نتنياهو يعتقد أن فوز ترامب الشهر القادم يخدم بقاءه في الحكم .. وهذا غير صحيح
الكاتب: د. ناصر اللحام
معروف لجميع المراقبين ان نتنياهو مدير مبيعات ناجح جدا ، فهو قادر على اقناع الزبون بأية بضاعة يريد تسويقها . ومن صفات نتنياهو انه يقنع الناخبين بمواصفات كثيرة ومغرية لدرجة ان الناخب لا يستطيع ان يرفض عرضه . ولكن في لحظة الجد لا يجد الناخب هذه المواصفات على ارض الواقع ، وحين تكتشف الحقيقة يكون قد فات موعد الندم وصوتوا له وفاز ولا عزاء للمغفلين .
نتنياهو وعد الجمهور الإسرائيلي بالأمن المطلق من دون مفاوضات ، ومن دون اية تنازلات سياسية او جغرافية ، ومن دون حاجة لمنظمة التحرير ، وان العرب جاهزون للتطبيع معه وان العواصم العربية ستفتح ذراعيها واطرافا أخرى امام الإسرائيليين مجانا ومن دون مقابل !!
الناخبون اشتروا العرض فورا ، وانتخبوه وفاز اكثر من مرة . ولكن على ارض الواقع لم يحدث أيا من هذا بل اندلعت الانتفاضات والحروب ووقعت العمليات وسال الدم في الشوارع .
نتنياهو لديه صفة ثانية غير الترويج لبضاعة غير موجودة ! وصفته الثانية انه لا يتحمل المسؤولية بل يسعى بكل الطرق الجهنمية لتحميلها لخصومه ولشركائه ولقادة الجيش ، وان لزم الامر تحميل المسؤولية للناخبين الذين انتخبوه . فهو لم ولن يتحمل اية مسؤولية ابدا عن سينما الاحلام التي باعها للجمهور .
لقد سقط نتنياهو عن الحكم في العام قبل ثلاث سنوات رغم كل ما قدمه له ترامب فترة ما قبل كورونا وما بعدها . ولم ينفعه الدعم الخارجي لان الوضع الداخلي الإسرائيلي كان في تدهور خطير .
ترامب رجل ذكي وليس ساذجا . ولديه مستشارون خطرون في كل المجالات . وقد وصف زيلنسكي بنفس صفات نتنياهو ( قال عنه انه مدير مبيعات ناجح بل هو اكثر مهارة مني فهو يبيع الوهم لإدارة بايدن ويغرف المليارات من أمريكا كل مرة يزور واشنطن ) وتوعد بإيقاف حرب أوكرانيا المجنونة التي تحولت الى "مفرمة لحم " .
لقد رمى نتنياهو " اليائس " كل ما يملك على طاولة القمار لفوز ترامب وهذا لا يدعو العرب والفلسطينيين الى القلق . فالرؤساء الامريكيون صهاينة ومن مخترعي الصهيونية ولا تنطلي عليهم طقوس الفهلوية التي يسوقها نتانياهو ، و يعرفون ان القتال الان ضد الصهيونية وليس ضد اليهودية كما يحاول أحزاب اليمين والليكود الترويج .
اقل من شهر وتخرج نتيجة الانتخابات الامريكية . واقل من شهر ويتضح لإسرائيل كم ابتعدت داخل صحراء الحروب والموت . واذا واصلت طريقها فنحو التيه ، واذا قررت العودة فان عودتها صعبة ومليئة بالألم والفواتير.