الحياة في عقلية مشعل الصفرية !
الكاتب: موفق مطر
لم يبق أمام حماس إلا إنشاء أكاديمية لتدريس منهج محدث مشتق من تجربة مدرسة ( غوبلز ) وزير الاعلام في حكومة هتلر الذي اعتمد ( الكذب ) منهجا لترسيخ دعاية حزبه النازي في اذهان المتلقي الألماني والأوروبي ، فالذي يجرؤ على اعتبار ثلاثية ( الكارثة والنكبة والإبادة ) بحق الشعب الفلسطيني ، منذ طوفان جماعته في السابع من اكتوبر تكتيكاً ! يستحق فعلا تولي مقعد (ابليس الشيطان ) الذي آن له التقاعد باطمئنان لوجود وريث حتى لو كان من غير جنسه ! فخالد مشعل رئيس سياسة حماس في الخارج كان ومازال انعكاسا طبيعيا لحقيقة "جماعة الاخوان المسلمين " عموما وفرعهم المسلح في فلسطين المسمى "حماس " حيث يعملان معا على اغتصاب عقل الانسان الفلسطيني والعربي والمسلم بثلاثية : الخداع ، والتضليل ، والتجهيل ، التي ترى دماء الانسان أرخص من الماء ، وترى المآسي الانسانية والجراح النازفة ، ومئات آلاف الأسماء في قوائم الشهداء والجرحى ، وعشرات آلاف العائلات المشطوبة من السجل المدني تضحية من أجل " انتصارات " وهمية ليست موجودة إلا في مخيلته ، وبصر جماعته المصابة بداء التوهم ..فمشعل يرى بعينه كيف استغلت منظومة الاحتلال والاستعمار الصهيونية العنصرية ذريعة السابع من اكتوبر ( طوفان جماعته ) لتدمير مقومات الحياة في غزة ، ورغم حسرة وتألم شعوب العالم على مصير اكثر من مليوني فلسطيني يصارعون الموت في قطاع غزة ، إلا أنه مصمم على أن طوفان جماعته قد " أعاد الحياة لغزة " !!.وهنا نسأل كل أم فقدت رضيعها ، وكل أب مازالت جثامين أبنائه الصغار تحت الركام ، وكل طفل صهرت قنابل وصواريخ طائرات جيش الاحتلال أجساد عائلته وجبلتها مع الركام ، ونسأل كل صاحب بيت مدمر مازال على قيد الحياة : قل لنا ما حالك وأنت وأطفالك من نزوح الى نزوح ثم نزوح ، ثم نزوح! هل أنت حي فعلا كما يقول مشعل ؟! ...أم أن مشعل لا يدرك حقا معنى الحياة ، والكرامة الانسانية الواجب توفرها كشرط للحديث عن الحياة ، وقد نساعد كل مقهور ومعقود لسانه بفعل ارهاب جماعة مشعل في غزة بالإجابة فنقول نيابة عنه : إن مشعل شأنه كجماعة الاخوان المسلمين ، يخالف قانون الخالق الذي منح الانسان الحياة بروح وإيمان وعقل وحكمة وصبر وارادة وإخلاص وصبر، لتعمير الأرض ، وإحياء مبادىء وقيم وشريعة السلام في اركانها ، والإنسان الفلسطيني في الأرض المقدسة فلسطين ، مكلف بهذه الرسالة ، لكنه لن يقوى على تطبيقها إذا اتبع قاعدة مشعل القائلة بتفضيل الموت – وهو حق - على مبدأ الحياة وهي أمر وروح من الله.
خطاب مشعل بالأمس تكذيب لجماعته "الاخوان المسلمين " التي ابتدعت ( الدعوة ) للتغطية على حقيقتها كتنظيم سياسي من نوع خاص ، هدفه اغتصاب فكر وثقافة وعقل الانسان العربي والمسلم منهجا ، توازى مع مشروع استعماري صهيوني هدفه اغتصاب أرض فلسطين ، الوطن التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني ، وبهذا التزامن بهذه العملية المزدوجة ، يعمل الذين يستخدمون اسرائيل والاسلامويين للإطباق على مقدرات الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والتحكم بمصائرها ، وإخضاعها ، لتبقى في دوران ضمن دوائر صراعات مع الحداثة والرؤى والأفكار الحضارية الانسانية ، وتسد المنافذ نحو المستقبل ..لكن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، والقوى العربية والإنسانية التحررية التقدمية فعلا مازالت في متمترسة في جبهة الشرائع السماوية الداعية للعدل وإعلاء الحق والسلام ، وجبهة الشرائع والقوانين والمواثيق الأممية الدولية ، وهنا يكمن سر قوة وصلابة وحكمة قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وتمسكها بالثوابت ، وسر ديمومة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، فمشعل لا يدرك أن منظمة التحرير كانت قد ثبتت اسم فلسطين في الجغرافيا ، وتثبيت الشعب الفلسطيني ، بوجوده وارثه الحضاري ، وحقه بتقرير مصيره ورؤيته المستقبلية في الحرية والكرامة والاستقلال والسيادة ، باعتمادها منهجا وبرنامجا وطنيا ، وأسلوبا منسجما مع متطلبات الشرائع والقوانين الدولية ، التي من خلالها حظي الشعب الفلسطيني المتطلع للحياة بسلام واستقرار وازدهار باحترام وتقدير واعتراف 149 دولة حتى الآن ، في احسن تعظيم وتقديس لتضحيات الشعب الفلسطيني الذي حافظت قيادته الوطنية على الحق الفلسطيني ، وأبقت بفضل صموده ونضاله الحق الفلسطيني ( القضية الفلسطينية ) محورا لحياة وتفكير وعمل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ، والشعوب المحبة للسلام في العالم ، أما الذي يفكر بعقلية الابتداء من ( الصفر ) كمشعل وجماعته ، فإنه يبرر الابادة لتبرئة نفسه من منح الصهيونية الدينية الذريعة التي اتخذها نتنياهو " كشرعية " لاعادة احتلال غزة وجنوب لبنان .