الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:17 AM
الظهر 12:26 PM
العصر 3:45 PM
المغرب 6:19 PM
العشاء 7:34 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الغريب والسابع من أكتوبر

الكاتب: محمد عودة

يُحكى أنه وفي غابر الأزمان كان هناك شقيقان/ الأكبر صابر والأصغر جابر، وقد كانا منسجمين، يجمعهما الاحترام والمحبة والتقدير، يعيشان في أحد الكواكب، كلٌ منهما يَقسم ما لديه وعن طيب خاطر مع الآخر، كبرا وتزوجا ونيتهما الاستمرار بالطريقة نفسها ودمج زوجتيهما في أجواء المحبة والاحترام. في إحدى الأمسيات، وهم يتسامرون، جلس صابر واضعا ساقه اليسرى فوق اليمنى بينما وضع جابر اليمنى فوق اليسرى، كان التصرف ضمن الطبيعي.

زوجة جابر وتدعى (رمانه) وجدتها فرصة لدق الاسافين فقالت ان وضع الساق اليمنى فوق اليسرى من محبب بينما وضع اليسرى فوق اليمنى مخالفة مكروه ومخالف للأعراف فردت عليها ريحانة زوجة صابر ان الوضع المنسجم مع التقاليد والأعراف هو اليسرى فوق اليمنى واحتد النقاش بين الأربعة الى ان تحول الى عراك ضحاياه بعض العظام المهشمة والاسنان الساقطة من كلا الطرفين. غادر صابر وريحانه الي بيتهما وفي ذهن صابر مصالحة أخيه جابر وفي الوقت نفسه كان جابر يفكر بمصالحة اخيه في الصباح.

عندما خلد كل من جابر وصابر الى النوم خرجت رمانه بنية بناء جدار بين البيتين وفي نفس الوقت كانت ريحانة تراودها نفس الأفكار، بنت رمانة جداراً عالياً ومن الجهة الأخرى بنت ريحانة جداراً شبيهاً حتى لا يرى الاخوان بعضهما البعض، الجدران جعلا كل منزل في كوكب، ولشدة التحريض من الزوجتين اعتنق كل منهما مذهبا مغاير لأخيه.

مرت الأيام وأنجبت رمانه جبري وأنجبت ريحانه فاطمة، كانت ريحانة تقنع فاطمة أن خلف الجدار وحوشٌ لا يجب الاقتراب منها، بينما اقنعت رمانه جبري ان خلف الجدار هاوية سحيقة ولا يجب الاقتراب منها، كبر الاثنان وبحكم الفضول تسلقا الجدار كل من جهته ليستطلع وكان ذلك بشكل متزامن، فاطمة الجميلة نادت جبري ان يحذر من السقوط في الهاوية ونادى جبري فاطمة ان تحذر من الوحوش فردت فاطمة ان لا وحوش ورد جبري ان لا هاوية وبعد ان عرفا الحقيقة  قرّرا هدم الجدران و اصلاح ذات بين العائلتين وبالتالي الكوكبين،  ليس هذا فحسب بل قررا الزواج كان، ذلك في السابع من أكتوبر.

أما السابع من أكتوبر فقد غير الكون بأكمله ولم يقتصر على هدم الجدار وربط مصير الكوكبين ببعضهما البعض وعودة المياه الى مجاريها بين الاخوين. فالكون بعد هذا التاريخ لن يكون كما كان قبله فالغريب الذي استولى على ممتلكات أهل الكوكب والكواكب المحيطة بما فيها أراضي الاخوين (صابر وجابر) لم يعد قادراً على إقناع أحد بأنه الكاسر القاهر الذي لا يقف أمامه أحد، فقد برهنت الأيام على ان كيان  الغريب  اوهن من بيت العنكبوت ولولا ان انبرى أهل كوكب زحل للدفاع عنه بالسلاح والمال والحماية لأصبح في خبر كان، لقد حاول هذا الغريب ولا زال دق الاسافين ليس بين صابر وجابر فقط وانما بين كل سكان الكوكب، ورغم انه تجاوز كل اعراف ذلك الكوكب وقوانين كل الكواكب وقتل من اهل هذا الكوكب في جولته الأخيرة عشرات الآلاف اغلبهم من الأطفال والنساء ودمر مئات آلاف المساكن والمدارس والمشافي وكل ما له علاقة بالتراث ومع ذلك يصر على انه الضحية الأكبر والوحيدة .

سياتي اليوم ليعيد سكان الكوكب بنائه على أسس أكثر عدلا وانصافا وإنسانية، بالتأكيد لن يبقى كوكب زحل مسيطرا وستضيئ الكون كواكب أخرى تتعاون على صيانة هذا الكوكب وحمايته من شرور الغرباء الذين يجب اعادتهم من حيث أتوا ليتخلصوا من وصمة الغربة ولتعيد كواكبهم صياغة شخصياتهم من جديد وعلى أسس إنسانية مبنية على القيم والأخلاق والمبادئ ليسهموا إيجابا في بناء مجتمعاتهم الاصلية تعميما للأمن والاستقرار في كل الكون مما يفسح المجال امام  شعوب الكواكب التي سرقها الغرباء وتمكينهم من الانضمام الى ركب الشعوب الحرة وليشكلوا الضمانة الاكيدة لكوكب خالي من الظلم والاستبداد..

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...