيد الأمور الى نصابها فشلوموا الذي جاء الى هنا بحثا عن السمن والعسل والأمان فقد كليهما، وانه لن يجد رفاه ولا امن بعد اليوم وبالتالي سيغادر من حيث اتى عندما تضع هذه المجزرة اوزارها. سنقيم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وستشكل هذه الدولة اللبنة الأولى في صرح الوحدة العربية، لتسهم في ضمان الامن الاستقرار والسلم الدوليين. ومن اجل ذلك لا بد من انجاز الوحدة الوطنية والعمل على توفير عوامل الصمود لشعبنا في كل أماكن تواجده.